السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توصيلة مراكبي

6 ابريل 2007 01:31
أحرجك أحد معارفك يوماً ما ودعاك لـ ''توصيلة مراكبي'' بسيارته، وحلف مرارا وتكراراً أن تسمع لندائه ومرافقته ومؤانسته، توافق وتأخذك الشهامة بحسن الصحبة· وها أنت قد وقعت في ''المطب'' والتوصيلة المتعبة، ودلفت إلى سيارة صاحبك، كان الله في عونك·· سيارة صاحبك موديل ألف وتسعمائة و·· أكل الدهر عليها وشرب، يكسوها الغبار من الداخل والخارج، مقاعدها مهترئة تنزل بالجالس أرضاً·· لحظات وتسمع صوتاً مخيفاً·· إنه ''الموتور''، يزعق ثم يكف عن الزعيق، وبعد محاولات جمة دار المحرك بعد أن غذاه صاحبه بدواسة البترول·· ومضت السيارة في الطريق· وإذ برائحة البترول تتطاير في الأجواء، طلبت من صاحبك التهوية أو فتح النافذة، وبعد محاولات فتحت النافذة، قلت في نفسك: فرجت، بيد أن رائحة البترول ما زالت في اضطراد، وتؤثر على العينين والأنف والأذنين·· تنهدت تنهدات ''مطبية''، وقلت لصاحبك: لنسمع أخبار الساعة أو لنشنف الأسماع بطرب أصيل، أو لنسمع آلة التسجيل·· وكأنك تنفخ في قربة مثقوبة·· آلة التسجيل في خبر كان وكذا المذياع قد اختفى من المكان، أما عن آلة التنبيه فتعمل على استحياء·· وتنبه صاحبها ليس إلا، وكأن أحبالها الصوتية أخذت بردا وزكاما· أما عن العجلات الأربع فإن جوانبها ماسحة وملساء وأشبه بصلعة رأس تلمع تحت أشعة الشمس، و''البريك'' يعمل بعد أن يتم الضغط عليه عدة مرات·· ومساحات الزجاج تتراقص مرة واحدة وتجثم على سطح الزجاج مشكلة علامة ضرب جانبي·· ولعل الخوف والهلع قد أصابك إذا ما توقفت السيارة عند الإشارة، إذ ينبغي ''دوزنته'' الفورية بين دواسة البترول و''الكلتش'' كي يتمكن المحرك من الاهتزاز بشكل هادئ وإلا تتوقف السيارة وتسمع زعيق السيارات الجانبية ونظراتها شذرا وشررا تطلب الاستجارة بالدفع الفوري الجماعي، كي تركن السيارة جانب الطريق وتنساب حركة السيارات· أشرت إلى صاحبك للتوقف في منتصف الطريق، وترجلت جانباً تنتظر الفرج·· تشير إلى وسائل النقل·· وجاءت الحافلة وأشار إليك سائق الحافلة بالولوج إلى الحافلة·· وما أن وصلت إلى منزلك تنفست الصعداء من تلك ''التوصيلة المراكبية''· محمد عوض الجشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©