المواطنة هاجر العيسى سعت لتحفر اسمها بنجاح في عالم رائدات الأعمال، وأن تؤسس مكتبا استشاريا وتدريبيا يخدم قطاع الدعم المؤسسي حيث فعلت من خلاله دراستها لإدارة الجودة التي حصلت فيها على درجة الماجستير، وحققت ذاتها وطموحها اللامحدود، بدعم من مركز حاضنات الأعمال في غرفة تجارة وصناعة الشارقة.
بداية المشوار
بدأت العيسى، مشوارها العملي بعد تخرجها بتفوق من تخصص إدارة المعلومات ببرنامج الدبلوم العالي من كلية دبي للطالبات، وفي سنتها الدراسية الأخيرة أتمت متطلبات مشروع تخرجها لبرنامج الدبلوم العالي، في مكتب تطوير الجودة ووحدة السلامة والإطفاء التابع لمستشفى الوصل، وتفوقت على معظم الموظفين، بعد أن تمكنت من إنهاء 7 مشاريع ضخمة خلال 14 أسبوعاً. عن مشوارها المهني الذي بدأ بعد تخرجها عام 2004، تقول العيسى «تعينت بعد تخرجي في هيئة الصحة في دبي كضابط إداري في مكتب المتابعة والتطوير في إدارة الموارد البشرية، وأكملت دراسة الماجستير في إدارة الجودة أثناء العمل بهذه الوظيفة، وكانت مهامي تتطلب العمل في إدارتين رئيسيتين، هما إدارة الموارد البشرية وإدارة الجودة والتطوير، ما أكسبني خبرات عملية، حيث كنت في أغلب الأوقات أعمل على مشاريع مختلفة وضخمة ومن ضمنها مشروع المكتب التنفيذي لحكومة دبي لتطبيق قانون الموارد البشرية الجديد، ومشروع إعداد الأوصاف الوظيفية وكتابة طلب الترشيح وجمع الأدلة لاشتراك الهيئة في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز عن فئة الدائرة الحكومية المتميزة، كما أن دراستي في الماجستير أكسبتني معارف كبيرة في مجال التطوير الإداري، وهو ما أهلني للتدرج في حياتي المهنية».
وتتابع «خلال عامين ونصف تمت ترقيتي، ونقلت من إدارة الموارد البشرية إلى إدارة الجودة والتطوير كرئيس شعبة أنظمة العمل، وتوليت مهام إعداد دراسات الهيكلة وإعادة الهيكلة وأوصاف المهام الوظيفية بعد وضع الهيكل التنظيمي سواء للوحدات التنظيمية التي تتبع القطاع الإداري أو الطبي، وأسهمت في إعداد دليل مؤشرات الأداء وعمليات التدقيق الداخلي لمواصفة الآيزو 9001 ودراسات رضا الموظفين بإدارة الجودة والتطوير في ذلك الوقت».
وتشير العيسى إلى أنها مع بداية 2007 استقطبت من قبل هيئة الطرق والمواصلات للعمل في مؤسسة «تاكسي دبي»، وشغلت وظيفة رئيس قسم شؤون الموظفين، وفي الفترة التي عملت بها في تلك المؤسسة كانت لا تزال في طور إعادة الهيكلة، ولذلك عينت مديرا لمشروع الأوصاف الوظيفية وإعادة الهيكلة مع الفريق الاستشاري الذي تم الاستعانة به للمشروع، ولعبت دوراً مهماً في تفعيل لجان عدة من ضمنها لجنة شؤون الموظفين، لجنة التوطين، ولجنة رضا السائقين. وخلال 11 شهرا كانت حافلة بالإنجازات ترقيت إلى منصب مدير مكتب الجودة والصحة والسلامة في المؤسسة».
دور بارز
في عام 2008 التحقت العيسى بالعمل في مجموعة دبي للجودة وشغلت فيها منصب مدير الدعم المؤسسي، إلى ذلك، تقول «توليت مهام تطوير كل من وحدة تطوير الأعمال، التدريب والفعاليات، الشؤون الإدارية، تقنية المعلومات وإنشاء وحدة التميز المؤسسي التي كان هدفها العمل على مشاريع التميز المؤسسي والجودة وتأهيل مختلف الدوائر والمؤسسات بالقطاعين العام والخاص لنيل جوائز التميز والحصول على شهادة نظام الآيزو 9001:2008 أو نظام إدارة الجودة المتكامل، وكانت تسند لي مهام المدير التنفيذي بالإنابة من حين لآخر، ونجحت بخبرتي في فتح أسواق جديدة في مجموعة دبي للجودة بإمارة أبوظبي، الشارقة، رأس الخيمة والفجيرة». وتضيف «كما كان لي دور بارز في تجديد المؤسسات لعضويتها بإمارة دبي في المجموعة والاستفادة من الخدمات الاستشارية التي عملت على تطويرها خلال تواجدي معهم. ولكوني مقيم أول لجائزة دبي للجودة ودبي لتنمية الموارد البشرية، اخترت مقيماً في جائزة الشارقة للتميز الاقتصادي في السنة الأولى من مشاركتي في الجائزة وكرئيس إحدى لجان التقييم في عام 2010».
وفي عام 2010 استقطبت العيسى من قبل سلطة المنطقة الحرة في عجمان لتشغل منصب مدير إدارة الموارد البشرية، وعند مباشرتها للعمل نقلت إلى إدارة الاستراتيجية والتميز المؤسسي. وخلال فترة 6 أشهر عملت هاجر على مشروع إعادة هيكلة السلطة وإعداد أوصاف المهام، كما أسهمت في مشروع إنجاز دراسة رضا الموظفين مع المكتب التنفيذي لحكومة عجمان، وحصلت على رسالة شكر وتقدير، إلا أنها شعرت بأن العمل في المنطقة الحرة يحد من طموحاتها ويقيد من إبداعاتها، ولذلك فضلت ترك وظيفتها كمدير إدارة الاستراتيجية والتميز المؤسسي، وأن تبدأ مشوارها في تأسيس مكتب استشاري وتدريبي في قطاع الدعم المؤسسي.
تحول جذري
حول التحول الجذري في مسيرتها المهنية، تقول العيسى «منذ اللحظة الأولى التي قررت فيها البدء بمشواري العملي الخاص، عملت على تذويب العقبات التي كانت تواجهني سواء المادية أو المعنوية، وقد اجتهدت في إقناع الأهل بأسباب ترك وظيفتي الحكومية في المنطقة الحرة والتوجه نحو عملي الخاص، خاصة وأن الظروف في 2010 و2011 لم تكن تساعد على البدء بمشروعي الاستشاري، وقد نصحني بعض الاستشاريين بعدم المجازفة في فتح مكتب للاستشارات، خاصة وأن هناك العديد من المكاتب الاستشارية المعروفة في الدولة قد خسرت وأقفلت أبوابها بسبب الأزمة المالية العالمية، ولعل ذلك كان محفزاً لي على عدم التنازل عن فكرتي، ولذلك قمت بالعمل في تلك الفترة كمستشار حر مع عدة جهات استشارية حتى أتأكد من وضع السوق الإماراتي بالنسبة للاستشارات الإدارية والتدريب». وتضيف «في الوقت ذاته قمت أيضاً بالبحث عن الصناديق الريادية التي تعمل على دعم مشاريع الشباب والمؤسسات التي تتبنى أفكار الشباب وتساعدهم في الوصول لتلك الصناديق الريادية ومن ضمنها «بداية - مركز حاضنات الأعمال» في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وقد تواصلت فعلاً مع المسؤولين في الغرفة لمعرفة إجراءات الالتحاق بالمركز والحصول على حاضنة الأعمال».
بالنسبة للخطوات التي قامت بها لتأسيس مشروعها الخاص، تقول العيسى «كخطوة أولى في مشروعي قمت بإعداد دراسة أولية للمشروع، وأرسلتها إلى «مركز حاضنات الأعمال – بداية»، لتحول إلى مؤسسة الشارقة لدعم مشاريع الشباب «رواد» لتقييمها، وتلقيت الدعم من د. خالد مقلد مدير تطوير الأعمال بمؤسسة رواد، بالموافقة على مشروع إنشاء مكتب استشاري والحصول على دعم غرفة تجارة وصناعة الشارقة من قبل كل من سعادة حسين المحمودي المدير العام والسيد محمد أمين مساعد المدير العام للشؤون الاقتصادية». والتحقت العيسى بمركز حاضنات الأعمال «بداية» في مارس 2012، وأسست المكتب، وقررت عدم تلقي الدعم المادي من «رواد»، بل اعتمدت على نفسها وأطلق عليه «منار المعرفة»، ليترجم غاياتها الاستراتيجية، حيث تتطلع هاجر إلى أن تقوم مؤسستها بدعم القطاعين العام والخاص وإرشادها لأفضل سبل تحقيق السبق والريادة والتميز في مجال الدعم المؤسسي والاستشارات الإدارية والتدريب.
رؤية وتحديات
عن رؤية مؤسستها، تقول العيسى «تكمن رؤيتنا في الوصول إلى العالمية كرواد للمعرفة وتبني فكــر «التميز في الخدمة»، من خلال توفير حلول استشارية وتدريبية متكاملة في قطاع الدعم المؤسسي، أما رسالتها فتتلخص في تطبيق مفاهيم الإدارة الحديثة، واعتماد المعايير الدولية، وأفضل الممارسات لتصميم خدمات استشارية وتدريبية في مجال الدعم المؤسسي، تلبي احتياجات شركائنا في القطاع الحكومي وشبه الحكومي والخاص، وتقودهم نحو الريادة والتميز، ويتجلى شعار منار المعرفة في جمله مختصرة هي (منارتك نحو التميز المعرفي)».
وعن أبرز التحديات التي واجهتها في بداية مشوارها، تقول العيسى «واجهتني في البداية بعض الصعوبات، إلا أن هذا كان دليلاً قوياً على معرفتي وفهمي في المجال الاستشاري من إعداد العروض الفنية والمالية والعقود الاستشارية وإعداد الدراسات التطويرية، فمؤسسات القطاعين العام والخاص لا تعمل على دعم المشاريع الريادية بشكل جدي وخصوصا في مجال الاستشارات الإدارية والتدريب، في ظل وجود العديد من الشركات الاستشارية العالمية والمحلية المعروفة في الدولة». وتكمل «تمكنت من التغلب على الصعاب، ونجحت في مايو الماضي في إبرام أول عقد استشاري لإعداد دراسة تطويرية لإنشاء فرع جديد لمؤسسة في مجال التمريض المنزلي تندرج تحت قطاع رواد الأعمال وتتبع لمؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، كما تمكنت في يونيو من إبرام عقد لعمل الهوية المؤسسية والدراسة التطويرية لإنشاء فرع آخر لمحل العباءات والأزياء النسائية تمتلكه رائدة أعمال مواطنة».
وتشعر العيسى إلى أنها حققت جزءاً من طموحاتها، حيث بدأت مؤسستها في إبرام اتفاقيات تعاون مع شركائها الاستراتيجيين من الشركات الاستشارية والتدريبية والحصول على العضويات التي لها صلة بقطاع الأعمال مثل عضوية مجلس سيدات أعمال الشارقة ومجلس سيدات أعمال أبوظبي، ومنتدى رواد الأعمال في الدولة، وهي الآن في صدد التعاون مع المنظمات الدولية التي تدعم قطاع ريادة الأعمال خارجها ومن ضمنها معهد أميركا اللاتينية للجودة، بالإضافة إلى أنها تقوم حاليا بإعداد وتأهيل شرطة الشارقة لجائزة وزير الداخلية للتميز 2012 عبر تقديم ورش توعوية عن الجائزة.
وتلخص العيسى قيم مؤسستها التي تعمل جاهدة على المحافظة عليها في الالتزام بالوعود، رعاية العملاء وضمان رضاهم عن خدماتنا، الحفاظ على السرية واحترام الخصوصية، تقديم خدمات متميزة ذات قيمة مضافة، التطوير المستمر لتوفير أرقى معايير الجودة، الشفافية والانفتاح على أفضل التجارب العالمية، الإسهام في نقل وتبادل المعرفة واستخدام منهج المقارنات المرجعية.
ولم يتوقف طموح العيسى عند هذا الحد، فهي تسعى حالياً للحصول على مشاريع استشارية من قبل مؤسسات القطاع الحكومي بالدولة، كما تسعى لأن تكون رائدة من رواد التغيير في قطاع الأعمال في الإمارات.
عدد اليوم
