الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سجل سريلانكا الحقوقي يخيم على قمة الـ «كومنولث»

16 نوفمبر 2013 00:37
كولومبو، (وكالات) - افتتح ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، قمة منظمة الكومنولث في العاصمة السريلانكية كولومبو أمس. وشارك رؤساء وممثلو 49 دولة في القمة التي قاطعها عدد آخر من زعماء الدول احتجاجا على رفض سريلانكا إجراء تحقيق دولي في سحق تمرد التاميل عام 2009. وقال رئيس سريلانكا ماهيندا راجاباكسا، الذي كان يعول على القمة لاستعراض النمو الاقتصادي في بلاده، إن “منظمة الكومنولث ينبغي ألا تتحول إلى هيئة تأديبية أو قضائية تعاقب وتحاكم أعضائها”. وأضاف ماهيندا في الخطاب الذي ألقاه قبل خطاب الافتتاح الرسمي للأمير تشارلز إنه “إذا كانت الكومنولث تريد أن تظل مفيدة لأعضائها فعليها الاستجابة لحاجات الشعوب”، محذراً من محاولة أي دولة “فرض جدول أعمال ثنائي في إطار المنظمة”. وقاطع قادة دول عدة، الهند وكندا وجزر موريشيوس، القمة التي بدأت أمس وتنتهي 17 نوفمبر. وكان رئيس الوزراء كندا ستيفن هاربر أول من أعلن مقاطعته للقمة قائلاً إن “عدم التحرك أمام الانتهاكات الخطيرة لحقوق الفرد غير مقبول”. وتلاه نظيره من موريشيوس، فيما رفض رئيس وزراء الهند منموهان سينج زيارة كولومبو، في خطوة راعى فيها أصوات أقلية التاميل في الهند، مع اقتراب الانتخابات التشريعية عام 2014. وقاطع القمة أيضاً الحزب الوطني المتحد، حزب المعارضة الرئيسي في سريلانكا، بعد اجتياح عناصر من الشرطة ورهبان بوذيين موالين للحكومة المقر الرئيسي للحزب أمس الأول، لإيقاف اجتماع بشأن حقوق الإنسان، عقد بالتزامن مع أحداث القمة، وشارك فيه أرامل الحرب وجماعات حقوقية. وقال تيسا أتاناياكا أمين عام الحزب الوطني المتحد “لقد أظهرت الحكومة أنها لا تبالي بالحقوق الديمقراطية للمعارضة أو حتى احترامها لميثاق الكومنولث”. وأضاف “لهذا قررنا مقاطعة الحفل الافتتاحي لقمة الكومنولث”. وتسبب هذا الحادث في جذب مزيد من الانتباه لأوضاع حقوق الإنسان في سريلانكا. وعقدت قمة الكومنولث في ظل تدابير أمنية مشددة، حيث تم نشر نحو 20 ألف عنصر من الشرطة، ومنعت الاحتجاجات والمسيرات في العاصمة كولومبو لأربعة أيام. وكانت سريلانكا مستعمرة بريطانية سابقة اسمها سيلان حصلت على استقلالها عام 1948. وسحقت حكومة كولومبو عام 2009 تمردا انفصاليا لأقلية التاميل استمر 26 عاماً في شمال البلاد، وشكل نزاعا عرقياً مطولاً. وحسب تقديرات الأمم المتحدة، فقد أسفر النزاع عن مقتل نحو 40 ألف شخص غالبيتهم من التاميل، في الأشهر الأخيرة من حملة الجيش للقضاء على التمرد. وفي أبريل 2011 نشرت الأمم المتحدة تقريرا يحمل الحكومة المسؤولية. وأشار التقرير إلى أن الجانبين ارتكبا انتهاكات لكن القصف الحكومي هو الذي أوقع معظم الضحايا. وطالبت الأمم المتحدة بتحقيق دولي في جرائم حرب ارتكبت خلال الأشهر الأخيرة من الصراع. ودافع رئيس سريلانكا أمس الأول عن سجل حكومته قائلاً إنه “ليس لديها ما تخفيه”، مضيفاً أنه “بوضع حد للإرهاب عام 2009 حافظنا على أهم حق للإنسان هو حق الحياة”. وسجلت سريلانكا، منذ قمع التمرد، نسبة نمو سنوية بلغت +8,2%، وزار أكثر من مليون سائح الجزيرة العام الماضي في رقم قياسي. وقبل الحرب كان اقتصاد مقاطعة جافنا مزدهراً، أما الآن، فهي عبارة عن مدن وبلدات مدمرة ومهجورة، ولا يزال 30 ألفا يقيمون في مخيمات للاجئين. ورغم استياء السلطات السريلانكية، توجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد ظهر أمس في زيارة غير رسمية إلى مقاطعة جافنا الشمالية التي يسكنها أغلبية من التاميل، ليكون أول مسؤول سياسي أجنبي هذه المنطقة. ودافع كاميرون أمس الأول عن قرار مشاركته في القمة، وتعهد لجالية التاميل بمطالبة كولومبو بإجراء تحقيق حول جرائم الحرب. وقال كاميرون في دلهي حيث التقى نظيره الهندي إنه سيجري “حوارا جاداً” مع رئيس سريلانكا، الذي أكد معلقاً على تصريحات كاميرون أنه أيضاً “لديه أيضاً أسئلة يطرحها” على ضيفه. وأضاف كاميرون لشبكة “سي إن إن-آي بي إن” من دلهي أن “هناك حاجة لفتح تحقيقات ملائمة فيما حدث في نهاية الحرب، وهناك حاجة لأن يكون هناك حقوق إنسان وديمقراطية ملائمة لأقلية التاميل في البلاد”. وتضم منظمة الكومنولث 53 دولة، وليس له سلطة كبيرة، لكن لها بعض النفوذ في التوسط لفض النزاعات بين الدول الأعضاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©