الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيفلين حسن: الدراما السورية مهددة بالعقم.. والكوميديا فن صعب وخطير

إيفلين حسن: الدراما السورية مهددة بالعقم.. والكوميديا فن صعب وخطير
23 فبراير 2010 20:52
تخشى الفنانة السورية إيفلين حسن الأدوار الشريرة، لأن الجمهور ينفر منها ويكرهها، وقد لا يميز البعض بين الشخصية التي يؤديها الفنان وبين شخصيته الحقيقية، وتعتقد إيفلين أن المشاهد عرفها كإنسانة طيبة وهادئة واعتاد عليها، لذا من الصعب أن يقتنع بشخصية شريرة تقوم بها، لأن الطيبة ستتسلل من بين أصابعها رغماً عنها. ومع كل هذا التحفظ فإن فنانتنا إذا وُضعت أمام تحدي القيام بشخصية شريرة فستعتبر ذلك استفزازاً لإمكانياتها الفنية، وستستجيب للتحدي بطريقة مختلفة ومقنعة أيضاً. عرافة بني هلال عندما قامت إيفلين بشخصية (عرّافة) بني هلال في مسلسل (السيرة الهلالية)، فإنها غيرت المفهوم السائد عن (العرّافة)، فكانت امرأة طيبة، غير مشعوذة، وإنسانة تحب وتعشق، ثم تتزوج بمن تحب!. وكانت هذه النقلة في أداء إيفلين لشخصية العرافة مؤشراً على أن طيبة وعفوية هذه الفنانة قادرة على أن تحدث تغييراً واضحاً في نمط الشخصية التي تلعبها، وهكذا تعاقبت أدوارها، ففي مسلسل (فارس بلا جواد) للفنان محمد صبحي لعبت دور ابنته وكان حضورها لافتاً وسط نخبة من الفنانين المصريين المخضرمين. ومنذ عام 2001 وحتى الآن شاركت فيما يزيد على (35) مسلسلاً اجتماعياً وتاريخياً وكوميدياً، فكانت موجودة في مسلسل (هولاكو) و(تحولات) ثم في مسلسلات (صراع مع الزمن) و(المتنبي) و(سجن بلا أبواب)، وهي رغم محبتها للأعمال التاريخية، وقدرتها الملحوظة على الأداء السليم باللغة العربية الفصحى، إلا أنها تميل عاطفياً إلى الأعمال الاجتماعية لأنها تجد نفسها فيها، وتستطيع من خلالها أن تعبر عن هموم الناس ولاسيما الشباب، وربما لهذا شاركت في مسلسل (حياة الناس) للمخرج مظهر الحكيم، كما شاركت في أعمال اجتماعية كوميدية شهيرة مثل (بقعة ضوء) و(كل شي ماشي) و(فذلكة عربية) و(أنشودة المطر). ولأنها تقدر المسؤولية كثيراً، فإن إيفلين تقف أمام الأعمال الكوميدية بتهيب، لأن الكوميديا ـ حسب رأيها ـ من أخطر الأنواع الفنية، فهي تبدو سهلة، لكنها صعبة جداً في الحقيقة، لأنه ليس فيها حلول وسط، فإما أن ينجح الفنان وإما أن يسقط. فهي تتطلب الحس الفكاهي والعفوية المدروسة، وبناء الشخصية بشكل محكم، ما يتطلب جهداً متميزاً من الفنان، ولهذا ترى أن الكوميديا هي أصعب أنواع الدراما. الموهبة وقليل من الحظ تعتقد إيفلين أن الموهبة هي أساس نجاح الممثلة، وإذا كانت هذه الموهبة مصقولة و(مدعومة) بالدراسة الأكاديمية الفنية فإن الحصيلة تكون فنانة ناجحة وقديرة، لكن شرطي الموهبة والعلم ليسا كافيين وحدهما، فلا بد من قليل من الحظ حتى تجد الفنانة فرصتها المناسبة، ودون الحظ الذي هو (فرصة) لا يمكن للفنانة أن تجتاز الحواجز. وقد تعرضت إيفلين في بداية حياتها الفنية إلى نوع من الحصار والحرب على موهبتها، وجرت محاولات لإقصائها عن أية فرصة فنية مناسبة، مما اضطرها إلى الاعتكاف حتى كاد المخرجون أن ينسوها، لكنها سرعان ما عادت وبقوة لتثبت حضورها، ولتنتزع أدوارها بجدارة، وهي تأخذ على الوسط الفني السوري تحكم (الشللية) فيه، إذ نرى أن بعض المخرجين يحيط نفسه بمجموعة محددة من الممثلين والممثلات ويكررهم في كل عمل متجاهلاً المواهب الشابة والجديدة، مما يهدد الدراما السورية بالعقم، إذا ما استمر هذا الوضع، وتضيف إيفلين: “لكن المخرجين الكبار والمبدعين يغامرون مع الجيل الجديد، ويفسحون المجال أمام المواهب الشابة، كي تظهر وتحقق وجودها، ومن هؤلاء حاتم علي ونجدت أنزور وباسل الخطيب والليث حجو وغيرهم من الكبار الذين يجددون باستمرار شباب الدراما السورية بالوجوه الجديدة. دور فتاة عمياء ورغم هذا التفاؤل الذي تبديه إيفلين فإنها تعلن أنها لم تحصل على فرصتها الحقيقية بعد، وهناك الكثير من الشخصيات التي تتمنى أن تلعبها، ولكن الفرصة لا تحين والأمنية لا تتحقق. ويحتاج الأمر إلى مزيد من الجهد وإلى تركيز أكبر على جيل الفنانين الشباب (المحرومين). وقد يكون لافتاً أن الصبية التي لعبت شخصية العرّافة باقتدار تحلم بأن تجسد شخصية فتاة (عمياء) وتتطلع لأداء مثل هذا الدور منذ أن دخلت الوسط الفني، لأنه دور صعب، وهي تفكر كيف يمكن لشابة ضريرة أن تتعرف على العالم، وأن تتعامل مع الأشياء والناس بشكل يومي، وتظن أن مثل هذا الدور سيكون فرصة نادرة لها، كما سيكون مناسبة لتفجير طاقتها الفنية والإنسانية، وسيشكل ضربة حظ هائلة. موجودة بقوة لا شيء غير عادي في حياة إيفلين، فهي تعيش وسط أسرة محبة، وتبادل زميلاتها وزملاءها المحبة والتقدير، وتتعامل مع الآخرين بطيبة وهدوء، لا تغضب ولا تحمل الحقد، وتميل إلى التسامح دائماً، وهي متواضعة جداً، وبعيدة عن التعقيد، لكن كل هذه الصفات لا تمنعها من المطالبة بحقوقها، فهي تعتبر أن أجور الفنانين السوريين هي الأقل في العالم العربي، وتدعو بشكل خاص إلى عدم استغلال الفنانين الشباب ومساومتهم على أجورهم من قبل شركات الإنتاج، مقابل إتاحة الفرص أمامهم، لأن الفرصة حق لكل فنان وفنانة، ولا يجوز أن تكون مجالاً للمساومة على الأجر، ولأنها ضرورية بحد ذاتها لضخ دم جديد وإبراز وجوه جديدة في الدراما التلفزيونية السورية. إيفلين عنيدة ومثابرة عندما تسعى لتحقيق طموح ما، فبعد أن غابت سنة كاملة عن الأعمال الفنية عادت بقوة، لتبدأ من الصفر، ولتنطلق من جديد لتحقق حضوراً مميزاً على الشاشة الصغيرة، ولسان حالها يقول الآن لست بحاجة للتذكير بوجود إيفلين، فهي موجودة بقوة في الساحة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©