أبوظبي (وام) - تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أطلق معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بمقر الوزارة أمس، استراتيجية الوزارة للأعوام الثلاثة القادمة، كما دشن معاليه جائزة وزير الخارجية للتميز، خلال الملتقى الأول للجودة والتميز الذي نظمته الوزارة، وشاركت فيه نخبة من الخبراء العالميين والمحليين المتخصصين بالتميز.
وتهدف الاستراتيجية إلى المحافظة على مواقف سياسية واضحة تدعم علاقة الدولة مع شركائها الإقليميين والدوليين، والمساهمة في دعم السياسات الاقتصادية الاستراتيجية، وتسهيل نمو العلاقات الاقتصادية واستثمارات الدولة في الخارج، وضمان رعاية المواطنين في الخارج، وتقديم خدمات قنصلية ذات جودة عالية، وضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية، وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية، وجعل وزارة الخارجية نموذجا في بناء القدرات المؤسسية.
ورحب قرقاش في كلمة له بالمشاركين في الملتقى الذي حضره عدد من الوكلاء والوكلاء المساعدين ورؤساء البعثات التمثيلية المعتمدين لدى الدولة، وقال: “سعينا لعقد الملتقى لنعرب عن مدى شكرنا وتقديرنا لدعم وتعاون شركائنا الدائم مع كافة أجهزة الوزارة، وليكون الملتقى أحد منابر التميز للاطلاع والاستفادة من نماذج محلية وإقليمية وعالمية في مسيرتها نحو تطبيق أفضل الممارسات الرائدة، وذلك إيماناً منا بأن مسيرة ريادة وتميز الأعمال لا تتحقق ما لم تتم الاستفادة من تجارب الآخرين، ومقارنة مستويات الأداء والإنجاز معها وهو ما تعكسه تجربة مؤسسات الدولة، فيما وصلت إليه وما تتطلع إليه لدعم تحقيق رؤية حكومتنا الرشيدة لعام 2021”.
وأضاف معاليه “كلنا نعلم أن قيادتنا الرشيدة تبنت نموذج التميز في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، واتخذته كأساس للعمل الحكومي المؤسسي وبهدف الارتقاء بأداء الجهات الاتحادية والمحلية، وضمان التنسيق والتكامل فيما بينها ليتم تقديم أفضل الخدمات للمتعاملين وتطوير الكوادر البشرية، وبناء القيادات الشابة التي تعمل على تطوير العمل الحكومي من خلال مبادرات إبداعية وأفكار مبتكرة لتحقق توجهات القيادة في تطبيق منظومة الحكومة الذكية”.
وقال قرقاش “إننا إذ نطلق استراتيجية وزارة الخارجية للفترة من 2014 إلى 2016 والتي تعتبر امتدادا لاستراتيجية 2011-2013 والتي حققت أهدافها بتضافر جهود جميع العاملين، نسعى في الدورة الاستراتيجية القادمة إلى أن نكون نموذجا متميزا لتعزير دورنا في تنفيذ أهداف السياسة الخارجية للدولة على المستويين الإقليمي والدولي، تحقيقاً لرؤية قيادتنا الرشيدة في أن تصبح الإمارات رائدة ضمن دول العالم بحلول عام 2021”.
وأثنى معاليه على جهود قيادات وموظفي الوزارة في إعداد الاستراتيجية ووجه الشكر لجميع الشركاء الذين تعاونوا وساهموا في تطوير الاستراتيجية”.
وأضاف معاليه “نطلق اليوم كذلك جائزة وزير الخارجية للتميز لنظهر مدى اعتزازنا وافتخارنا بالمتميزين من وحدات تنظيمية وفرق عمل وموظفين، والذين يساهمون بشكل فعال في تحقيق أهداف الوزارة وبالتالي تحقيق ما تصبو إليه الدولة من تميز ومكانة على الساحة الإقليمية والدولية، وكذلك تكريم المبدعين من الموظفين والمتعاملين والشركاء والموردين تقديرا لأفكارهم المتميزة ومساهمتهم في تقديم وتطوير العمل في وزارة الخارجية”.
وأعرب معاليه عن ثقته بقدرات وإمكانيات كوادر الوزارة والتي تسخّر لتحقيق رفعة وطننا الغالي وتعزيز مكانته في جميع المحافل، متمنياً بذل المزيد من الجهود والتعاون والتنسيق المستمر مع كافة شركاء الوزارة للوصول للتطوير والتميز المنشودين.
كان حفل افتتاح الملتقى بدأ بالسلام الوطني لدولة الإمارات، وعرض بعده فيلم عن تاريخ وزارة الخارجية، وأبرز إنجازاتها خلال السنوات الماضية.
واستعرض طلال محمد الطنيجي مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والتميز المؤسسي بوزارة الخارجية استراتيجية الوزارة للأعوام الثلاثة القادمة، وقال إنها تعد مكملة للاستراتيجية السابقة في دعم تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في تعزيز المصالح الاستراتيجية السياسية والاقتصادية لدولة الإمارات، من خلال دبلوماسية فعالة تعزز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة والتميز في تقديم الخدمات ورعاية المواطنين في الخارج.
وأشار إلى رؤية الوزارة في أن تكون نموذجاً رائداً في الدبلوماسية النشطة، لتعزيز مكانة الدولة ورعاية مواطنيها، أما رسالتها فتتمثل في تعزيز المصالح الاستراتيجية السياسية والاقتصادية للإمارات، من خلال دبلوماسية فعالة تعزز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، والتميز في تقديم الخدمات ورعاية المواطنين.
وبشأن قيم الوزارة، قال الطنيجي “تتمثل القيم في الولاء والإخلاص والقيادة المتميزة والعمل الجماعي والتميز في الأداء وشراكات متميزة والتعليم والتحسن المستمر”.
وأضاف إن الأهداف الاستراتيجية لوزارة الخارجية تتركز في المحافظة على مواقف سياسية واضحة تدعم علاقة الدولة مع شركائها الإقليميين والدوليين والمساهمة في دعم السياسات الاقتصادية الاستراتيجية، وتسهيل نمو العلاقات الاقتصادية واستثمارات الدولة في الخارج، وضمان رعاية المواطنين في الخارج، وتقديم خدمات قنصلية ذات جودة عالية، وضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية، وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية، وجعل وزارة الخارجية نموذجا في بناء القدرات المؤسسية.
وفيما يختص بجائزة وزير الخارجية للتميز، أشار طلال الطنيجي إلى أن الجائزة تهدف للارتقاء بالأداء المؤسسي والوظيفي للوزارة من خلال تبني مفاهيم ومعايير الجودة والتميز المؤسسي، والعمل على تحفيز الموظفين على الإبداع والابتكار في عمليات وخدمات الوزارة، وتقدير وتكريم قيادات وأجهزة الوزارة وفرق العمل والكوادر الوظيفية والشركاء وتبادل ونشر أفضل الممارسات بين أجهزة الوزارة المختلفة، وتهيئة وتأهيل أجهزة الوزارة للمشاركة في برنامج الشيخ خليفة للأداء الحكومي.
استعراض النماذج الرائدة في الجودة والتميز
تناول الملتقى الأول للجودة والتميز الذي تنظمه وزارة الخارجية والذي يصادف يوم الجودة العالمي في مختلف دول العالم، عددا من أفضل النماذج والممارسات الرائدة على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، وتبادل الخبرات والاستفادة منها في تطوير العمليات والخدمات لدعم مسيرة التميز نحو تحقيق رؤية حكومة الدولة لعام 2021.
وعرض الدكتور علي محمد الخوري مدير عام هيئة الإمارات للهوية نموذجاً لأفضل ممارسات التميز والجودة، فيما عرضت حصة عيسى بوحميد المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الحكومية بمكتب شؤون الرئاسة مسيرة جوائز التميز في حكومة الإمارات العربية المتحدة. من جانبه، تناول الدكتور عايض العمري رئيس المجلس السعودي للجودة الشراكات والتحالفات الاستراتيجية.. الطريق نحو التميز والعالمية، فيما تناول فريدي سوون عضو مجلس إدارة جوائز سنغافورة للجودة والتميز موضوع “الطريق المستمر نحو التميز ... منهجية دولة سنغافورة”. وفي جلسة النقاش التي عقدت بمشاركة جميع المشاركين في الملتقى، تم طرح توصية بضرورة تبني المؤسسات التعليمية بالدولة موضوع إدراج معايير الجودة والتميز ضمن المناهج الدراسية أسوة بالنموذج السنغافوري.
عدد اليوم
