الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مركز لتشخيص حالات صعوبات التعلم والتأخر الدراسي

مركز لتشخيص حالات صعوبات التعلم والتأخر الدراسي
17 نوفمبر 2013 21:00
تشير شيرين النويس اختصاصية المسؤولية المجتمعية بشركة «أدما العاملة»، إلى أن مركز تشخيص حالات صعوبات التعلم الذي تنوي إنشاءه، يركز على تشخيص حالات صعوبات التعلم، ومن ثم وضع خطة علاجية عن طريق اختيار برامج تعليمية خاصة تتناسب مع كل حالة، بحيث يتم العلاج عن طريق مدرس اختصاص تعليمي ونفسي، والعلاج يكون بشكل فردي أو جماعي «عدد 5 إلى 6 طلاب»، مؤكدة ضرورة تضافر الجهود والتعاون بين المركز والمدرسة والبيت، ليتمكن الطالب من اجتياز مرحلة صعوبة التعلم، والوصول إلى مستوى أقرانه. تجربة شخصية وتقول النويس: «جاءتني فكرة تأسيس مركز تشخيص حالات صعوبات التعلم، عام 2006 عن تجربة شخصية مع ابني محمد، عندما اكتشفت أنه يعاني ضعفاً أكاديمياً واضحاً في الكتابة والقراءة والإملاء على الرغم من ذكائه العالي بالنسبة لسنه آنذاك، حيث كان عمرة 8 سنوات بـ»الصف الرابع الابتدائي»، وبدأت بالفعل مراقبة مستواه الأكاديمي لوضع حل لمشكلته، في البداية قمت بزيارة مدرسته كخطوة أولى تتطلب من أي ولي أمر حريص على حل مشكلة غير مفهومة، خاصة وأن ابني يتمتع بذكاء غير عادي، وعلى الرغم من هذا الذكاء عانيت 7 سنوات لإيجاد حل لمعاناته، ومن بعد زيارة مدرسته، تبين من نتائج درجاته المتدنية أن هناك خللاً غير مفهوم في عملية استيعابه للدروس». وتتابع شيرين: بعدها أخذته لفحص النظر، وتبين أنه يعاني مشكلة ازدواجية النظر وضعفاً خفيفاً، وتم وصف نظارة له، وبعدها تم وضع خطة أكاديمية له،وبدأ في التحسن التدريجي، ما دفعني إلى الخوض في بحر الدروس الخصوصية خوفاً من تدني مستواه، ولكن من دون جدوى، بسبب صعوبة الصفوف العليا، وقمت بإعادة صفه بطلب من معلمته، واكتشفت أنها خطوة في غير محلها لعدم وجود الحل المناسب لها آنذاك، فقمت بنقله إلى مدرسة أخرى وأخرى وهكذا، نظراً لخوفي على مستواه الدراسي، ولكن دون جدوى، وبدأت المعاناة في تزايد مع كبر سنه، وزادت مشكلته ليس فقط في مادة واحدة، وإنما تضاعف الوضع، مما أدى به المطاف لتدني مستواه في لغته الأم اللغة العربية، وأيضاً مادة الرياضيات. الأكثر شيوعاً وعن أعراض اضطراب صعوبات التعلم وكيف للوالدين اكتشاف ذلك، وتجربتها في اكتشاف صعوبات التعلم لدى ابنها، تلفت النويس إلى أن عسر القراءة، وهو الأكثر شيوعاً بين المصابين بهذا الاضطراب، يؤدي إلى اختلاف طريقة التعامل مع المعلومات عند بعض الأفراد في مراحل عمرهم، ودائماً ما ينجم عنه صعوبات في اكتساب المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والتهجئة، ويؤثر على المناطق المعرفية الأخرى مثل الذاكرة، وسرعة التعامل مع المعلومات، وإدارة الوقت، والتناسق. إلى ذلك تؤكد النويس أن عسر القراءة «الدسلكسيا»، وهي من أكثر صعوبات التعلم شيوعاً، وتمثل حوالى 60% من صعوبات التعلم الخاصة، ونسبة انتشارها في المجتمع العربي تتراوح بين 4 و10 % وفق الدراسات المسحية المختلفة التي أجريت للتعرف إلى هذه الصعوبة، والتي غالباً ما تشمل الأطفال والمراهقين. وفي كل الحالات، ما يصلح من طرائق تدريس في تعليم المتعسرين قرائياً يصلح لغيرهم، خاصة أن الصعوبات المتعلقة بالقراءة والكتابة كلها موجودة أيضاً عند الطلاب «العاديين» ولكن بدرجات أقل. وتذكر النويس أن هناك تعريفات عالمية عدة لصعوبات التعلم والقراءة، منها تعريف الجمعية العالمية عسر القراءة «للدسلكسيا»، مقرها الولايات المتحدة، وتحددها في «عسر القراءة وصعوبة تعلم تخص اللغة، وتشمل مجموعة من العوارض التي تؤدى إلى صعوبات تتعلق باللغة، وتحديدا القراءة، وعادة يواجه الطلاب ذوو عسر القراءة مشكلات طيلة الحياة، إلا أن درجات التأثر قد تتغير عبر مراحل حياة الشخص. ويعد عسر القراءة «صعوبة تعلم»، لأنه يمكن أن يعيق نجاح الفرد في حياته الأكاديمية، والمدرسية إذا ما درس بالطرائق التقليدية. وفي حالات عسر القراءة الشديد يجب أن يتلقى المتعسر قرائياً تعلماً خاصاً وتدريبات خاصة، أو مساعدة خاصة». وحول أفضل السبل للتعامل مع صعوبات التعلم، تبين النويس أنه يجب التعامل مع الحالة بشكل دقيق وعدم تعقيد الطفل بإرهاقه بالواجبات المدرسية، والتي يمكن أن تعيقه أكثر وتزيد المشكلة، لأنه يجب إدراك الأهل والمدرسة بأن أي طفل لديه صعوبات تعلم لدية قدرات محدودة في العطاء والتحصيل الأكاديمي، ولهذا يجب عدم الضغط عليه نهائيا وإعطائه الثقة والتشجيع، خاصة أنه يشعر بأنه أقل أهمية عن أقرانه بسبب تراجعه الأكاديمي سواء على المحيط المدرسي أو الأسري، ولهذا أنصح بالتعامل مع أي حالة صعوبات تعلم، بإعطائه الثقة والفرصة واحتوائه من قبل المدرسة والبيت والمجتمع. وعن أفضل البرامج المتبعة في مواجهة هذه المشكلة، وكيف سيتم تطبيقها في المركز المنتظر افتتاحه، توضح أن هناك برامج خاصة لعملية التشخيص، وهي اختبارات دولية مدروسة على أيدي خبراء عالميين في مجال صعوبات التعلم باللغة الانجليزية، أما بالنسبة للغة العربية فتم تقنين الاختبارات الأخيرة وترجمتها للغة العربية لتسهيل تطبيقها من قبل خبراء مختصين في عملية التشخيص لأهمية هذه الخطوة. أما البرامج العلاجية فقد تم وضع خطة تتناسب مع مجتمع الخليج وتحديداً الإمارات، وأيضاً تم تجربة البرامج في بريطانيا ومصر والكويت، واتباع آخر الأساليب التدريسية وبأساليب خاصة مدروسة، ويجب التزام المختص في المركز بتنفيذها بالطريقة المطروحة والمدروسة، وقد تختلف مدة العلاج من طالب إلى آخر على حسب شدة الحالة ومرحلتها الأكاديمية والعمرية، والتي قد تستغرق من 3 إلى 6 أشهر أو أكثر لتسهيل عملية رفع مستواه الأكاديمي لمستوى الطالب الصفي والعمري. ويتم تطبيقها إما بشكل فردي أو بشكل جماعي من 4 إلى 6 طلاب في الفصل فقط، حرصاً على أن يكون مستوى جميع الحالات متشابه، في درجة نسبة الصعوبات، حتى لا يكون هناك تباين في القدرات والاستيعاب في الفصل، وتم عمل ثلاث فصول صغيرة للعملية العلاجية الفردية داخل المركز. جملة من الأهداف ولفتت النويس، إلى أن المركز يسعى لتحقيق جملة من الأهداف، على رأسها الاهتمام بمن يعانون صعوبات التعلم، والتركيز في تشخيص وعلاج الطلاب من صغار السن بين (5 و19 سنة)، مع نشر الوعي في مجتمع الإمارات عن مفهوم صعوبات التعلم، وعدم الخلط في المعنى بين الإعاقة العقلية والجسدية والبصرية والسمعية وبين الإعاقة الأكاديمية، كذلك إظهار مخرجات تعليمية ناجحة وفعالة في المجتمع، وزيادة نسبة النجاح بتميز أكاديمي فعال ومتميز، وتدريب الطلاب على الاعتماد على النفس، وتدريب وتثقيف ولي الأمر على التعامل مع طفل صعوبات التعلم بعدم استعمال العنف في حالة التراجع التعليمي، وأيضاً تدريب المعلم على كيفية اكتشاف حالات صعوبات التعلم، وإبراز أهمية نشر الوعي لدى الأهل والمدرسة، عن طريق تقديم ورش عمل نظرية وعملية، مع إعطاء الثقة والفرصة لجيل المستقبل، وزرع روح التعاون بين المدرسة والبيت والمركز. وفيما يخص صعوبات التواصل مع الحالات، وكيف يتم التغلب على هذه المعوقات، قالت: «أكبر صعوبة ممكن أن نواجهها هي ردة فعل الأهالي ونشر الوعي في مجال صعوبات التعلم وتثقيف أولياء الأمور ليعرفوا الفرق بين الإعاقة الذهنية والجسدية والعقلية والنطقية والحركية والبصرية والسمعية وبين الإعاقة التعليمية، والتي ليست مرضاً ولا عيباً، لذا لابد من نشر الوعي في كل بيت ومدرسة، بالتعاون مع الجهات المختصة، وسيتم التغلب على هذه المعوقات بالتعاون مع البيت والمدرسة والمجلس، وتبني الفكرة من قبل جهة حكومية ووضع خطة لمواجهة المجتمع والدخول في التحديات بقلب شجاع ورفع راية نحن معكم لأبناء دولتنا. مناشط المركز أكدت النويس أن المركز سيتضمن مناشط عدة، منها استشارات تعليمية وتربوية، تشخيص وتقييم صعوبات التعلم، برامج خاصة لعلاج صعوبات التعلم للصغار والكبار وبشكل «جماعي – وفردي»، تطوير مهارات أكاديمية، تدريب وتطوير المدرسين والإداريين، تطوير مهارات لغوية «عربي- وإنجليزي»، وحسابية وعلوم، تقديم استشارات أكاديمية لطلاب المرحلة الثانوية لمساعدتهم على اختيار التخصص الجامعي المناسب وتطوير مهاراتهم، تقديم ورش عمل تعليمية للمدرسين في المركز والمدارس، تحضير مؤتمرات تعليمية «داخل المركز وخارجه»، عمل تقييم للمدارس عن طريق إبراز نسبة صعوبات التعلم في كل مدرسة، وعمل مسح ميداني، وبعدها وضع خطة العمل في المدرسة أو المركز، وجود ورش عمل متعددة الأغراض «للمدرسين أو للأهل»، تقديم مؤتمرات عالمية بالاشتراك مع شراكة بريطانية، تقديم دورات تعليمية للكادر التربوي «أسبوعية أو شهرية»، وأخذ شهادة مدرس مؤهل عالمية ومصدقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©