السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المتعال».. كل شيء تحت قهره وسلطانه

«المتعال».. كل شيء تحت قهره وسلطانه
14 نوفمبر 2013 21:00
أحمد محمد (القاهرة)- الله المتعال هو المتناهي في علو ذاته عن جميع مخلوقاته، المستغني بوجوده عن جميع كائناته، هو الغني عن عبادة العابدين، الذي يوصل خيره لجميع العاملين، المتعالي عن الزوال والفناء، العليم بجميع الأشياء، رب العباد، بصير سميع الدعاء، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، عالم السر وكاشف الضر، يعفو عن قبيحِ الأفعال يوم الجزاء، تعالى عن الأضداد والأنداد والقرناء، وعن الصاحبة والأولاد والشركاء. و”المتعال” من أسماء الله الحسنى، ورد في القرآن في موضع واحد، في قوله تعالى: “عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال” “الرعد:9”، وفي السنة من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم هذه الآية وهو على المنبر “والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون”، قال صلى الله عليه وسلم: “يقول الله عز وجل، أنا الجبار أنا المتكبر، أنا الملك أنا المتعال، يمجد نفسه” قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرددها حتى رجف به المنبر حتى ظننا أنه سيخر به. قدرته تامة والمتعال اسم فاعل من تعالى، وهو أبلغ من الفعل علا، والتعالي هو الارتفاع، والمتعال سبحانه هو القاهر لخلقه بقدرته التامة، وأغلب المفسرين جعلوا الاسم دالا على علو القهر، وهو أحد معاني العلو، فالمتعالي هو المستعلي على كل شيء بقدرته. قال ابن كثير، المتعال على كل شيء قد أحاط بكل شيء علما، وقهر كل شيء، فخضعت له الرقاب، ودان له العباد طوعا وكرها، وهو الكبير المتعال، فكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته، لا إله إلا هو، ولا رب سواه لأنه العظيم الذي لا أعظم منه، كل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته، لا إله إلا هو، ولا رب سواه، العظيم الذي لا أعظم منه، العلي الذي لا أعلى منه، الكبير الذي لا أكبر منه، تعالى وتقدس وتنزه عز وجل عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية وهو سبحانه وصف نفسه بالعلو، وهو من صفات المدح والتعظيم، لأنه من صفات الكمال، كما مدح نفسه بأنه العظيم والعليم والقدير والعزيز والحليم، وأنه الحي القيوم، ونحو ذلك من معاني أسمائه الحسنى. الحكيم الخبير” ويقول الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني في كتابه “أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة: المتعال سبحانه هو الذي ليس فوقه شيء في قهره وقوته، فلا غالب له، قال سبحانه: “وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير”، “الأنعام:18”، وقد جمع الله في هذه الآية بين علو الذات وعلو القهر، وكذلك قوله تعالى: “وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة”، “الأنعام:61”، فاجتماع علو القهر مع علو الفوقية يعني أنه الملك من فوق عرشه الذي علا بذاته فوق كل شيء والذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء. واسم الله المتعال يدل على ذات الله وعلى علو القهر، قال تعالى: “ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون”، “المؤمنون:91”، وقد ذكر ابن القيم في الآية أن الإله الحق لا بد أن يكون خالقا فاعلا، يوصل إلى عبده النفع ويدفع عنه الضر، فلو كان معه سبحانه إله لكان له خلق وفعل، وحينئذ لا يرضى بشركة الإله الآخر معه. واسم الله المتعال يدل على الحياة والقيومية والأحدية والصمدية والعزة والكبرياء والهيمنة والجبروت، وغير ذلك من أوصاف الكمال، كما يدل على صفة من صفات الذات والأفعال. علو القهر وقال الطبري رحمه الله: المتعال هو المستعلي على كل شيء بقدرته، ويقول ابن جرير رحمه الله وهذا الاسم يثبت علو القدر لله وهو علو صفاته وعظمتها، فلا يماثله مخلوق، بل لو اجتمع الخلق كلهم لما استطاعوا أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته سبحانه، قال عز وجل: “ولا يحيطون به علما”، ويثبت علو القهر: كما قال تعالى: “وهو الواحد القهار”، الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم، فنواصيهم بيده، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، لا يمانعه ممانع، وليس لأمره من دافع. كما يثبت علو الذات، فهو فوق جميع مخلوقاته في سمائه، عاليا على خلقه، بائنا منهم، ويعلم حركاتهم وسكناتهم وأعمالهم وأقوالهم، لا تخفى عليه خافية، قال تعالى: “وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير”، “الأنعام:18”. وكل شيء تحت سلطان الله المتعال وعظمته، وقد دعا موسى عليه السلام والذين آمنوا معه: “إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب”، “غافر:27”، وعند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: “اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم”. ودعاء العبادة هو مظهر يخضع فيه العبد الفقير لربه المتعال، فهو لله ذليل خاضع وفي جناب عزه مسكين متواضع، لعلمه أن المتعال لا يدفعه عن مراده دافع، وليس له شريك ولا منازع، هو القادر الذي بهر أبصار الخلائق جلاله وبهاؤه، وحصر ألسن الأنبياء وصفه وثناؤه، وارتفع عن حد قدرتهم إحصاؤه واستقصاؤه، فالعظمة إزاره والكبرياء رداؤه، ومن نازعه فيهما قصمه فأعجزه دواؤه، جل جلاله وتقدست أسماؤه، فوجب على الموحد لله في اسمه المتعال ألا يخلع عن نفسه رداء العبودية، فالكبرياء والعظمة والعلو والعزة كل ذلك لا يليق إلا بالمتوحد المتعال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©