عواصم (وكالات) - توقع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس عقد مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا الذي أرجئ مرات عدة، بحلول منتصف ديسمبر المقبل، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الموعد النهائي بانتظار اجتماع مرتقب بين الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي وممثلين من الولايات المتحدة وروسيا في 25 نوفمبر الحالي، وقال خلال مؤتمر صحفي مع رئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي في فيلنيوس “سيدرسون ذلك، واذا كان الأمر ممكنا آمل أن يتمكنوا من تحديد موعد، وان أتمكن من اصدار بيان في هذا الشأن..لا استطيع أن اعلن موعدا في هذه اللحظة، لكن هدفنا هو منتصف ديسمبر”.
من جهته، شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على ضرورة عقد “جنيف 2” قبل نهاية العام الجاري، حتى لو لم تتوافر الظروف المثالية لذلك. وقال قبيل لقائه المرتقب اليوم الثلاثاء مع وفد للحكومة السورية بدأ محادثات امس في موسكو “إن ربط المعارضة السورية مشاركتها في المؤتمر بتحقيق اختراق ما على الجبهة الإنسانية أمر مثير للاستغراب والقلق، لأن المؤتمر لن يعقد أبدا إذا كنا ننتظر توفر ظروف مثالية لذلك”.
وأضاف “أن منطقنا، وأتصور ان جون كيري (وزير الخارجية الاميركي) يوافقنا فيه، يعتمد على ضرورة البحث عن طرق تعزيز فعالية العمليات الإنسانية للأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الإنسانية، ولكن لا يجب ان يكون ذلك بأي شكل من الأشكال شرطا مسبقا لعقد المؤتمر، لأن المسائل الإنسانية ستكون في نهاية المطاف على جدول أعمال المؤتمر، كما حدد ذلك في لقاء جنيف العام الماضي”.
وأوضح لافروف “ستكون هناك من ناحية المبدأ مسائل وقف العنف، وستكون هناك مسائل الحوار السياسي وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وفي النهاية انشاء ما يسمى بهيئة حكم انتقالية على أساس اتفاق عام بين الحكومة والمعارضة.. لذلك اذا استمرينا بتقديم احد عوارض الأزمة كأولوية عليا للعمل فلن نتوصل ابدا الى جوهرها”. لافتا الى انه سيصبح بالإمكان الحديث عن مدد تقريبية لعقد المؤتمر بعد لقاء الخبراء الروس والأميركيين مع الإبراهيمي في 25 نوفمبر الجاري في جنيف، وقال “ننتظر كيفية تنفيذ شركائنا الغربيين إقناع المعارضة بالامتناع عن الشروط المسبقة، وبعدها يمكن الحديث عن موعد عقد المؤتمر”.
واتهم لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأرمني ادوارد نالبانديان ما وصفهم بـ”بعض اللاعبين الخارجيين” بمحاولة عرقلة التحضير لمؤتمر “جنيف-2”، لكنه رحب في الوقت نفسه بانطلاق عملية تنسيق المواقف بشأن المؤتمر بين مختلف القوى السورية، خاصة بين الائتلاف الوطني المعارض وهيئة التنسيق الوطنية والمنظمات الكردية. وقال “إن الائتلاف يعمل على التوصل الى اتفاق مع إحدى المنظمات الكردية بشأن صياغة مواقف مشتركة، وقد اتصل الائتلاف مع هيئة التنسيق الوطنية، أكبر فصائل المعارضة الداخلية، ونحن نرحب بهذه العمليات”.
وأضاف لافروف “نحن الآن نرى مزيدا من الواقعية في مواقف من ينتمي الى الائتلاف الوطني بشأن جنيف-2، ومواقف عدد من شركائنا الأجانب على حد سواء”، لكنه أشار الى أن بعض اللاعبين الخارجيين يحاولون عرقلة التحضير للمؤتمر. وجدد التأكيد على الدعوة الموجهة الى المعارضة السورية لزيارة موسكو، وقال “عندما طرحنا مقترحنا بشأن عقد لقاء غير رسمي لممثلي المعارضة والحكومة السورية بموسكو، وجهنا دعوة الى جميع المعارضين لكي نساعدهم على تشكيل وفد موحد للمشاركة في جنيف-2”.
وأعاد لافروف الى الأذهان أن نائبه ميخائيل بوغدانوف عقد قبل أيام لقاء مع ممثلي الائتلاف الوطني السوري المعارض في اسطنبول، وهم أكدوا أنهم يدرسون المقترح الروسي. كما أكد أنه ينوي اللقاء بالوفد الرسمي السوري الموجود حاليا في موسكو بعد أن يختتم الوفد الجزء الرئيسي من الأعمال المدرجة على جدوله. وأضاف “نحن نعمل باستمرار مع الحكومة السورية، ونؤيد ما أعلنته غير مرة بشأن استعدادها للمشاركة في جنيف-2 بدون أي شروط مسبقة، من أجل تنفيذ بنود بيان جنيف الصادر في 30 يونيو الماضي بالكامل”.
وأضاف “أن موسكو تشجع الحكومة السورية على التعاون لاحقا، وبشكل أوثق، مع المنظمات الإنسانية الدولية التي تقدم المساعدات الضرورية للمدنيين”. وأشار الى أن المنظمات التي تقدم المساعدات راضية عن التعاون مع السلطات السورية، لكن المسلحين يعرقلون إيصال المساعدات الى بعض المناطق والمدن التي لا تزال محاصرة. واعتبر ان مئات المجموعات المسلحة، من بينهم ارهابيون حقيقيون مرتبطون بـ”القاعدة”، تشكل المصاعب الأساسية لإيصال المساعدات الإنسانية في سوريا.
واجرى وفد رسمي سوري ضم بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس بشار الاسد، ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومسؤول الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية احمد عرنوس محادثات في موسكو امس مع نائبي وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف وميخائيل بوجدانوف. وأوضحت وكالة انترفاكس ان المحادثات استغرقت حوالى ساعة ونصف الساعة، ولم يصدر أي تعليق. وذكر مصدر دبلوماسي روسي أن الوفد قد يجتمع مع لافروف اليوم الثلاثاء.
عدد اليوم
