حث السكان في العاصمة الصينية بكين الحكومة على التحرك للسيطرة على التلوث، وذلك بعد إصدار تحذير صحي يتعلق بالضباب الدخاني الكثيف الذي غطى المدينة اليوم الثلاثاء.
وقام عشرات الآلاف بدعم تعهد نشره النائب المحلي والمطور العقاري بان شيي على حسابه على موقع محلي للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت للضغط لاستصدار قانون لحماية الهواء في بكين، وذلك وسط دعوات من منظمة "جرينبيس" (السلام الأخضر) بتقليل حرق الفحم وعوادم المركبات.
وطالب مسؤولو الصحة مواطني العاصمة البالغ عددهم 20 مليون نسمة بتقليل نشاطهم في الهواء الطلق إلى أقل درجة ممكنة في ظل ارتفاع مستويات التلوث.
وحث مركز بكين للسيطرة على الأمراض والوقاية منها المواطنين على تجنب المناطق المزدحمة نظرا لأن البرد والهواء الملوث زادا من خطر انتشار الإنفلونزا الموسمية وغيرها من الفيروسات التي تنتقل عبر الهواء.
وقال المركز إن الضباب الدخاني الكثيف الذي أثر على بكين منذ منتصف الشهر الجاري نجم عن مزيج من تلوث الهواء الحاد وظروف الطقس.
وأعلنت السفارة الأميركية في بكين أنها قامت بقياس معدل الجسيمات الدقيقة في بكين وفقا لمؤشر "بى إم 2,5" فوجدتها 526 ميكروجراما لكل متر مكعب، أي أكثر من 20 ضعف الحد الآمن الذي حددته منظمة الصحة العالمية.
ويقوم هذا المؤشر بقياس عدد الجزيئات التي يقل قطرها عن 2,5 ميكرومتر التي تشكل تهديدا خطيرا للصحة لأنها تستطيع اختراق الرئة.
وكانت قياس المؤشر قد وصل إلى 900 ميكروجرام في بكين في وقت سابق من الشهر الجاري. وأدى التلوث والضباب إلى إلغاء عشرات الرحلات الجوية من بكين وغيرها من المدن الشمالية اليوم.
واعترفت الحكومة الصينية بأن انبعاثات السيارات هي مسبب رئيسي لتلوث الهواء في بكين. إلا أن "جرينبيس" قالت إن الدخان الناتج عن احتراق الفحم في المصانع الموجودة في المدن الصناعية النائية يمثل عاملا مهما ومساويا في نشر التلوث.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة في الصين تشو رونج :"في بكين ، يتقاسم التلوث الناتج عن وقود السيارات والتلوث من مصادر إقليمية المسؤولية بصورة متساوية".
وأضافت أن الظروف الجوية أدت إلى حبس الملوثات على ارتفاع منخفض أقل من المعتاد في مثل هذا الشهر، فاختلطت انبعاثات عوادم السيارات مع الدخان الناتج عن حرف الفحم بصورة أقرب إلى الأرض.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية عن وانج انسون عمدة بكين الجديد، الذي تولى منصبه أمس الاثنين، قوله إن حكومة المدينة تحتاج إلى العمل بجدية أكبر لخفض تلوث الهواء وإنها ستدرس "تدابير ملموسة" جديدة.
وأوضح وانج أن "المشاكل البيئية الحالية مثيرة للقلق". وأضاف أنه "لابد من تباطؤ النمو في عدد السيارات"، في إشارة إلى سياسة
بكين في فرض قيود على عدد السيارات على طرق المدينة، التي ارتفعت إلى 5,18 مليون سيارة مقارنة بـ3,13 مليون سيارة في عام 2008.
عدد اليوم
