نظام تحديد الموقع في خدمة مرتادي المواقع الاجتماعية

«أين أنت الآن؟».. ربما يكون هذا السؤال «تقليعة» جديدة ستسود شبكة الإنترنت خلال العام الحالي مع تزايد شعبية خدمات تحديد المواقع «جي بي إس» على الشبكة الدولية مثل «جوالة» و«فور سكوير». وأدخل محرك البحث على الإنترنت جوجل خدمة جديدة تحمل اسم «جوجل باز» تهتم بتحديد موقع المستخدم. ويعتبر موقعاً «جوالة» و«فور سكوير» الأميركيان مزيجاً بين رادار للأصدقاء ومسابقة يا نصيب افتراضية. ويدخل المشتركون في هذه الخدمات لتسجيل مواقعهم وكتابة تعليق أو رأي عن الأشياء التي يفعلونها أو يجدونها في هذه المواقع. ويمكن على سبيل المثال أن يبعث أحد المشتركين أثناء تناول الغداء في مطعم إيطالي بتعليق ينصح فيه بتناول صنف معين من أصناف البيتزا. ويستطيع المشتركون أيضاً استعراض خريطة لرصد أماكن أصدقائهم المسجلين على الموقع في أي وقت يريدونه. وتتطلب هذه الخدمات توفير أدوات معينة، وهي هاتف محمول يمكنه الدخول على شبكة الإنترنت ومزود بتقنية «النظام العالمي لتحديد المواقع». وفي كل مرة يدخل فيها المشترك «على الخدمة» يحصل على نقاط وجوائز افتراضية. ففي خدمة «فور سكوير» على سبيل المثال، يتوج المستخدم الذي يرتاد مقهى أو مطعماً بأكبر عدد من المرات بتاج افتراضي ويحصل على لقب «معلّم» هذا المطعم أو المقهى. ومثلما كان مستخدمو الإنترنت يتساءلون في البداية عن جدوى موقع «تويتير»، يقول إبراهيم إيفسان وهو مقاول يعيش في ألمانيا ويستخدم موقع «فور سكوير» بانتظام، إنه يتعين على أي شخص أن يجرب هذه الخدمة أولاً حتى يفهمها قبل أن يحكم عليها. ويروى إيفسان أنه كان يريد الخروج لتناول الغداء ذات مرة مع أصدقائه، فشاهد اثنين من معارفه على موقع «فور سكوير» في مكان قريب من خلال خريطة الموقع، فبادر بالاتصال بهم واستطاع مقابلتهم وأمضوا معاً أمسية لطيفة. ويقول أرنو ويلفيرت خبير الاتصالات إن الأشخاص الذين يريدون الحفاظ على خصوصيتهم ربما لا يرغبون في الاشتراك في هذا النوع من الخدمات. وهو يرى أن جيل الإنترنت الذي يتضمن أشخاصاً لا يمانعون في كشف معلومات عن أنفسهم، هو الفئة المستهدفة من هذه الخدمات. ومن المتوقع أن يحتدم التنافس بين خدمات تحديد المواقع على الإنترنت بعد ظهور الكثير من المواقع الجديدة التي تقلد الخدمة نفسها. وتقول تقارير إخبارية إن موقع فيسبوك الشهير للتعارف الاجتماعي بصدد إتاحة فرصة «دخول الموقع» عبر الهاتف المحمول وهو ما يفسح المجال أمام أعضاء الموقع الذين يزيد عددهم عن 350 مليون مشترك لتتبع أثر بعضهم البعض من خلال هذه الخدمة الجديدة.