الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلعات البر والتخييم.. سياحة تجديد الذكريات

طلعات البر والتخييم.. سياحة تجديد الذكريات
27 نوفمبر 2014 22:20
نسرين درزي (أبوظبي) تبلغ رحلات التخييم أوجها هذه الأيام في وقت تتوافد العائلات للاستمتاع بأجواء البر، بالرغم من توافر أماكن الترفيه والتسلية، حيث العودة إلى الطبيعة التي عاشها الأجداد، والتي غدت في زمننا أكثر مصادر الجذب استقطاباً لممارسة مغامرات السرعة والتسلق على الكثبان الرملية . بساط رملي وتتنوع على امتداد إمارات الدولة مواقع التخييم، مثل بداير على طريق مدام المؤدية إلى دبي، وعوافي في رأس الخيمة وبدع بنت سعود في العين، وسواها من عناوين التخييم في سويحان والخزنة والمنطقة الغربية، وترتدي هذه المناطق من نوفمبر حتى أبريل من كل عام لباس التخييم، فتتحول إلى مقصد لعشاق الصحراء ممن يختارونها، إما لقضاء اليوم، أو المبيت وسط أجواء مفعمة برائحة الاستجمام والنشاط. ومع تباشير الطقس التي تثري أوقات المخيمين، فإن أكثر ما يشجع على الخروج للبر، التسهيلات المتوافرة عند بوابات التخييم، التي يستفيد منها الجميع، ولاسيما الوفود التي تحضر من دون تجهيزات، حيث تجد هناك من يعاونها على نصب الخيام، كما تتوافر محال تأجير الدراجات النارية رباعية الدفع، والتي تعتبر وسيلة التسلية الأوسع انتشارا على البساط الرملي الفسيح «وينصح عند تأجيرها بمراعاة شروط السلامة»، وتنتشر ضمن المخيمات نفسها أكشاك بيع المأكولات الشعبية، مثل المندي والبرياني والمجبوس، والهريس، والخبيص، والغوزي، والمجبوس، وتقف عندها العائلات بالدور من شدة الطلب على وجباتها بالنكهات الأصيلة التي يحلو طعمها في الطقس البارد، وسط أكبر تجمع للمواطنين والمقيمين في الهواء الطلق. كنوز الطبيعة ومخيم البداير الذي يقع بين منطقة المدام في دبي والطريق المؤدي إلى سلطنة عمان، خيار الكثيرين من محبي الاستكشاف، لما يعرضه من مفردات ترفيهية تكتظ بالناس مع كل نهاية أسبوع، ويذكر مراد البلوشي أنه يستغل انخفاض درجات الحرارة للخروج من أجواء الروتين واصطحاب أبنائه إلى «البداير» للقيام معهم بالأنشطة البرية، وأكثر ما يرضيه أن يعرفهم إلى التقاليد الصحراوية في الإمارات، ولاسيما مع اقتراب اليوم الوطني الذي يحلو معه الخروج إلى الطبيعة والتعبير الجماعي عن الولاء للدولة، وهو يستعد مع إخوانه لقضاء عطلة الاتحاد في البر، حيث يجهزون لنصب الخيام، ورفع الأعلام وسط الصحراء التي يفتخر كل إماراتي بالانتماء إليها وبخيرها. ويقول أحمد سيف النعيمي، إن مشاريع التخييم تحمل معان سارة لكل مواطن، ليس فقط بما تقدمه من أجواء الترفيه واللهو على سعة الصحراء، إنما بتذكير الجميع بأن الصحراء هي من أهم كنوز الطبيعة ولابد من تكريمها، ويكفي قضاء ليلة أو ليلتين في ربوعها الساكنة حتى ينسى المرء كل متاعب الحياة، ويدخل في مزاجية عالية مفعمة بالإسترخاء. التدفئة بحطب السمر ولا تقتصر مخيمات الدولة على الزوار من السكان المولعين بالرمال الصحراوية الباردة، فهي مع الترويج الإعلامي تشكل واحدة من الوجهات التي تقصدها الأفواج السياحية وبكثرة، إذ وبالتعاون مع مكاتب السفر، تشكل الصحراء خياراً مطروحاً على أجندة الزوار الأجانب المقبلين على البلاد من مختلف بقاع الأرض. ويعتبر مخيم عيون البادية للسياحة في منطقة الخزنة دليلا مشجعا على تجربة التخييم والخوض في يوميات أهل البادية وتلمس كرم الضيافة لديهم وأجمل الطقوس العربية التي يحافظون عليها حتى اليوم، ويقول فيصل الرحومي عن تجربته في المخيم، إن السياح والمقيمين ما إن يزورا المخيم حتى يشعروا بأنهم في عالم من وحي الماضي، فهنا يحتسون القهوة العربية مع البدو في جلسات على الأرض، ويتذوقون الأكلات التقليدية، ويشعلون النيران بحطب السمر للتدفئة ليلا، وهنا ينعمون بالتجول في بيوت الشعر والاطلاع على مكوناتها البدائية، ومنها يشاهدون العروض الحية للقنص بالصقور وأنماط الحياة المتوارثة والتي يختلف تقديمها من مخيم لآخر. أما فاطمة يوسف آل علي، فتنظر إلى طلعات البر على أنها راحة مطلقة لها، وفرصة ذهبية للتأمل في جماليات الطبيعة ورموز الصحراء الهادئة، وأقصى استمتاع لها عندما تستعد مع أفراد عائلتها لتحضير أدوات التخييم والأمور التي قد يحتاجونها هناك من كراس ومفارش ودلال، وكذلك أدوات الشوي والحطب وملابس إضافية للأطفال، وتشير إلى متعة التنزه في الصحراء وملامسة حبات الرمل الناعمة، وهذا ما تفعله، بينما زوجها وأبناؤها يمارسون هوايتهم المفضلة بقيادة الدراجات النارية بأقصى سرعة، ولا ترجع من جولتها إلا ومعها شاي الكرك للجميع، أو ذرة مشوية تدفئهم قليلاً من أجواء البرد. بيوت شعر مظاهر التخييم بشكلها الحالي هي مجرد تطبيق لزمن الأجداد، حيث كان التخييم سلوكاً فطرياً يلخص طبيعة الحياة من قبل. ويقبل المواطنون على طلعات البر خلال فصل الشتاء، ولاسيما مع اقتراب الاحتفالات بذكرى الاتحاد كنوع من التعبير عن الولاء للوطن، حيث تكتمل في الصحراء المفردات الحية التي تذكرهم بالأصالة. جلسات داخل بيوت الشعر وأكلات شعبية وممارسات تقليدية تحمل رائحة الأرض. مواقع التخييم من أشهر مواقع التخييم في الشارقة، وادي العيصية، وادي تاهل، المسند وطوي حسين، وكلها آبار ماء، وهي تشكل حاليا منطقة البطايح على غرار أماكن التخييم في البداير والقطاة والزبير، وفي الفجيرة يخيم الأهالي في دبا والبدية، وشرم، والعقة والرول، وبعضهم يفضل التخييم في الجبال، مثل البثنة، والسيجي، والغيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©