سيد الحجار (أبوظبي)
ارتفع النشاط بأعمال شركات الاستشارات الهندسية والديكور بأبوظبي بمتوسط 25% خلال العام الحالي، مدفوعا بحالة النشاط بالسوق مع استمرار صرف دفعات جديدة من قروض الإسكان للمواطنين، بحسب مسؤولين وعاملين بالقطاع.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد» على هامش معرض أبوظبي للاستشارات الهندسية والبناء والخامس، الذي بدأت فعالياته بأبوظبي أمس، وتستمر حتى غدا السبت، إن المساكن التي يتم تنفيذها عبر قروض الإسكان للمواطنين تشكل نحو 80% من حجم أعمال مكاتب الاستشارات الهندسية فيما يتعلق بتنفيذ الفلل الخاصة، مقابل 20% فقط يتم تمويلها ذاتيا.
وخلال شهر يوليو الماضي تم اعتماد صرف دفعة جديدة من قروض الإسكان للمواطنين، وعددهم 1000 مستفيد من إمارة أبوظبي بقيمة ملياري درهم، بواقع 553 مستفيداً في أبوظبي، و404 بالمنطقة الشرقية من الإمارة، و43 مستفيداً في المنطقة الغربية.
يشار الى أن قرض الإسكان الحكومي في أبوظبي يبلغ مليوني درهم يسدد على أقساط شهرية متساوية بلا فوائد يعفى المواطن من دفع 25? من إجمالي قيمة القرض الممنوح له عند اكتمال تشييد بناء مسكنه إضافة إلى الإعفاء لمرة واحدة، وبنسب محددة عند قيام المواطن المقترض بالسداد المبكر للقرض فضلا عن العديد من التسهيلات الأخرى المقدمة.
وقال أحمد خلف المزروعي نائب رئيس جمعية المقاولين، عقب افتتاح المعرض، إن قطاع البناء والتشييد يشهد حاليا حالة من التحسن التدريجي في النشاط بعد فترة من التباطؤ تأثرا بتداعيات الأزمة المالية العالمية.
وأوضح المزروعي أن استمرار تنفيذ المشاريع الحكومية المتعلقة بقطاعات البنية التحتية يسهم في زيادة النشاط بقطاع المقاولات، فضلا عن قروض المواطنين التي تنعش أداء جميع الشركات المرتبطة بقطاع البناء والتشييد بالإمارة.
بدوره، أكد المهندس طه الراوي رئيس شركة بابل للمعارض والمؤتمرات، أهمية المعرض في مساعدة المواطنين الراغبين في بناء مساكنهم لاختيار الفرص المناسبة لهم، عبر توفير خيارات عديدة من شركات الاستشارات الهندسية والمقاولين وشركات الديكور والتصميمات المشاركة بالمعرض.
ويشارك في المعرض مجموعة من الاستشاريين الهندسيين والمقاولين والمزودين، بهدف تعريف الزوار المواطنين على أحدث التصاميم الخاصة بالفلل السكنية ممن حصلوا على القرض السكني بشكل خاص، والذين يرغبون في تطوير منازلهم أو إجراء إضافات عليها بشكل عام، وتعريفهم أيضا على إجراءات تطبيق برامج الاستدامة الخاصة بالبناء من خلال المختص المتواجد في المعرض.
وأوضح الراوي أن المعرض يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني من خلال مشاركة عدد كبير من الشركات الهندسية وشركات المقاولات والبناء والديكور، مشيرا إلى أهمية المعرض في إبراز التطور العمراني بإمارة أبوظبي عبر إبراز العديد من التصاميم الحديثة والعصرية للفلل والمباني السكنية بالإمارة.
من جانبه، قال غدير جمول المهندس المعماري بشركة رتاج للاستشارات الهندسية وإدارة المشاريع إن حجم أعمال الشركة ارتفع خلال العام الحالي بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي، مرجعا ذلك إلى زيادة النشاط بقطاع البناء والتشييد، لاسيما فيما يتعلق بمساكن المواطنين التي يتم تنفيذها عبر قروض الإسكان.
وأضاف جمول أن النشاط بالقطاع لا يقتصر فقط على الفلل الخاصة، بل يشمل كذلك المباني التجارية والأبراج السكنية التي يتم إنشاؤها بأبوظبي خلال الفترة الأخيرة.
وبحسب تقرير المباني المنجزة في أبوظبي عن الستة أشهر الأولى من 2014 الصادر من مركز الإحصاء - أبوظبي مؤخرا، شهد السوق العقاري إنجاز 1900 مبنى في الفترة من يناير حتى نهاية يونيو من العام الحالي.
بدوره، أوضح المهندس فراس حارث الراوي رئيس مجلس إدارة شركة كاريزما للاستشارات الهندسية أن المعرض يوفر بدائل عديدة أمام المواطنين الراغبين في بناء مساكنهم الخاصة، لاسيما مع توالي تنفيذ العديد من الفلل الخاصة في ظل تقديم العديد من قروض إسكان المواطنين مؤخرا.
وأضاف الراوي أن 80% من الفلل الخاصة التي تنفذها شركته يتم تمويلها عبر قروض إسكان المواطنين، مقابل 20% فقط يتم تمويلها ذاتيا، وهو ما يعكس أهمية قروض المواطنين في زيادة النشاط بسوق البناء والتشييد، واستفادة العديد من الشركات العاملة بالقطاع مثل مكاتب الاستشارات الهندسية وشركات المقاولات ومواد البناء، فضلا عن الشركات المتخصصة في التشطيبات وتنفيذ حمامات السباحة وتنسيق الحدائق وتركيب المصاعد والأبواب.
من جهته، أشار المهندس ربيع سميح البحري المدير العام لشركة البحري للاستشارات الهندسية والتصميم الداخلي الى أن النشاط بقطاع الاستشارات الهندسية ارتفع بنسبة تتراوح بين 10 و20% خلال العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي، موضحا أن تحسن النشاط دفع الشركة لافتتاح مقر بأبوظبي منذ نحو عام، وذلك بعد العمل بمدينة العين قبل نحو 4 سنوات.
وأضاف أن شركته نفذت العديد من المشاريع خلال هذه الفترة سواء المتعلقة بمساكن المواطنين بجانب المباني التجارية والسكنية، موضحا أن الفلل التي يتم تمويلها عبر قروض الإسكان الحكومي تشكل نحو 80% من حجم الأعمال التي تنفذها شركته.
من جانبه، قال محمد الأمير مدير المشاريع في شركة رادات للاستشارات الهندسية، إن حجم أعمال الشركة ارتفع بنسبة 30% خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، موضحا أن الشركة تعمل في سوق أبوظبي منذ نحو 20 عاما وذلك في مجال الاستشارات الهندسية والتصميم والديكور، إضافة إلى الإشراف على التنفيذ.
وأشار الأمير كذلك إلى استفادة شركات الاستشارات والمقاولات الصغيرة من المشاريع الخاصة بإسكان المواطنين والتي يتم تنفيذها عبر عدد من شركات التطوير العقاري الكبرى في العاصمة، والتي تعمل فيها الشركات الصغيرة من الباطن.
انتعاش سوق الفلل يرفع الطلب على الأبواب والمصاعد
أسهمت زيادة وتيرة تنفيذ الفلل الخاصة في أبوظبي خلال العام الحالي، في ارتفاع الطلب على الأبواب الأتوماتيكية والمصاعد بنسبة 10 إلى 20% خلال 2014، مقارنة بالعام الماضي.
وقال مشاركون في معرض أبوظبي للاستشارات الهندسية والبناء الخامس لـ «الاتحاد»، إن زيادة حركة البناء تنعكس على جميع الشركات المرتبطة بالقطاع، وفي مقدمتها شركات التشطيب وتركيب المصاعد والأبواب.
وقال سامي أحمد، مدير فرع شركة الموسى للأبواب الأتوماتيكية، إن حجم مبيعات الشركة في أبوظبي ارتفع بنسبة 10% خلال العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي، موضحاً أن الإمارة تستحوذ على نحو 60 إلى 70% من حجم أعمال الشركة بالدولة.
وأضاف أحمد أن أعمال الشركة ترتبط بصورة مباشرة بقطاع المقاولات، وبالتالي فإن النشاط الذي يشهده سوق أبوظبي مؤخراً أسهم في ارتفاع الطلب على الأبواب الأتوماتيكية التي يتم تنفيذها بالفلل بصورة خاصة.
وذكر أن أسعار الأبواب الأتوماتيكية تبدأ من 3 آلاف درهم، وصولاً إلى نحو 10 آلاف درهم للأبواب المتميزة.
من جهته، أشار جمعة السيد، مهندس المبيعات بشركة «مصاعد»، إلى ارتفاع حجم أعمال الشركة بنحو 20 إلى 30% خلال العام الحالي، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع وتيرة تشييد الفلل بالإمارة، خاصة مع استمرار صرف المزيد من قروض إسكان المواطنين.
وأضاف أن إنشاء المصاعد لا يقتصر فقط على الأبراج السكنية، حيث يفضل كثير من المواطنين تصميم مصاعد داخل الفلل، موضحاً أن نحو 80% من الفلل التي يتم إنشاؤها بأبوظبي حالياً تضم مصاعد داخلية.
وذكر أن تكلفة المصاعد في الفلل تبدأ من 80 ألف درهم، وترتفع إلى 180 ألفاً للمصاعد الفاخرة، فيما تتباين أسعار المصاعد بالأبراج السكنية بناء على عدد الطوابق والطاقة الاستيعابية للمصعد والمواصفات، موضحاً أن تكلفة المصعد الذي يستوعب 4 إلى 6 أفراد بالبرج الذي يتألف من 12 طابقاً تقدر بنحو 160 ألف درهم.
30% نمو أنشطة الديكور والتصميم
قالت فادية الحناوي مهندسة التصميم الداخلي بشركة البحري للاستشارات الهندسية والتصميم الداخلي إن الطلب على أعمال الديكور والتصميم الداخلي ارتفع بنحو 30% خلال العام الحالي.
وأكدت أن انتعاش أنشطة الديكور والتصميم الداخلي يعد نتيجة طبيعية لزيادة وتيرة تنفيذ الفلل والمساكن الخاصة.
ولفتت إلى أن تنوع التصاميم التي ينفذها المواطنون في مساكنهم الخاصة، فيما يتعلق ببناء الفلل، يتبعه تنوع في أعمال الديكور والتصاميم الداخلية.
عدد اليوم
