السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دهن العود والبخور.. عروس المناسبات وونيس البيوت

دهن العود والبخور.. عروس المناسبات وونيس البيوت
23 مارس 2009 01:03
المجتمع القطري مثله كباقي المجتمعات الخليجية يحتل العود والعطور مكانة خاصة ومميزة في الحياة اليومية والمناسبات لمواطني هذه الدول، ويعتبر العود والعنبر بكل أنواعه من صميم الموروث الخليجي منذ سنوات ماضية، ولا يكاد يخلو بيت في قطر من العود والعطور مع تنوع الاختيارات لأنواع العطور والعود والعنبر، حيث إن لكل نوع خاصية معينة يألفها بعض الناس. إضافة إلى أنواع محدثة ومطورة للعطور المستخرجة من العود، الذي يزكي رائحة الملابس وكذلك العطور الشعبية من دهن العود في تزكية الأبدان والأغطية، ويعتبر البخور والعطور الشعبية العربية شيئا لا يمكن الاستغناء عنه في الأعراس والمناسبات الخاصة والعامة والجلسات سواء للرجال أو النساء مع اختلاف الاختيارات، لذلك يستخدمه الرجل في التعطر عند خروجه من البيت أو داخل مجلسه وخصوصا في العمل وفي المجالس وكذلك النساء في بيوتهن وفي جلساتهن، وكذلك في الأعياد والحفلات وأيام الجمع. وتوجد كثيرات من النسوة الماهرات في صناعة العطور أو اللواتي يقمن بتركيبه، ويبعنه هو والعنبر والبخور في الخليج ويتمتعن بشهرة واسعة بين أوساط النساء وفي مجتمعاتهن التي ينتمين إليها وتقصدهن النساء لشراء مستلزماتهن منه عند الحاجة، ويقمن بإعداد خليط من العطور توضع على الجمر، وبتأثير حرارة الجمر على المواد العطرية المكونة لها يتحول المخلوط إلى دخان عطري جيد الرائحة، ويستعمل لذلك مباخر أو مجامر ذات أشكال وألوان متعددة. فالمقصود بالعود هو من الطيب يتبخرُ به بعد أن يقطع الغصن ومن ثم يصبح يابساً بعد تخزينه ومن ثم يصبح عوداً معتقاً، ويعتبر العود ودهن العود من الأشياء الثمينة التي تورث أو تهدى، حيث تستخدم الأنواع الفاخرة من العطور والبخور كأنواع من الهدايا التي تقدم في المناسبات وبين الأزواج والأصدقاء وكما يعتبر هدية قيمة ذات مكانة عند النفوس وتعبر عن مدى المعزة والمحبة والتقدير. ولذلك، فهو يحافظ على خاصيته في نفوس المواطنين وسكان الخليج واستخدمه المواطن الخليجي منذ زمن قديم منذ عصور الأجداد وقبل ظهور النفط في شبه الجزيرة العربية، وهي توضع في صناديق مقفلة بإحكام، شأنها في ذلك شأن النقود والذهب. كما أنه من الأشياء الأساسية في البيت القطري، وهو أحد مظاهر الحياة اليومية وجزء من البيت القطري على وجه الخصوص، وللنساء أساليب في صناعة البخور ويعرفن جيدا نوعيته، فالدخون تصنعه النساء من عجينة مكونة من المسك والعود والعنبر وتعجن وتشكل على شكل أقراص مستديرة، ولكن مع تطور آلة الزمن ودخول أنواع البخور الفاخرة التي تصنع في مصانع حديثة وفق أعلى مقاييس الجودة، أصبحت هناك ماركات معروفة للبخور والعطور حتى وإن كانت شعبية. ولكن المنتجين وجدوا رواجا لهذه المصنوعات فدخلوا المنافسة ولم تعد الصناعة اليدوية رائجة، بل إنه في القديم كانت النساء تصنع البخور، بينما الآن يشتري من المحلات المعروفة ببيع دهن العود والبخور والعطور، وفي كافة دول الخليج هناك محال تجارية تبيع أشهر ماركات هذه المصنوعات. وتجدر الإشارة إلى أن هناك في المناسبات طقوسا يحرص القطريون على اتباعها في تبخير وتعطير الضيوف وحتى أنفسهم. كما يقدم البخور مع صب القهوة وقدوم الضيوف وبعد الطعام لتزكية الأجواء، ولذلك يحف «المجلس القطري» بأزكى الروائح العطرة، كما يتم رش ماء الورد على الضيوف بواسطة المرش وهو أداة نحاسية طويلة. وفي القدم ساد معتقد أن رائحة البخور تطرد الشياطين والحسد من البيوت، لذلك تكون النساء أكثر حرصا عليه. ويستخدم دهن العود أيضا في صنع بعض العلاجات، ولا يتم تعريضه للشمس أو الهواء حتى لا يفسد، وتختلف قوة رائحة العود تبعاً للمكان الذي توجد فيه شجرته، وكان أهل قطر يحتفظون بالعود في مطابق، ومفردها مطبقة، وهي أوعية بأغطية تستخدم لحفظ خشب العود والبخور.والعود يستخلص من شجرة لا يزيد ارتفاعها عن خمسة أمتار وتعمر شجرة العود إلى أكثر من أربعين إلى خمسين سنة، وعندما تكون شجرة العود سليمة تكون أخشابها بيضاء اللون لا رائحة فيها وإذا أصابها المرض يتغير لون الخشب إلى الأسود تقريبا. أما دهن العود فهو من مشتقات خشب العود ويستخرج على هيئة سائل يميل لونه إلى اللون الأسود، ويتميز دهن العود برائحته النفاذة القوية التي تميزه عن سائر أنواع العطور، ويعتبر دهن العود من العطور المحببة إلى النفوس والأكثر انتشارا في المجتمع الخليجي رجالا ونساء. ويستعمل في فصل الشتاء أكثر منه في الصيف، لأنه يتطلب جواً جافاً لزيادة انتشار رائحته المميزة، وأثناء الاستعمال توضع قطرة أو لمسة على الجسد
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©