السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القرية التراثية» تعيد زوارها إلى العيش في الحياة التقليدية

20 نوفمبر 2011 02:23
لا تكتمل زيارة أبوظبي من دون المرور بقرية التراث الساحرة التي تقع قبالة كورنيش أبوظبي، قرب كاسر الأمواج، وعلى مسافة قصيرة من مركز تسوق المارينا الضخم. حيث في قرية التراث، يأخذ الزوار لمحة عن نمط حياة البدو الذين كانوا يقطنون أبوظبي، عندما يشاهدون مشاهد تجسد المخيمات الصحراوية التقليدية ومن بينها الخيام المصنوعة من شعر الماعز، وموقد النار مع دلات القهوة العربية. كما تعرض قرية التراث مشاهد لعملية استخراج الماء من الآبار القديمة ونظام الري، ومشاهد لبيوت من الطين، وقرى صيد السمك القديمة، والأسواق العتيقة (البازار). وبتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، للحفاظ على التراث الشعبي لقناعته الراسخة بأن “الأسلاف ‏‏تركوا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به، ويتوجب علينا أن نحافظ عليه ‏ونطوره ليكون ذخراً لهذا الوطن والأجيال المتعاقبة، ونظراً لأهمية المحافظة على التراث، فقد افتتح سمو الشيخ سلطان بن ‏‏زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، هذه القرية التي أقيمت على مساحة 16ألفاً و 800 متر مربع لتجسد الموروث الحضاري والثقافي للإمارات قديماً، حيث تعكس حياة ‏‏الأسلاف عبر مختلف البيئات والظروف التي عاشوا فيها. كما تعتبر من أهم مرافق نادي تراث الإمارات، حيث تحتل مساحة تزيد على (16000) متر مربع في منطقة كاسر الأمواج المطل على ‏العاصمة أبوظبي، وقد أنشئت لإبراز الجانب التراثي في الدولة أمام الزائرين، إذ تضم نماذج حية لمبان تراثية تربط زائرها ‏بتفاصيل الحياة اليومية التي عاشها أبناء الدولة قبل ظهور النفط. وقد تم تشييدها بأسلوب هندسي يناسب عراقة الماضي، ‏بحيث تعد مزاراً لكل مهتم وباحث عن التراث.‏ صناعات قديمة من المثير للاهتمام كل من تطأ قدمه لهذا المكان التراثي، سيقف متأملاً بمشاهدة عدة ورشات تقلد الصناعات القديمة كصناعة الأدوات المعدنية والأواني الفخارية والحياكة، ويعطي الحرفيون العاملون فيها الزوار أحياناً فرصة لتجريب قدراتهم على ممارسة هذه المهارات.حيث يوجد دكان صغير يضم بين جنباته التوابل داخل قرية التراث، ويقدم للزوار البهارات التي ترضي أذواقهم في الطبخ. وبجانيه دكان آخر صغير للتذكارات يبيع مشغولات يدوية. وخلال الجولة في قرية التراث يمكن زيارة متحف صغير يعرض منتجات صناعية تراثية مثل أدوات الغوص، والمجوهرات والأسلحة ودلات القهوة بالإضافة إلى أشياء أخرى. كما تحتوي القرية على” البيئة البرية‎” ‎من بيت الشعر وبيت اليواني، والعريش، والحظيرة وهي نماذج مختلفة لنزل أهل البر باختلاف مناطق ‏سكناهم ‏واختلاف متطلبات الطقس وتنوع الاستخدامات للجلوس أو الضيافة التي يظل عنوانها العربي ‏دلال القهوة ‏ومستلزماتها. ‏‎ ‎أما “بيت البحر”‎ ‎ فهي لأهل البحر الذين كان البحر مصدر رزقهم، فرضت عليهم حياتهم طرازاً من البيوت التي تقيهم لهيب الشمس، ‏وتلتقط لهم ‏نسائم البحر التائهة، فتجد البيت يعلوه (البارجيل) ‏فوق مستوى البيت ‏ليأتي بالهواء البارد للداخل مهما كانت حرارة الطقس خارجاً.‏ ‎السوق الشعبي‎ ‎ بينما “ البيئة الزراعية”‎ ‎فكل من يقترب من هذا المكان سيجد الثور في الخبِّ المنحدر يجر الحبل من طرفه البعيد، و(المنيور) و(الرشا) ومساند خشبية أخرى تتكالب فوق البئر ‏تسند ‏الحبل منتشلاً من طرفه الآخر دلو الماء ليصب في (الأفلاج) التي تشكل قنوات الري، إضافة إلى ذلك “المشغل اليدوي النسائي‎ الذي يشد انتباه الكثير من السائحات الأجانب، حيث يقفن ويتأملن الصناعات القديمة التي تقدمها النسوة، ويلتقطن صوراً تذكارية معهن، في هذا المشغل اليدوي يمكن مشاهدة النساء، وهن يبدعن من الصوف ‏وسعف النخيل العديد ‏من القطع النسيجية والأدوات القشِّية التي تتوزع في مختلف أركان البيت.‏ عند التجول بين دكاكين السوق الشعبي لابد من أن تطوف على كل ما كان يشكل الصناعات الحرفية واليدوية والتقليدية، ‏ففي كل دكان ‏تقف على أدق التفاصيل، وترى المنتج يخرج من بين يدي صانعه سلعة جلدية أو خشبية أو نحاسية ‏أو زجاجية أو فخارية، ‏كما ترى كذلك دكاكين العطارة والحبوب.‏‎ ويمكن بكل يسر الإطلاع على كل المنتجات اليدوية التي مررت بصناعتها، وهم يصوغون تفاصيلها، ‏لكنه ‏يأخذك أيضاً في تأملات بعيدة تصل بك إلى استخدامات كل قطعة وميزاتها، وسر الإبداع الذي بثته في ‏جزئياتها أنامل من ‏ذهب، ويسهل عليك إمكانية اقتناء ما يعجبك منها.‏‎ ‎ متحف القرية ‎ كما للقرية أركانها التي تطلعك على واقع وتفاصيل الحياة اليومية، فإن للمتحف أركانه التي تعرض لك كل ما كان ‏يرتبط ‏بتلك الحياة من أدوات ومستلزمات، ففي بناء على شكل قلعة أثرية تزيد مساحته على (500) متر مربع ‏تأخذك الخطى لترى ‏الأدوات الزراعية، والأسلحة، وأدوات صيد اللؤلؤ، ودلال القهوة العربية، والأزياء الفلكلورية، ‏والحلي وأدوات الزينة عند ‏المرأة، وصوراً قديمة تجسد مراحل الحياة في الدولة، كما ترى عدداً من نسخ المصحف ‏الشريف مكتوبة بخط اليد، وكذلك ‏مجموعات من المسكوكات الإسلامية الفضية والبرونزية والورقية.‏‎ ‎منطقة الألعاب والاستراحة‎ ‎ وللأطفال في القرية التراثية مساحة لممارسة الألعاب الشعبية القديمة عبر الأرجوحة، لذلك لابد لك بعد تطوافك برحلة تراثية في مختلف أركان القرية من أن تجلس متأملاً بهدوء في كل حيثيات الماضي في ‏‏الإمارات، وأنت مطمئن للهو أطفالك إن اصطحبوك، في منطقة الألعاب التي أعدت لهم، وفي الاستراحة التي ‏أعدت لتوفر ‏لك هذا الهدوء، ستحظى بفرصة خاصة لا تتوافر بغير هذا المكان، حين تسند جسمك إلى كرسي ‏الاستراحة، ودماغك ‏مزدحمة بالمعاني والصور التراثية، وبصرك يمتد ليلتقي بالطرف الآخر من المياه بالمعالم ‏الحضارية والعصرية التي ‏انتصبت على امتداد الكورنيش.‏ المهرجان التراثي الأسبوعي ونظراً للأعداد المتزايدة من الزوار التي تؤم القرية، إذ يؤمها شهرياً الآلاف من المواطنين والمقيمين العرب والأجانب، ‏ناهيك ‏عن الوفود الرسمية والطلابية، والوفود السياحية، فقد ارتأت إدارة القرية أن توظف ذلك لتجعل من القرية ‏احتفالية تلبي ‏جزءاً كبيراً من الرغبات الترفيهية والاحتياجات الثقافية لدى مختلف أفراد العائلة القاطنين أرض الدولة، ‏ومحطة لتثقيف ‏عامة الناس بالتراث وتحبيبهم به، وأن تجعل منها أيضا منارة للسياحة التراثية، فكان أن بدأت ‏بتنظيم مهرجان تراثي مساء ‏كل خميس وجمعة من كل أسبوع كتقليد مستمر يقدم بالمجان للزائر، إلى جانب محتويات ‏القرية وأنشطتها الدائمة، عرضاً تراثياً ‏تتنوع فعالياته بين اللوحات الفلكلورية التي تقدمها فرق الفنون الشعبية، ‏وعروض الهجن والخيول والصقور، وتحضير ‏الحلويات الشعبية وتقديمها، وجلسات الحناء، والرسم بالرمل الملون ‏للأطفال، ومسابقات ثقافية تراثية ينال الفائزون فيها جملة ‏من الجوائز المتنوعة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©