الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بلاتر: العنصرية والفساد والمراهنات ثلاثي قاتل

بلاتر: العنصرية والفساد والمراهنات ثلاثي قاتل
22 مارس 2009 03:07
جوزيف سيب بلاتر 73 عاماً، رجل العلاقات العامة السابق، وخريج جامعة لوزان السويسرية قسم الاقتصاد والعلاقات التجارية الذي قال له والده يوماً ما إنه لن يمكنه أن يكسب عيشه من كرة القدم، وعليه أن يفكر في مستقبله بطريقة أفضل، يجلس الآن في مكتبه الفخم في زيورخ حيث يعلم جيداً أنه أقوى رجل في عالم كرة القدم، ويطلق عليه البعض رئيس جمهورية كرة القدم التي تتمتع بعدد أعضاء يفوق أعضاء الأمم المتحدة. وبعيداً عن التفوق العددي لأعضاء الفيفا بالمقارنة بغيرها من المنظمات الدولية، يكفي أن تسأل عن شعبية جوزيف سيب بلاتر بالمقارنة مع شخصيات أخرى، وبلاتر تحدث في مقابلة مع موقع «جول» العالمي عن منظمته التي تحكم اللعبة الأكثر شعبية والأكثر تحكماً في أمزجة الشعوب في العالم، كما أفاض في الحديث عن تلك اللعبة الجميلة التي تجلب الكثير من السعادة لملايين البشر، وتحدث خلال تلك المقابلة عن خططه المستقبلية. المحرر الذي أجرى المقابلة أكد أنه لم يتوقع أن يبدو رئيس «الفيفا» مرحاً هكذا حيث كان يلقي النكات، ومبتسماً بشكل دائم كعادته. وكان أهم ما قاله بلاتر خلال الحوار أن الهوة بين القوى الكروية العظمى والدول الصغيرة في عالم الساحرة المستديرة قد تضاءلت وأصبح من السهل على أي فريق أن يهزم أي فريق آخر. واستعاد بلاتر رزانته في الحديث وبدأ في التحدث بشكل تلقائي وعادي. وكان من المهم أن يبدأ الحديث معه من نقطة سعيدة فليس كل ما يحيط بمكتبه يجعله مبتسماً، فقضايا الفساد قد أتعبته في الماضي، ولكنه عبر عن قلقه على كرة القدم هذه الأيام، حيث تقدم بمشروع للفيفا لتكوين قوة لها هدف تسمى «من أجل لعبة كرة القدم»، تتكون من ثلاث مجموعات عاملة (في الأمور المالية، والسياسية، والمنافسات) من أجل البحث عن حلول فعالة للتحديات وعلى الرغم من ذلك فإن الفساد لم يكن على قائمة أولوياته. قضايا ضاغطة وقال بلاتر إن هناك الكثير من القضايا الضاغطة وغير السارة التي يجب التعامل معها بما فيها الفساد والعنصرية، والمراهنات وتعاطي المنشطات. وهذه هي المشكلات الأساسية التي نواجهها، كما أشار إلى أنه مهتم بالقضية الأهم والخاصة بالملكية الأجنبية في كرة القدم وتأثير الانهيار الاقتصادي. وتساءل عن الدوافع التي تدفع ملاك الأندية الكبرى لكرة القدم، وما الذي يجعل أولئك الأشخاص يهتمون بكرة القدم. وقال: «ماذا لو فقدوا اهتمامهم بتلك الأندية وتركوها؟، وما الذي سوف يحدث حينها لتلك الكيانات الكروية؟، وأضاف: «أن تلك أسئلة تحتاج إلى إجابات». الكرة والعولمة وشدد بلاتر على أن لعبة كرة القدم أهم مجال تتضح فيه فكرة العولمة، ففي الوقت الحالي يمكنك أن ترى لاعبين من جميع الجنسيات يلعبون في الدوريات الأوروبية، وخاصة في إنجلترا وإيطاليا واسبانيا وألمانيا وفرنسا. ويتزايد استخدام الأندية للاعبين الأجانب بفضل تخفيف القيود على الحركة الحرة للعمالة داخل الكتلة الأوروبية التي تتكون من 27 دولة. وفي هذه النقطة أكد بلاتر أنه يتمنى تطبيق قاعدة معينة في هذا الإطار بحلول 2012، فمن الأفضل أن يكون هناك قانون يضمن أن يمتلك كل فريق على الأقل ستة لاعبين (محليين) مؤهلين للعب مع الفريق القومي للدولة التي يوجد بها ناديهم. وعلى الرغم من أن هذا قد يعني أن كل فريق مسموح له بمشاركة 5 أجانب فقط خلال المباريات، إلا أن حرية التعاقد مع أي عدد من الأجانب لن يتم المساس بها. ولكن هل يمكن عملياً تحقيق ذلك؟، بلاتر أكد أن الدوافع والمكاسب من وراء مثل هذا القرار هائلة، فتلك النسبة سوف تساعد على تقوية هوية المنتخبات الوطنية، ونمو المواهب المحلية، وعموماً لا يمكن مقارنة لاعب كرة القدم بالعامل العادي، ومن ثم لا يوجد منطق في تطبيق قوانين العمالة الأوروبية على مجال كرة القدم. عبودية كريستيانو وعند تذكيره بتعليق له عن النجم البرتغالي ولاعب مانشستر يونايتد كريستيانو رونالدو والذي وصفه بـ «العبد»، قال إن تعليقه قد تم تحريفه، وأنه لم يقل إن رونالدو عبد، وأكد أنه تحدث عن العبودية لأن بعض الأندية الأوروبية التي تلعب دور الوسيط أو السمسار تحاول أن تحصل على أولاد في سن 13 و14 و15 سنة، وتسوقهم ليتم بيعهم إلى الأندية الكبيرة، وهذه هي العبودية الحديثة. وعندما سئل عن تأثير كرة القدم على العالم، قال إن لعبة كرة القدم ليست لعبة يشترك فيها 22 لاعبا في أرض الملعب، وبضع آلاف في المدرجات، أو حتى الملايين أمام الشاشات، إنها أكبر من ذلك بكثير فهي أداة سحرية تحقق التماسك الاجتماعي. وهي في كثير من الحالات تجسد الوجه الجميل للعولمة والمجال الأهم الذي يفسح المجال للتنوع العرقي وتعدد الديانات واختلاف العادات، يمكنك أن تجد كل هذا التنوع في فريق واحد، كما قال بلاتر إنه من المهم أن تنظر كرة القدم بعين الاعتبار للقضايا الدينية، حيث إن هناك الدكتور ياسين زيرجوني، وهو متخصص طبي بارز في الهيئة الطبية في الفيفا والمركز البحثي التابع لها، كان يمارس بحثا دون انقطاع عن آثار صيام رمضان على اللاعبين المسلمين والذي كان ايجابيا جداً. ظاهرة العنصرية وعندما سئل عن العقوبات التي يتم اتخاذها للحد من ظاهرة العنصرية، قال إن هناك عقوبات شديدة الآن تجاه مثل تلك الأحداث تبدأ من تعليق لعب الفريق، وخصم نقاط منه، والحرمان من المشاركة في بعض البطولات. وقال إن الاتحاد الدولي لكرة القدم الآن لديه الأدوات وأن أسرة كرة القدم من الممكن أن تعمل لمواجهة العنصرية والتمييز العنصري. ومن المهم تذكر أن الاتحادات الأعضاء في الفيفا هي التي تتحمل المسؤولية الأساسية لتطبيق اللوائح الجديدة داخل اختصاصاتها. لا للاحتكار ويشعر بلاتر بأن بطولات كأس العالم بمختلف مراحلها لم تعد حكراً على دول وقارات بعينها، وضرب المثل ببطولة كأس العالم للشباب والتي أقيمت في الإمارات مؤكداً أنها حققت نجاحا هائلا، ولهذا فهو متأكد من أنه سوف تقام العديد من بطولات الفيفا في العديد من الدول في المستقبل، كما كان لنجاح كأس العالم 2002 في كوريا واليابان، وقرار تنظيم كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا أدوار رائعة في انتشار اللعبة والقضاء على فكرة الاحتكار التنظيمي وجعله مقتصراً على أوروبا مثلا بمفردها. واستشهد بلاتر بكرة القدم الروسية كنموذج مثالي يجب أن تحتذيه الدول النامية في مجال كرة القدم، حيث قال إنه من الجميل أن ترى في روسيا بعض اللاعبين المذهلين والأندية القوية والمنتخب الناهض نتيجة التنظيم الجيد، رغم عدم توافر إمكانيات كبيرة، ومن الجميل أيضا أن روسيا قد عادت دولة قوية في عالم كرة القدم. ويجب أن يكون هذا هو حالها، لأنها في الماضي كانت لديها بعض الفرق القوية ولهذا من الممكن أن تتعلم منها الدول الأخرى. حرية الاتحادات وفي النهاية قال بلاتر إنه من المهم أن نميز بين السياق الكروي التنافسي لكرة القدم الذي يجب أن تؤثر فيه وتحكمه قوانين الفيفا، وبين السياق الثقافي المحيط باللعبة والأندية داخل كل اتحاد محترم، فمثلا طريقة احتفال المشجعين واللاعبين بالفوز، ففي انجلترا مثلا يختلف الحال بمقارنته مع أي دولة عربية أو إسلامية. ولهذا فإنه يتعين على كل اتحاد كروي محلي وعلى كل ناد أن يتعامل مع الظروف الخاصة به التي تحترم التنوع، والأعراف الاجتماعية والنواحي العقائدية، وعلى الجميع أن يتأكدوا أن عالم كرة القدم لا توجد به قاعدة راسخة أو دليل إرشادي ثابت يمكن أن يفرضه الفيفا على الجميع، فكل له ظروفة، ولكن الإطار العام للمنظومة الكروية يظل تحت سيطرة «الفيفا».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©