السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عرس ثقافي يحتفي بأدب الأطفال في «الشارقة للكتاب»

عرس ثقافي يحتفي بأدب الأطفال في «الشارقة للكتاب»
9 نوفمبر 2012
احتفاء بحب الكلمة المقروءة وشغفاً بما يسطر بين دفتي الكتاب، تلتقي كل معاني الأدب والفكر والخيال في موعد سنوي متجدد، لتضع رحالها على أرض الشارقة الباسمة، والتي تحتفل مرة أخرى بعرسها الثقافي الميمون في دورته الـ31، لتنطلق الفعاليات الجديدة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، صباح الأربعاء الماضي، وتسلط الضوء وبقوة على جناح الأطفال الزاخر بالبرامج والعناوين. أزهار البياتي (الشارقة) - خصص جناح الأطفال في معرض الشارقة للكتاب هذا العام أكثر من 200 كتاب في دورته الجديدة الـ 31 ،أخذت جزءاً كبيراً من إمكانياته ومساحته الممتدة على مركز أكسبو لدعم أدب الأطفال وكتابه وناشريه، وبلغ عدد زواره في اليوم الأول 25 ألف زائر. إبداع وخيال ولأن الطفل هو الأمل والتحدي والطموح، فقد احتلت شؤونه حيزاً هاماً من مساحة معرض الشارقة الدولي للكتاب، لتستريح على أرضية واسعة وجناح ضخم، ضم العديد من دور النشر العربية والعالمية، والتي حضرت بإصدارات وكتب ونشرات جديدة تحتفي جميعا بالطفل العربي وترتقي لآفاق خياله، حيث يقول أحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، إيماناً منا بأن الطفل هو عماد الغد واستثمار المستقبل، وتلبية للرؤية المستنيرة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي ينادي دوما بكل ما يحفظ للطفل حقوقه ويرتقي بأفكاره وينمي إبداعه وخياله، فقد ركزنا في دورتنا للعام 2012 ليكون للأطفال دور هام ومحوري، واضعين مجموعة كبيرة من البرامج والفعاليات التي تربط في مجملها الطفل مع القراءة والكتاب بشكل أو بآخر، منظمين العديد من الفقرات والأنشطة ذات الطابع المشوق الممتع، في مجالات عدة، منها الأدب والفنون، وهي تأتي على سبيل المثال كفقرة القراءات القصصية، ومسرح الدمى، ومسرح الظل، والحكواتي، وعالم الألوان، ورسومات الباستيل، ولغة الإشارة، وصندوق الأفلام. ورش حية وعن الورش المتنوعة، التي يتضمنها جناح الأطفال، أشار العامري إلى وجود ورش عمل حية ومباشرة يشارك بها الأطفال أمام الجمهور، كورشة الخيول، وطي الورق، وتشكيل الطين، وعالم التصميم، والأناشيد القرائية، مع الكثير من العروض الترفيهية والألعاب السحرية والمسابقات الحماسية، هادفين من كل ذلك توفير أجواءً تجمع ما بين الترفيه والفائدة، متطلعين إلى الارتقاء بمستويات الطفل الفكرية والإبداعية مع تطوير إمكانيته ومهاراته المختلفة. وأضاف نحن في معرض الشارقة الدولي للكتاب عملنا بروح الفريق، ولا ندخر جهداً في سبيل توفير كافة الإمكانيات التي تتيح توفير أجواء مريحة للأطفال وأسرهم، من خلال تنظيمنا لمنظومة متسقة من الخدمات التي أعدت لهذا الغرض، حيث وزعنا دور النشر المشاركة محلياً وعربياً وعالميا، بحيث يكون بينها تناغم وانسجام، لتستعرض أحدث منتجاتها ومطبوعاتها من الكتب والمؤلفات المخصصة للصغار من الفئة العمرية بين 1- 16 عاماً، مع تقسيم بقية البرامج والفقرات وورش العمل المختلفة بين الفترتين الصباحية والمسائية كالعروض المسرحية، و المرسم الحر، واكتشاف المواهب، وغيرها الكثير من البرامج التي تحتفي بالطفل العربي وتكرمه كما يستحق. تقارب الثقافات وقال إن المعرض يهدف إلى مد جسور التواصل الحضاري مع أنحاء العالم كافة، والتقارب بين الثقافات، والاجتماع على حب الكلمة المقروءة تحت سقف واحد، كما ينقل إلى العالم ثقافتنا الأصيلة والمعاصرة الغنية، ليثبت أنها مازالت مؤهلة وجديرة بالبقاء في ضوء التحديثات المختلفة التي تفرضها ظروف التغير والتجديد العالميين. وأضاف: إدارة المعرض تركز على تنظيم برنامج ثقافي متميز، وغني بالأفكار والطروحات والنقاشات الفكرية المختلفة، ويدعمه في ذلك مشاركة شخصيات مرموقة في عالم الفكر والفن والثقافة، وأن برامج هذا العام تشكل إضافة نوعية لمسيرة المعرض، ونمواً لافتاً لمستوى الفعاليات المصاحبة له، وعاملاً مهماً من عوامل رفد الثقافة الإماراتية. ولفت إلى أن المعرض ينعقد وسط مشاركة إماراتية ودولية غير مسبوقة بلغت 62 دولة، منها 24 دولة تشارك للمرة الأولى، وتتضمن قائمة الدول المشاركة 22 دولة عربية، و40 دولة أجنبية، و924 داراً للنشر، وزادت مساحة المشاركة العربية لدور النشر، حيث ارتفعت من 7600إلى 9613 متراً مربعاً، والحال نفسها مع مساحة المشاركات الأجنبية من 1600إلى 2100 متر مربع، ورافق ذلك زيادات أخرى شملت مشاركات دور النشر الهندية التي ارتفعت بنسبة وصلت إلى نحو 500%، وكذلك انضمام نحو 20 ناشراً باكستانياً في فعاليات المعرض من الذين يشاركون في المعرض للمرة الأولى. وسائل تعليمية فمن الإمارات شاركت وللمرة الخامسة على التوالي دار المستقبل الرقمي، التي قال مندوبها عبد المعز المسلماني عن مساهماتهم في جناح الأطفال لهذا العام: جئنا بكل ما يهم الطفل العربي ويطوره ذهنيا ويدويا، مستعرضين آخر مستجدات الوسائل التعليمية الذكية من تقنية الديجتال الرقمية، مع عدد من الموسوعات العلمية والكتب الإلكترونية التي تقرأ بقلم ضوئي خاص وباللغتين العربية والإنكليزية، وذلك لأننا نضع ضمن أهدافنا تطوير الطفل العربي، وترقية مهاراته واستكشاف مواهبه وإمكانياته الدفينة، مع التركيز على ربط مفهوم الكتاب التقليدي بالتقنيات الحديثة، والتي أصبحت هوساً وشغفاً لدى الأطفال في عصرنا الحالي، ومن أهم إصدارات هذا العام الكتاب الناطق، المؤلف من عشرة كتب علمية مختلفة تطرح أسئلة وتصحح إجابات وتقرأ وتسجل وتنطق الحروف والكلمات بالعربي والإنكليزي، وهي سلسلة مخصصة للأطفال من سن 3- 10 أعوام. وقال المشارك أحمد المرزوقي من دار كنوز للنشر والطباعة في تونس عن مشاركتهم ضمن معرض الشارقة الدولي للكتاب، تعد المرة الثالثة لنا، وقد حرصنا فيها على استعراض النخبة من إصداراتنا وعناويننا الجديدة باللغتين العربية والإنجليزية لهذا العام، والتي تخص الأطفال من عمر 5- 12 عاماً، التي ضمت العديد من قصص الأطفال لمؤلفين ورسامين لهم خبرة طويلة مع أدب الأطفال، ومن هذه الكتب سلسلة حكايات ما قبل النوم، وهي مكونة من عشرة عناوين من كلاسيكيات الأدب العالمي، ولكن بمعالجة عربية وعبر وحكم تستنج من ملخص نهاية كل حكاية. صور توضيحية ولفت إلى إطلاق موسوعة علمية في هذا الموسم مكونة من 19 جزءاً، جاءت تحت عنوان كنوز المعرفة، التي تحتوي على حقائق ونظريات علمية وكونية وجيولوجية، مع صور توضيحية ملونة، و ملصقات مطبوعة لاصقة تختبر معلومات الأطفال وذاكرتهم، بالإضافة لمجموعة من القصص الجميلة ثلاثية الأبعاد والكتيبات الملونة، مع مطبوعات التلوين وكتب لتعليم الخط العربي بأساليب ممتعة ومبتكرة. ومن بيروت جاء الناشر علي العاصي من دار المؤلف للنشر، للمشاركة في معرض الشارقة للمرة الـ12 على التوالي، إيماناً منه بأنه يعتبر من أهم المعرض الدولية المخصصة للثقافة والكتاب، من ناحية حجم المبيعات والإقبال الجماهيري، وهو يشيد بتطوره من عام لعام. وأضاف، معرض الشارقة الدولي فريد من ناحية أسلوب التنظيم ونوعية البرامج والفعاليات، ولقد أصبح مؤخرا وجهة لدور النشر العربية والعالمية، ونحو بدورنا نريد أن نكون جزءا من هذا النجاح، ولقد شاركنا في هذه الدورة بعدد من الكتب والعناوين التي كان للأطفال حصة كبيرة منها، حيث أطلقنا قصة جديدة بعنوان، أتمنى، للمؤلفة اللبنانية رولا سعادة وتحكي فيها عن طفلة تطلق لخيالها العنان لتحلم بالحب والخير لكل العالم، كما تعاونا مع الكاتبة القطرية حصة العوضي وهي مديرة برامج الأطفال ، لننتج آخر مؤلفاتها للطفل ومنها حكايات، مدينة الغيلان، عندما غاب أبي، وبدر الرجل الصغير، بالإضافة لتعاوننا مع الكاتبة اعتماد خان وهي مؤلفة سلسلة خيوط الشمس، المخصصة للناشئة والمكونة من 19 كتيباً، فيهم مختلف التوجيهات والإرشادات الاجتماعية والتربوية الهادفة للأطفال. قراءة القصص وتحدثت منى هنينج، صاحبة دار المنى للنشر، التي تتخذ من السويد مقراً لها، مهمتي إلهام الأطفال لقراءة قصص عالية الجودة باللغة العربية، وأنها نشرت خلال نحو 3 عقود أفضل كتب الأدب السويدي في العالم العربي، وحازت العديد من الجوائز. وأضافت: «حلمي ومهمتي في الحياة هي أن تتاح الفرصة للأطفال الناطقين باللغة العربية لقراءة الأدب الواقعي، من خلال قراءة الكتب المصورة عالية الجودة، وقصص وروايات بلغتهم الأم. ومن جانبه، قال الدكتور علي عبد القادر الحمادي، نائب رئيس جمعية حماية اللغة العربية، إن أدب الأطفال يمثل المستقبل، وإن بذل الجهود لتطويره هو ما يحدد مستقبل الثقافة العربية. وتابع، أعتقد أنه يمكن القيام بأشياء كثيرة لتحسين مكانة أدب الأطفال وتحفيز القراءة في المدارس والمنازل، ولا بد أن تواكب الحركة النقدية لأدب الأطفال للتأكد من نتاج أدبي متميز، كما أن جوائز أدب الأطفال التي انطلقت من الإمارات أثرت في هذا المجال بإنتاج فني راق في الدولة. وعن المنافسة لاستقطاب المزيد من القراء الصغار، أوضح عوض السوسي من دار النون الأردنية للنشر، أن المنافسة تشتد من عام لآخر، بين دور النشر العربية المشاركة في قسم الأطفال، خاصة في مجال الأدب والفن والهوايات والمواد العلمية المختصة بعالم الطفل، كونه مجالاً واسعاً له أهميته، وأصبح يستقطب الكثير من اهتمامات جمهور القراء. وقال: هذا في رأيي مؤشر إيجابي لأن الطفل العربي كان محروما من حقوقه الأدبية والفنية بلغته الأم، وكنا لا نجد إصدارات عربية أو إنتاج مهم يهتم بعقلية الطفل ويرتقي بها كما في الدول الأوربية، ما خلق فراغاً كبيراً في ثقافة الطفل العربية، ولكن وجود أجنحة الأطفال في معارض الكتاب النوعية وإطلاق المبادرات والمسابقات في مجال التأليف والرسم لقصص الأطفال علي وجه الخصوص، أصبحت محفزا كبيرا لاهتمام الناشرين بإنتاج مطبوعات تهتم بشؤون الطفل وثقافته واهتماماته، وانطلاقاً من هذه الرؤية فقد أصدرنا في هذا العام، قصص أطفال من تأليف الكاتبة الفلسطينية ناهد الشوا ورسوم الفنانة وصال الأمين، منها حكاية أحبك أكثر، بلدي، ميدو الطيار، هيا نعّد. ندوة حول انتشار وسائل الإعلام والكتاب الإلكترونية ناقش مشاركون في البرنامج الفكري المصاحب للمعرض في ندوة بعنوان «فضاءات المستقبل- الكتابة الرقمية» الأثر انتشار وسائل الإعلام وبزوغ كتاب في الفضاء الإلكتروني يزاحمون بإنتاجهم الكتاب التقليديين، متسائلين: هل هذا شكل جديد من الثقافة، وهل يمكن استبدال الكتابة بأشكالها التقليدية بالكتابة الرقمية، وما هي محددات الكتابة الرقمية في المستقبل؟ واستعرض كل من مايكل مارشال سميث وزهور كرام ومحمد سناجلة التحدي، وفي الوقت ذاته الفرصة من الانتشار الواسع في الكتاب الإلكتروني الذي أشار إليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب يوم الأربعاء الماضي، حيث دعا سموه دور النشر في دولة الإمارات والمنطقة إلى مواكبة هذه الثورة الجديدة وابتكار طرق تشجيع القراء للحصول عليها بما يتوافق مع نمطهم المفضل في القراءة. ولم تغب الصحافة الثقافية عن المشهد الفكري، حيث اعتبر مشاركون في ندوة بعنوان «الدور المفقود للصحافة الثقافية ما عليها أن تلعبه كما كانت في الماضي» لمساندة الإبداع والكشف عنه، وتشجيعه ومواكبة الحراك الثقافي وتفعيلة والانشغال بقضايا الثقافة. وذلك بمفهومها العام التي تعنى بكل محاور الحياة الإنسانية، حيث إن الثقافة إن أطرت بوصفها أدبا وإبداعاً وتواصلاً إنسانياً، من خلال أجناسها الأدبية تظل فرعا ضيقا لحياة الإنسان، وتظل الثقافة بشموليتها بابا للتغيير والتحول الإنساني نحو المستقبل. السينما انعكاس لحركة الإنسان التقى رواد المعرض أمس الممثل يحيى الفخراني، والمخرج السينمائي خالد يوسف اللذين استعرضا شكل السينما بعد تطورات الأوضاع في الفترة الأخيرة معتبرين أن السينما انعكاس لحركة الإنسان في المكان، وصورة هامة للمجتمع في اللحظة الحاضرة، ولذلك فإنها تمثل وثيقة لمنظومة حياة الإنسان الخاصة والعامة وللحوادث التي تصف المجتمع وترصد المتغيرات . حوارات فكرية تشهد الأيام المقبلة من المعرض في قضايا، مثل الفنون ودورها كرافعة للمستقبل، حيث تعد الفنون وأشكال الإبداع مدخلا أساسيا للوثوب إلى المستقبل، وسيناقش مبدعون من أمثال يوسف القعيد وبن سالم حميش الدور المحوري للمسرح والسينما والتشكيل في الكشف عن سيئات الواقع أو مثالبه ليمكن تجنبها في مسيرة النهضة والتقدم للمستقبل بأفق محصن بإيجابيات البناء المادي والمعنوي. جدول اليوم تتضمن فعاليات البرنامج الفكري المصاحب ليوم الجمعة، ندوات وحوارات معمقة، منها ندوة بعنوان « مآلات الأفعال في المصطلح المقاصدي» للدكتور كمال الدين إمام، بالإضافة إلى ندوة عن الإعلام باعتباره مدخلاً لتوثيق التراث يشارك فيها الدكتور ناصر الدين لعياضي وشيخة الجابري، فيما يستعرض فاروق شوشة وسيد حجاب موضوع «الشارقة تعزف شعرا». وفي قاعة الاحتفالات في المعرض توقع الكاتبة أحلام مستغانمي كتابها «الأسود يليق بك» وتقرأ بعضا منه للحضور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©