الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خلاف ألماني بريطاني على سبل التصدي لأزمة اليورو

خلاف ألماني بريطاني على سبل التصدي لأزمة اليورو
20 نوفمبر 2011 01:51
بعث زعيما ألمانيا وبريطانيا بإشارات متعارضة أمس الأول، بشأن كيفية حل أزمة ديون منطقة اليورو، وأقرا بأنهما فشلا في تضييق هوة الخلافات بينهما بشأن استحداث ضريبة على الصفقات المالية في أوروبا. وفي مؤتمر صحفي في برلين، حاول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التهوين من الآراء المتعارضة بشأن السياسة الأوروبية، والتي أثارت حرباً كلامية بين السياسيين ووسائل الإعلام في كل من البلدين. لكنهما لم يتمكنا من إخفاء الخلافات بشأن كيفية معالجة أزمة ديون منطقة اليورو، إذ حث كاميرون على اتخاذ “إجراءات حاسمة” لاستعادة الاستقرار في منطقة اليورو، بينما أوضحت ميركل أنها تفضل نهجاً يقوم على خطوات تدريجية. وقال كاميرون “المستشارة وأنا نتفق على ... أننا نحتاج لاتخاذ إجراءات حاسمة للمساعدة في استعادة استقرار منطقة اليورو”. وأشار إلى الحاجة إلى القيام بتحرك قوي فيما يتعلق باليونان وإلى صندوق إنقاذ له موارد قوية وإعادة رسملة البنوك الأوروبية. وعبرت ميركل عن موقف أكثر تحفظاً. وتواجه ميركل ضغوطاً متزايدة لتؤيد خطوات أكثر جرأة من البنك المركزي الأوروبي مثل استخدام البنك كمقرض الملاذ الأخير لمنطقة اليورو أو كداعم لصندوق إنقاذ منطقة اليورو الذي يعرف بآلية الاستقرار المالي الأوروبية. وحتى الآن تقاوم ميركل هذه الضغوط وتؤيد قول البنك المركزي الألماني إن هذا سينتهك السياسة المناطة بالبنك المركزي الأوروبي والتي تركز على التضخم. وقالت ميركل “طلب بريطانيا أن نستخدم كماً كبيراً من الموارد لاستعادة صدقية منطقة اليورو هو في محله. لكن علينا أن نتوخى الحذر ولا ندعي أن لدينا موارد لا نملكها. لأن الأسواق ستدرك سريعاً جداً أن هذا لن يجدي”. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن ثقته في قدرة منطقة اليورو على الخروج من أزمة الديون التي تجتازها، وحث على دعم المؤسسات، وبينها البنك المركزي الأوروبي للعملة الموحدة. وعبر كاميرون عن ثقته التامة في التزام ألمانيا بالدفاع عن اليورو الأمر الذي قال إنه يصب “في صالح بريطانيا”. وقال “بالطبع هذا وقت صعب، وهو ما تعكسه الأسواق، ولكنني لا أقلل ولو للحظة من شأن التزام البلدان مثل ألمانيا وبلدان منطقة اليورو بإنجاح العملة”. وتابع “حيث إن هذا في صالح بريطانيا وهو أيضاً ما نريد أن نراه”. وبينما تسابق أوروبا الزمن لاستعادة الاستقرار والثقة بمواجهة آثار أزمة ديون منطقة اليورو، دعا كاميرون مؤسسات منطقة اليورو كافة للدفاع عن العملة الأوروبية الموحدة. وقال “كما اتفقنا في مجموعة العشرين، يتعين على مؤسسات منطقة اليورو كافة دعم العملة وفعل ما يلزم للدفاع عنها، وهو ما يلزم حدوثه”، في إشارة إلى القمة التي جرت هذا الشهر في كان بفرنسا. ورداً على سؤال حول الدور المتوقع أن يضطلع به البنك المركزي الأوروبي، فقد حث كاميرون، الذي لم تنضم بلاده إلى منطقة اليورو، على اللجوء إلى البنك المركزي الأوروبي كـ “سلاح ماض” للدفاع عن اليورو عبر عملية شراء سندات ضخمة وإقراض البلدان الغارقة في الديون إن لم تجد من يقرضها، وهي التصورات التي عارضتها برلين بشدة. وعقب الاجتماع، أكدت ميركل معارضتها لشراء البنك الأوروبي لسندات ضخمة قائلة “علينا الحرص على ألا نتظاهر أن لدينا إمكانات ليست لدينا في الواقع”، معقبة على تصريحات أدلت بها الأسبوع الماضي، قالت فيها إن البنك الأوروبي ليس لديه الحق في القيام بإجراءات من هذا القبيل بموجب القواعد المعمول بها حالياً. وتابعت “سرعان ما ستكتشف الأسواق أن هذا لن ينفع”. كما تريد ميركل مزيداً من الاندماج في أوروبا ما يعارضه كاميرون، متأثراً بخلفية تشككيه لدى حزبه حزب المحافظين البريطاني إزاء المشروع الأوروبي. وكان كاميرون قد انتقد في كلمة ألقاها الاثنين الماضي ما وصفه بـ “الخطط العملاقة والرؤى المثلى (اللاواقعية)”، داعياً إلى تحلي الاتحاد الأوروبي “بالمرونة كشبكة عمل وليس بتصلب كتلة واحدة”، متطرقاً إلى الأزمة باعتبارها فرصة لاسترجاع حكومات الدول الأعضاء صلاحيات من المؤسسة المركزية الأوروبية في بروكسل. ويشعر المعلقون الألمان بتوجس إزاء المزاج المعادي لأوروبا في لندن، إذ قالوا إنه يبدو وكأن كاميرون يبحث عن كبش فداء يحمله مسؤولية البيانات الاقتصادية السيئة التي وردت الأسبوع الماضي، ومنها مستوى قياسي من الشباب العاطل عن العمل بلغ مليوناً في بلاده. وقبل تصريحات كاميرون وميركل عقب اجتماعهما كتبت صحيفة زوديتشه تسايتونج الألمانية ذات توجه يسار الوسط “إن الأجواء بين البلدين باتت في الوقت الراهن ملبدة أكثر منها منذ وقت طويل”. وقالت مجلة دير شبيجل الإخبارية الأسبوعية في طبعتها على الإنترنت “إن حكومة كاميرون تواجه معضلة.. فهي تريد النأي ما أمكنها عن الأزمة في القارة، ولكنها تريد أيضاً أن يكون لها قول في الأمور، إذ تغير ذات الأزمة طبيعة الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا بين ثلاثة من كبار بلدانه”. كما ترغب ألمانيا في أن تبذل بريطانيا مزيداً من الجهد على صعيد حل أزمة الديون من قبيل دعم إقرار ضريبة على التعاملات المالية، وهو ما تخشى الأوساط المالية والتجارية في لندن أن يؤدي إلى هروب الاستثمارات. ولا يبدو أن تصريحات كاميرون عقب اجتماع أمس الأول، قد أسهمت في التجاوب مع الرغبة الألمانية. غير أن ميركل سعت إلى تلطيف الأجواء بعد أسبوع ساخن، حيث أعربت عن ثقتها بإمكان التوصل إلى حل وسط مع نظيرها البريطاني. وقالت المستشارة الألمانية “لطالما وجدت أنا وديفيد حلاً كلما عملنا معاً على التصدي لمشكلة”. وكان فولكر كاودر زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي لميركل والمعروف بعدم تردده في المواجهة، قد أثار الأسبوع الماضي استياء بدعوته بريطانيا “لكي تفعل ما يجب أن تفعله” لإنقاذ اليورو.
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©