السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مواطن يقتحم عالم الأعمال بابتكار يوفر مياه الري

مواطن يقتحم عالم الأعمال بابتكار يوفر مياه الري
28 نوفمبر 2014 22:17
ريم البريكي (أبوظبي) ابتكر مواطن طريقة فريدة لتوفير مياه الري في مزرعته، أسماها «نظام المثلث الصغير للزراعة المائية»، تساهم في تحقيق استدامة المياه وتوفر 80? من المياه المستخدمة بعملية الري، وبدأ اقتحام عالم الأعمال من خلال هذا الاختراع. النظام لاقى رواجا واقبالا من الشركات على الصعيد المحلي والعالمي، بشكل أكبر مما توقعه سيف علي الشامسي من مدينة العين، ما دفعه إلى تحويل الفكرة إلى مشروع تجاري يدرب من خلاله العملاء على استخدام طريقته المبتكرة في زراعة المحاصيل، والاستفادة منها لاستهلاك الاسرة أو بيبعها. وأوضح الشامسي لـ«الاتحاد» أنه ابتكر هذا النظام القائم على الاقتصاد في استهلاك المياه والحفاظ عليها من الهدر، حيث يوفر النظام 80% من المياه المستخدمة في الري، وتعليم الأفراد بطرق زراعة المحاصيل الصحية من دون استخدام مواد كيميائية ضارة، وقام بنفسه بتدريب الراغبين على تعلم طريقته باستخدام نظام المثلث، والذي يعتمد على خزان مائي سعة 50 جالونا، ممتد بأنابيب تمثل شكل المثلث بمساحة تبلغ 5x6 أمتار، موضحاً أن النظام الواحد ينتج نحو 360 شتلة، مبيناً أنه يتم تركيب نحو 1369 نظاماً في المزرعة الواحدة البالغ مساحتها600x600 متر، أي نحو 5476 مثلثا، بعدد إنتاج إجمالي يصل إلى نحو 492840 شتلة، أي بإنتاج تقديري يصل إلى نحو نصف المليون شتلة، وتنتج كل شتلة من الشتلات المزروعة نحو كيلو من الخضروات والفواكه، فمثلا لو قرر أحد المستثمرين زراعة خس فإن كمية إنتاج مزرعته من المحصول المزروع ستبلغ نحو 500 طن، وهو رقم كبير بحجم الإنتاج. وتقوم فكرة المشروع على خزان مياه يقوم بضخ المياه عبر أنابيب توزع على شكل مثلث بحيث تسقي المياه المحاصيل الزراعية، بتوقيت محدد يكون مؤقتا بواسطة جهاز توقيت يسمح بمرور المياه إلى المحاصيل خلال فترة زمنية يتم تحديدها من قبل المزارع، فيما يتم إعادة المياه الفائضة عن الحاجة وبشكل تلقائي إلى الخزان، ليتم بعد ذلك ضخها من جديد واستخدامها في الري. وأفاد الشامسي أنه استطاع التسويق لابتكاره وطريقته المثلى في ري الزراعة، عبر وسائل التواصل الاجتماعية بمختلف أنواعها، وتمكن من تكوين قاعدة عريضة من العملاء الذين يقصدونه من كل أنحاء العالم بداية من مواطني الدولة، ومرورا بمواطني دول الخليج العربي، إلى جانب تلقيه طلبات من شركات أميركية تريد الاستفادة من تجربته. وأشار الشامسي إلى أن عدد العملاء الحاليين ممن استفادوا من طريقته الحديثة بلغ 500 شخص تم تدريبهم على التحول للطريقة الجديدة بدلا من الطرق التقليدية التي كانت تستخدم في السابق وتهدر المياه، موضحا أن هؤلاء الأشخاص من المواطنين الإماراتيين والخليجيين. وأنشأ الشامسي موقعا إلكترونيا للتعريف بطريقته المبتكرة باستخدام نظام المثلث الصغير للزراعة المائية، واستطاع هذا الموقع جذب العديد من الراغبين في التدرب على الطريقة، حيث يتلقى يوميا طلبات من أفراد من جنسيات مختلفة، كما أنه يقوم بعمل دورات تدريبية للمدارس حول تقنيته المبتكره ويعلم الطلاب على تنفيذها، بالإضافة لدورات تدريبية للأشخاص العاديين ممن يرغبون في تعلم كيفية استخدام النظام، مؤكدا أنه لا يرجو الربح بقدر تطلعه لانتشار استخدام ابتكاره توفيرا للمياه والوقت في إنتاج المحاصيل الزراعية، والأعلاف من جت وشعير وتقديمها كطعام للحيوانات التي يتم تربيتها والاستفادة إما لأكل لحومها أو بيعها، وتحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر من تلك المحاصيل الصحية. وبدأ الشامسي مشروعه بمبلغ بسيط، مستفيدا من تملكه لمزرعة خاصة حولها إلى مقر لمشروعه، مستفيدا من موقع مدينة العين وتوسطه للإمارات السبع، مما يمكنه من سرعة التواصل مع المستهلكين باختلاف مناطق سكنهم. وتواجه الشامسي كغيره من أصحاب المشاريع صعوبات تضعه في تحد مستمر، منها موقع مزرعته الذي لا يطل على أي شارع، مما يصعب على الزوار الوصول للمكان بسهولة، ويتطلب على مرتادي المزرعة قطع مسافة 10 كيلو متر وسط طريق غير معبد. ويحلم الشامسي بتأسيس معهد عملي لتدريس طريقته، خاصة أن لديه مدربين يقومون بتدريس طريقته للجهات المستهدفة، ويؤكد أهمية وجود معهد ليكون مركزا يقصده جميع المهتمين بالزراعة والري، كما يتطلع إلى امتلاك مصنعاً متخصصاً بتصنيع ابتكاره العلمي بهدف التصدير للخارج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©