الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رؤية القيادة وإنجازات التجربة

30 نوفمبر 2014 22:20
يصادف تاريخ 2 ديسمبر ذكرى قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تم الإعلان عنه في عام 1971. وهذا الاتحاد هو ثورة وطنية هامة جدير بكل إنسان أن يعتز بها، ويسهم في الحفاظ عليها، لأنها ليست ثمرة جهد فردي، وإنما ثمرة جهود أمة بكاملها. وللتاريخ فقد ارتبطت قوة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالخلفية التي نشأ فيها، فقبائل بني ياس التي تزعمتها أسرته بإجماع أبنائها وبحكم التقاليد والأعراف الموروثة، أظهرت مهارة كبيرة في حكم أنماط مختلفة من القبائل «بدا من الصعب حكمها»، بحكم الطبيعة المستقلة للقبيلة البدوية. فقد نجح زعماء بني ياس الذين برز من بينهم جد الشيخ زايد الملقب زايد الكبير، الذي حكم خلال الفترة (1855- 1909)، في صياغة وحدة من هذا الكيان الذي يصعب تطويعه وإدارته بأجزائه المتباعدة ونزاعاته المتباينة. لكن بعد تعثر النظام السياسي في السنوات التي أعقبت وفاة الشيخ زايد الكبير، تغيرت الحياة السياسية لبني ياس ودخلت في حالة من الاضطراب. وما أن تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مسؤولية الحياة السياسية حتى وضع استراتيجية متطورة بهدف تجنب حدوث حالة مشابهة، تقوم على تفهم ورعاية مصالح الكيانات القبلية وتوحيدها، واضعاً نصب عينيه أهدافه الأساسية المتمثلة في بسط السلام والوفاق والأمن. ومن غير الممكن، بل من الخطأ تاريخياً، أن ننظر إلى التنمية التي شهدتها أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، بمعزل عن الرؤية السياسية المثالية الشاملة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي سار عليها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وقد ظهرت هذه الرؤية الخاصة للشيخ زايد في اهتمامه الدائم بتحقيق الرفاهية الاجتماعية، وانشغاله بصياغة مفهوم متكامل للوحدة السياسية، واهتمامه بالبيئة والموارد الطبيعية. هذه العناصر الثلاثة في سياسة الشيخ زايد نمت بطريقة نظامية ومترابطة مع مرور الوقت، دون نسيان القدرة على القيادة، والمهارات السياسية المتأصلة لديه، وعزمه الذي لا يلين على تحقيق الوحدة والتنمية السلمية، لذلك يمكن القول بأن إنجازات قادة دولة الإمارات تضعهم في مصاف الزعماء العظام الذين نجحوا عبر التاريخ في بناء أممهم. ودولة الإمارات العربية المتحدة حققت بسبب العقل الإماراتي المتنور المعجزة التنموية التي يراها العالم حالياً على أرض الدولة، وذلك من خلال الاستثمار في العنصر البشري، ولا أدل على ذلك من فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020، وهو تجسيد لتطور وقوة الإمارة ومن خلالها دولة الإمارات ككل. والعالم يعيش اليوم أصعب فتراته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولا غرو أن الشباب والتنمية عاملان في معادلة واحدة، وقد نجحت دولة الإمارات في استثمارهما، من خلال زرع الثقة، وهي القاعدة السامية التي يجب أن تعمم في كل الأوطان والأمصار، إذ ينبغي العمل في إطار المؤسسات وفي إطار الدولة الأم، فمحدد النجاح هو الثقة التي ينبغي أن تغرس وتسقى بماء العمل والإخلاص في المجتمع وبين المؤسسات، بل وبين الأفراد وحاملي لواء تسيير الشأن العام وأجهزة الدولة. د. عبدالحق عزوزي* *أكاديمي مغربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©