الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مرض نادر نهش وجه «مناهل» وأطفأ نور عينيها

17 نوفمبر 2013 23:39
أحمد مرسي (الشارقة) - تعاني امرأة من الجنسية السودانية من مرض نادر، ناجم عن فطريات في الجيوب الأنفية، تسببت في فقدانها البصر في العين اليسرى، وأدت إلى تآكل في الجبهة اليسرى للوجه، وتساقط في العظام والجلد بدءاً من الأنف لينتشر في الصدغ والفك ما تسبب في فجوة في وجهها. وبحسب الأطباء المشرفين على حالة “مناهل” التي تبلغ من العمر36 عاماً، فإن الفطر الذي أصابها جاء نتيجة ضعف المناعة وعدم الانتظام في تعاطي الأدوية الخاصة بمرض السكري، ما تسبب في تآكل الأنسجة في منطقة الخد الأيسر بدءاً مع الأنف وانتشر في الخد ليحدث هشاشة في العظام وتساقط الجلد بمجرد اللمس. ونجح الأطباء في إيقاف تأثير الفطر بعد أن ظلت المريضة تتلقى العلاج لأكثر من تسعة أشهر منها ستة أشهر منومة في مستشفى الكويت بالشارقة، لتبدأ بعدها مرحلة علاج ما أفسده الفطر. ويقول معتز أبو القاسم محمد، شقيق المريضة، إن أخته “مناهل” حضرت إلى الإمارات برفقة والدتهما منذ شهر يناير الماضي، وهي تعاني من مرض السكري مسبقاً، وبعد وصولها بثلاثة أيام فقط تعرضت لغيبوبة سكري أدخلت على إثرها مستشفى الكويت بالشارقة، وأخبرها الأطباء بأنها غير منتظمة في تعاطي الأدوية الخاصة بالسكري وبعد التعافي من الغيبوبة، أصابها ورم جزئي في الجهة اليسري من الوجه. وأضاف، بمراجعة المستشفى مرة أخرى، أخبرهم الطبيب بأن هناك فطراً في الجيوب الأنفية يتسبب لها في تآكل الأنسجة وهي حالة نادرة، خلال أيام قليلة تساقطت فتحة الأنف اليسرى، وكذلك الجلد والعظام في الجبهة اليسرى إلى أن طال المرض أعصاب العين، وفقدت البصر في العين اليسرى. وأشار إلى أن تطورات المرض كانت تحدث لشقيقته دون حدوث أوجاع أو آلام بالقدر الذي يحدث من الأضرار التي تلحق بها، وأن الأطباء وعلى الفور أخذوا منها عينات تحليلية وأجروا فحوصاً وأشعة في محاولة منهم لإنقاذها، وهو ما تم بالفعل من خلال جرعات علاجية في المستشفى وصلت إلى 30 جرعة خلال ستة أشهر مكثتها باستمرار في المستشفى. وقال: “كنا نراجع المستشفى مراراً خلال الفترة الماضية وتم تحويلنا لمستشفى القاسمي بالشارقة لعلاج ما تسبب فيه المرض من تشوهات في الجهة اليسرى للوجه، حيث بدت تتساقط قطع من العظام والجلد وخلل في الفك، وظهرت فجوة تمت تغطيتها بمواد طبية، تقوم شقيقته بتغييرها باستخدام الشاش وتطهيرها بنفسها تباعاً”. وتابع، “المستشفى أخبرنا بأنها تحتاج لأكثر من عملية دقيقة ومعقدة، ومكلفة مادياً وليس في مقدورنا تحمل نفقاتها، وبمراجعة عدد من المستشفيات في الدولة أبلغونا بضرورة تسفيرها للخارج لإجراء هذه الجراحات”. وأضاف: تابعت مع العديد من المراكز الصحية المتخصصة في الخارج وأرسلت إليها التقارير الخاصة بالحالة الصحية لشقيقتي وتلقيت مؤخراً رداً من جهة صحية في الهند وافقت على إجراء العمليات، إلا أن العقبة المادية في تكلفة العملية هي الحائل دون السفر والتي تتراوح بين 150 و200 ألف درهم”. من جهته، قال الدكتور صقر المعلا نائب مدير مستشفى القاسمي بالشارقة، استشاري جراحة التجميل: إن الحالة تعتبر بالفعل نادرة ولم أصادف حالة في حياتي المهنية من قبل بتلك الصورة في تساقط الجلد والعظام بتلك الطريقة عند لمسها، وهي تحتاج كذلك لأشعة من نوع خاص ومركز متخصص وفريق طبي سيجري لها 4 عمليات على الأقل”. وتابع: “في حال لمس فك المريضة يتفكك العظم وعليه وجب وضع خطة طبية في التعامل معها من قبل فريق متخصص يقرر ما سيتم بشأنها، حيث ستحتاج لوضع مواد مسموح بها طبياً كبديل عما فقدته في منطقة الوجه أو أن تتم عملية الترقيع لها من مكان في جسدها، كما أن منطقة المخ ستكون مكشوفة في مثل هذه الحالة وهو ما يتطلب دقة في التعامل معها من خلال فريق طبي متخصص”. وقال المعلا: إن عنصر الوقت مهم جداً في التعامل مع الحالة، وكلما تم التسريع في إجراء العمليات يكون من صالح المريضة، كما أن التكلفة المالية تعتبر كبيرة جداً وخاصة أنها تتطلب السفر للخارج لتلقي العلاج، وأن أسرتها ليس في مقدورها تحمل النفقات”. وطالب المعلا أهل الخير والمحسنين والجهات المعنية بمساعدة المريضة، بمد يد العون للحالة، وتحمل نفقات علاجها وتسفيرها في أسرع وقت إنقاذاً لحياتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©