عاصفة الغضب في قلعة «الفهود»

علي معالي (دبي) أقل ما يمكن أن نصف به مباراة الوصل مع الشباب التي جرت مساء أمس الأول، ضمن الجولة التاسعة لدوري الخليج العربي لكرة القدم، بأنها «مجنونة» بكل المقاييس، حيث شهدت ثلاث بطاقات حمراء، بواقع بطاقتين لـ«الفهود»، وواحدة من نصيب «الجوارح»، بالإضافة إلى 8 بطاقات صفراء، بمعدل 4 إنذارات لكل فريق، ليس هذا فحسب، بل نجح «الأخضر» في أن يخطف هدف التعادل في اللحظة الأخيرة من المباراة، حيث كان الفريق الضيف متأخراً 1 - 2، ولكن إيدجار برونو خطف «النقطة» قبل أن يطلق حكم المباراة صافرة النهاية. وإنصافاً للحق، كان للحكم يعقوب الحمادي الدور الأبرز، في «كهربة» المواجهة بهذه الصورة، منذ الدقيقة العاشرة، بتغاضيه عن عدم طرد حسن زهران مدافع «الإمبراطور»، الذي وصل إلى مرمى الشباب، واحتك أثناء وقوعه على الأرض مع الحارس سالم عبدالله، وكان زهران حصل على بطاقة صفراء في الدقيقة الرابعة، ومنذ أن رفض الحكم طرد زهران ضاعت المباراة كثيراً من بين يديه، وأصبح العنف والبطاقات الصفراء والحمراء في كل اتجاه داخل أرض الملعب، مما دفع مدرب الشباب البرازيلي كايو إلى القول: «لم تكن مباراة كرة قدم، لأنني لم أشاهد الكرة، بل كانت مباراة بطاقات حمراء وصفراء فقط»، وعلق الأرجنتيني كالديرون مدرب الوصل على ما شاهده في أرض الملعب من الحكم، قائلًا: «تدخلات حكم المباراة أضاعت علينا النقاط الكاملة». لم يكن أي «وصلاوي» أو «شبابي» يتوقع أن تأتي المباراة بهذه السيناريو الدراماتيكي، سواء في الأهداف أو الإنذارات أو حالات الطرد، ووقف الجميع في مدرجات ملعب زعبيل يتابعون «الموقعة المجنونة»، دون النظر إلى نتيجة المباراة، خشية أن تنتهي بما لا يُحمد عقباه!!. ولكن الملاحظ أن التاريخ يعيد نفسه مجدداً بين الفريقين، حيث لا ينسى الشارع الرياضي من ذاكرته أحداث مباراة الفريقين أيضاً في الجولة الثانية لموسم 2009-2010، والتي جرت في ملعب الشباب، حيث تم طرد لاعب الشباب كارلوس فيلانويفا، وفي الوقت نفسه، إشهار البطاقة الحمراء في وجه ماجد ناصر وياسر سالم لاعبي «الأصفر»، وهو ما حدث مساء أمس الأول، بطرد العدد نفسه من لاعبي الفريقين، وبلغ الإنذارات في تلك المباراة 6 بطاقات صفراء، ولكن في مباراة أمس الأول وصل العدد إلى ثمانية إنذارات صفراء، ولكن الاختلاف الأكبر في جولة الفريقين في موسم 2009 - 2010 أن الشباب فاز وقتها 4 - 3. من جانبه، قال حميد يوسف مدير الكرة بالوصل: «بعد طرد لاعب من كل فريق كان التوازن موجوداً بين الفريقين، لكن بعد طرد لاعب آخر من الوصل تأثرنا كثيراً في أرض الملعب، وأن طرد كايو محسوب عليه، كونه لاعبا أجنبيا، ومن المفترض أن يكون أكثر حفاظاً على ثباته في أرض الملعب، وقيادة الفريق بعيداً عن التعصب أو العصبية في أرض الملعب، ولست أدري ما دار بينه وبين اللاعب الآخر والحكم، حتى يمكن الحُكم عليه في النهاية». وأضاف: «الطرد الآخر من نصيب وحيد إسماعيل غير مناسب بالمرة من اللاعب الذي يفترض أنه يمتلك خبرة كبيرة بوصفه كابتن الوصل، وبالتالي كان عليه أن يتعامل بشيء أفضل من الناحية الاحترافية والخبرة في الوقت نفسه، خاصة أن البطاقة الصفراء الثانية التي حصل عليه وحيد كان في مقدوره تفاديها لأنه قذف بالكرة بعيداً، في وقت توقف الملعب، بناء على طلب الحكم، خاصة أن وحيد أصبح وجوده بالفريق مهماً بعد ارتفاع المستوى ووصوله إلى«فورمة» جيدة». وقال: «المباراة لم تكن متوقعة من ناحية الإنذارات وحالات الطرد، لكن من جانب الأداء كانت لدينا ثقة كبيرة في أداء اللاعبين، بناء على المرحلة السابقة من التحضير المناسب، أن بداية الشباب جاءت قوية مع انطلاق المباراة، ونحن ندرك قوة «الأخضر»، وعملنا على مشاهدته بشكل جيد خلال الفترات الماضية، وهو مستقر منذ فترة طويلة». وعن السبب في طرده من المباراة، يقول حميد يوسف: «اعترضت على حالة الجذب الخاصة بقميص ياسر سالم، حيث كان الوضع يتطلب بطاقة صفراء للاعب الشباب، ولكن الحكم تغاضى عن ذلك، لأنه لو منح لاعب الشباب هنريكي لوفانور بطاقة صفراء لتم طرده من المباراة، وكانت النتيجة وقتها تقدمنا بهدفين لهدف». أضاف: «حالات الطرد بالطبع مفاجأة، ولكن أرى أن الفريق لن يتأثر كثيراً في المباراة المقبلة لوجود وفرة حالياً في اللاعبين الجاهزين لخوض اللقاءات». جمعة راشد: البطاقات أصابت الجميع بالتوتر في «الدراماتيكية» دبي (الاتحاد) أكد جمعة راشد إداري فريق الشباب أن قرارات حكم المباراة المتسرعة أثرت على أداء اللاعبين، لافتاً إلى أن كثرة الإنذارات وحالات الطرد أوجدت حالة من التوتر بين اللاعبين. وقال: «رأيتم الأحداث «الدراماتيكية» في المباراة، واتسمت المباراة بالعصبية، وهناك عدالة في البطاقات الصفراء والنتيجة التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2». وأضاف: «لا أستطيع الحكم على قرارات الحكم من ناحية صحة الإنذارات من عدمها، ولا أتدخل في قرارات الحكم، لكن شاهدنا كثرة الإنذارات والطرد، وحصلنا على 6 دقائق وقتاً بدلاً من الضائع، وكنت أتمنى إطالة الوقت إلى 10 دقائق، لأن فترات التوقف في المباراة كثيرة». وعن تراجع مستوى «الجوارح» في الفترة الأخيرة، قال إداري الشباب: «الفرق الكبيرة على مستوى العالم تتعرض لارتفاع وهبوط المستوى، وأتمنى أن لا يكون التراجع في أداء «الأخضر» طويلاً، وأن يعود الفريق إلى سابق عهده». ياسر سالم: البطاقات قضت علينا!! دبي (الاتحاد) يرى ياسر سالم، مدافع الوصل، أن مباراة فريقه أمام الشباب تميزت باللعب «الخشن»، والتوتر بين اللاعبين، لافتاً إلى أنه طلب من زملائه الهدوء، خاصة أنه رأى الحكم وهو يمنح اللاعبين البطاقات الصفراء والحمراء. وقال سالم: «لا أدري لماذا طرد الحكم زميلي بالفريق كايو كانيدو، وكنا على مشارف الفوز، حيث تقدمنا بهدفين في الشوط الأول، إلا أن النقاط الثلاث ضاعت منا، ونجح الشباب في تسجيل هدفين في الشوط الثاني، وهدف التعادل جاء في الثواني الأخيرة». وأضاف: «مستوى الوصل في تطور وتحسن مستمر، وسوف نشهد مزيداً من الأداء الجيد في اللقاءات المقبلة، وأن فترة التوقف أفادت الفهود كثيراً، خاصة أن اللاعبين أصبحوا أكثر فهماً لتعليمات المدرب كالديرون ولطريقة تفكيره، وظهرت الآثار الإيجابية لفكر المدرب كالديرون في الملعب، وأصبح الوصل يقدم مردوداً طيباً في المباريات، وهذا ما لمسناه أمام الشارقة في الجولة السابقة من الدوري، وأمام اتحاد كلباء في كأس الخليج العربي». زهران: لم أنجرف إلى الطرد بالحفاظ على توازني دبي (الاتحاد) رغم ضياع نقطتين من «الفهود» في آخر لحظات من مباراة «الجوارح»، إلا أن حسن زهران يرى أن الوصل في تطور ملحوظ، قال: «وصل اليوم غير وصل الأمس، بشهادة الجميع، فقد لعبنا مباراة جيدة، وكانت هناك أخطاء وطردان في صفوف «الأصفر»، وبشكل عام قدمنا مردوداً طيباً في لقاء «الجوارح»، وهناك تغير كبير سواء على الصعيد النفسي أو البدني أو التكتيكي». أضاف: «من سمات كرة القدم التداخل العنيف أحياناً بين اللاعبين لتخليص الكرة، وشهدت المباراة أحداث خشونة في البداية، وبالفعل حصلت على البطاقة الصفراء في الدقائق الأولى من المباراة، لكنني حافظت على نفسي، ولم أنجرف إلى الطرد». وقال: «عندما تلتقي بفريق بحجم الشباب القوي والمستقر، لابد أن تحاول الحد من خطورة لاعبيه، وحكم الساحة قدم مباراة جيدة، ولا استطيع أن أقول شيئاً عن التحكيم، واستحق البطاقة الصفراء التي حصلت عليها في بداية المباراة، لكن التداخل العنيف الذي وقع بيني وبين أحد لاعبي الشباب في الشوط الأول لم أكن استحق عليه البطاقة الصفراء، وهو ما فعله حكم اللقاء». سالم عبد الله: ظهور بصمة كالديرون دبي (الاتحاد) أشار سالم عبدالله لاعب الوصل إلى أنه يجب احترام قرارات الحكم مهما كانت، مشيراً إلى أن «الأصفر» أمتلك الجزء الأكبر من المباراة، وكان قادراً على تحقيق الفوز، وحصد النقاط الثلاث، لكنه لم ينجح في ذلك ذلك بسبب ما دار من أحداث. وأضاف: «بعد فترة توقف الدوري استفدنا كثيراً منها، من خلال إقامة معسكر داخلي ناجح بمدينة العين، وبدأ اللاعبون في إدراك فهم وتفكير المدرب، ومستوى الوصل في تطور مستمر، ونستطيع أن نقول إن بصمة كالديرون بدأت في الظهور على الوصل، وتنقصنا تحقيق النتيجة الإيجابية في الفترة المقبلة، بعد أن تحسن أداء «الفهود» بشكل ملحوظ، ونأمل في تحقيق نتائج إيجابية في مبارياتنا المقبلة».