الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن زايد: تجربتنا الوحدوية ملحمة في البناء والتنمية والاستقرار

سلطان بن زايد: تجربتنا الوحدوية ملحمة في البناء والتنمية والاستقرار
2 ديسمبر 2014 03:19
أبوظبي (وام) أكد سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في كلمة عبر مجلة «درع الوطن» بمناسبة اليوم الوطني الـ 43 للدولة أن الاحتفال بعيد الإمارات الوطني مناسبة نجدد فيها كل عام مشاعر الوفاء لآبائنا الكرام الذين بنوا هذا الصرح الشامخ الذي ننعم فيه ونزهو بمكانته الدولية وترنو إليه الأنظار لتستقرئ هذه التجربة الملحمية الكفؤة في البناء والتنمية والاستقرار وفي تحقيق الرخاء والازدهار لشعبها. وفيما يلي نص الكلمة.. «يأتي الاحتفال بالعيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في ذكراه الثالثة والأربعين ونحن نقف بحمد الله على شاهق من الإنجاز العظيم الذي كان حلم الآباء وقد تحقق بالإرادة الصلبة والعزيمة القوية والإخلاص المتين للمبادئ والقيم السامية التي انطلقت منها مسيرة الاتحاد التي قادها الوالد الخالد في الوجدان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع إخوانه حكام الإمارات حين اجتمعت كلمتهم يوم الثاني من ديسمبر عام 1971 مجسدين تطلعات شعبهم لبناء دولة موحدة قوية تنهض بإرادة أبنائها إلى مستوى رفيع فتحت آفاقه رؤية حكيمة رأت المستقبل الذي سرعان ما صار واقعا يتجدد عبر ملحمة كفاح طويل بذل فيه شعبنا كل طاقاته الكامنة، مستمدا من سيرة الأجداد عبر تاريخهم المديد قدرة فذة على مواجهة التحديات التي انتصروا عليها بالصبر والتصميم على النهوض وكانوا يدركون أن الوحدة سبيل القوة وأنها هي الأرض الصلبة الخيرة المعطاء التي تمكن شعبهم من تحقيق طموحاته وأهدافه. إن احتفالنا بعيد الإمارات الوطني مناسبة نجدد فيها كل عام مشاعر الوفاء لآبائنا الكرام الذين بنوا هذا الصرح الشامخ الذي ننعم فيه ونزهو بمكانته الدولية التي جعلت من الإمارات دولة ترنو إليها الأنظار لتستقرئ تجربتها الملحمية الكفؤة في البناء والتنمية والاستقرار وفي تحقيق الرخاء والازدهار لشعبها. وهي مناسبة كذلك لكي نوجه تحية المحبة والوفاء لصاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله ونبارك له ولشعبنا ما حققت الدولة بقيادة سموه من تقدم يشمل كل مناحي الحياة وقد تابع مسيرة الآباء بعزم واقتدار وبرؤية حكيمة رشيدة واجهت العديد من الظروف والمتغيرات الدولية وقد حصن دولة الإمارات بالعدل وبالإخلاص لشعبه وتمكنت الدولة بقيادته من أن تنجز المزيد من مشاريع التنمية وأن تقفز إلى مستويات عالمية في حضورها الاقتصادي والتنموي وأن تنافس دولا كبرى في مؤشرات مستويات التنمية. وعيد الإمارات الوطني هو احتفال الشعب بما أنجز وأهم إنجاز تحقق هو بناء الإنسان الذي ارتقت مقدرته وسمت إمكاناته وتمكن من امتلاك مستقبله عبر النهوض العلمي وعبر الإبداع في شتى ميادين العمل وقد برع في الإفادة من طاقاته بشكل مكنه من اختصار المراحل وتجاوز العقبات ومن التوظيف الأمثل للثروة ومن استقراء تجارب الشعوب لإبداع تجربته الخاصة التي تميزت بالعطاء والخير محافظة على القيم النبيلة التي رسخها باني دولة الإمارات وقد أطلقت عليه الشعوب لقب زايد الخير وهو فضل من الله مكن شعب الإمارات من أن يمد جسور التواصل مع كل أشقائه ومع الأمم الصديقة وأن تكون له يد معطاءة في المشاريع الخيرية والإغاثية والإنسانية وأن يجد لديه الباحثون عن الاستثمار ما يطمحون إليه من الجودة والكفاءة والسوية العالية في الأداء وفي التنافس الشريف والبراعة في صناعة المستقبل عبر الشراكة الإنسانية التي تهدف إلى تقدم البشرية. ولابد من أن يكون الاحتفال بالعيد الوطني كل عام مراجعة لما تم إنجازه وتقويما لنتائجه ودراسة لأسباب النجاح وتداركا لأي خلل أو قصور ونحن ندرك أن ما يحيط بمنطقتنا في هذه الآونة يتطلب مزيدا من الحكمة في معالجته والتصدي له وقد تمكنت دولة الإمارات من أن تواجه التطرف الذي يغذي الإرهاب في العالم وحرصت على توفير الأمن الاجتماعي وهي تقدم الرؤية الوسطية والاعتدال في الفكر والثقافة وتفتح آفاقها للإبداع والتطور وتقدم النموذج الأمثل لتفاعل الحضارات والثقافات وقد باتت تزهو بكونها دولة تضم كل أطياف البشرية من وافدين ومقيمين ينعمون بالأمن والاستقرار ويحققون النجاح والتفوق في دولة يسود فيها القانون. وفي كل احتفال بعيدنا الوطني تتسع رؤيتنا للمستقبل وندرك أن أطفال اليوم هم رجاله وطاقاته وأن التعليم هو ميدان إعداد الأجيال القادمة لمتابعة البناء والارتقاء به وقد حققت الدولة قفزات عالية في ميادين التعليم وستبقى الخطط المنهجية في دائرة الأولوية تتطلب متابعة دؤوبة وتطويرا مستمرا للكفاءة الأمثل في مخرجات التعليم بحيث تكون أقدر على تلبية احتياجات المستقبل. وهذه المراجعة المستمرة لكل ما تحقق في ميادين التنمية والخدمات تمكننا من رؤية أفضل ولاسيما عبر المشاركة الوطنية التفاعلية التي اتسعت آفاقها في تجربتنا في فضاء من الحرية والشعور القوي بالمسؤولية الوطنية. ونحن نجد قوة الدولة في تلاحم أبنائها وفي تكاتفهم حول مشروعها الوطني وفي إخلاصهم للوطن الموحد، فهم درع الوطن وحماته والعاملون المخلصون في ساحات البناء وهم النساء الإماراتيات اللواتي نهضن من سكون الماضي وقفزن لحيوية المشاركة في كل ميادين العمل بعد أن تسلحن بالعلم وأطلقن قدراتهن في بناء الأسرة والوطن وأخص جيل الشباب بالتحية في عيد الإمارات فهم الأمل وهم المستقبل وأدعو الله العلي القدير أن يمكن شعبنا من تحقيق المزيد من الإنجازات على طريق النجاح المتصاعد والتفوق المستمر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©