الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تابوهات» الأبواب المغلقة

«تابوهات» الأبواب المغلقة
13 نوفمبر 2013 20:49
اختار المخرج المغربي محمد عهد بنسودة أن يناقش في فيلمه الجديد «خلف الأبواب المغلقة» قضية التحرش في أماكن العمل، ونجح الفيلم في كسر جدار الصمت عن قضيّة طال السّكوت عنها إلى أن أصبحت من التابوهات، رغم معاناة النساء وأسرهن منها خاصة مع ارتفاع نسبة الموظفات والعاملات في المجتمع المغربي. ولقي الفيلم نجاحاً كبيراً في العديد من المهرجانات التي شارك فيها وفاز بجائزة “الريمي أوارد 2013” للجنة تحكيم مهرجان هوستن الدولي ليصبح أول فيلم مغربي وعربي يتوج بإحدى جوائز “ريمي أوارد” الأميركية الشهيرة، وحظي الفيلم باهتمام كبير في مهرجان السينما الأفريقية بالمهجر. وأجمع النقاد على تميز الفيلم الذي يتطرق لظاهرة التحرش الجنسي لرؤساء العمل بموظفاتهم، وما يحدث داخل الإدارات والمصانع، وأثنوا على جدة موضوعه وملامسته لمعاناة اجتماعية راهنة، فضلاً عن تمكن مخرجه من أدواته السينمائية. داخل الإدارات يتمحور موضوع الفيلم الروائي الطويل الثاني في مسيرة المخرج المغربي محمد عهد بنسودة الفنية بعد فيلم “موسم لمشاوشة”، حول التحرش الجنسي داخل الإدارات، من خلال قصة سيدة متزوجة تتعرض لتحرشات مديرها التي ستقلب حياتها رأساً على عقب. وترصد كاميرا المخرج حياة “سميرة” التي تعيش حياة هادئة برفقة زوجها “محسن”، لكن حياتها ستنقلب إلى جحيم، بعد تغيير رئيسها المباشر في العمل بآخر غير سوي، يحاول التحرش بها بمختلف الطرق. وصور المخرج أحداث فيلم “خلف الأبواب المغلقة” في مدن مراكش والدار البيضاء والرباط، بمشاركة العديد من الممثلين المغاربة من بينهم زينب عبيد، وكريم الدكالي، وعز العرب الكغاط، وعمر العزوزي، وعبد الله فركوس، وزبيدة عاكف، ونجاة خير الله، وآمال عيوش، وعبد الله فركوس وأحمد الساكية وآخرين. والفيلم قصة وسيناريو الكاتب عبد الإله الحمدوشي الذي حاول بهذا السيناريو تسليط الضوء على هذه القضية من خلال العلاقة الغريبة بين مدير متحرش وسيدة متزوجة موظفة تحت إمرته. ودافع الكاتب عبد الإله الحمدوشي عن قضية الفيلم في وجه الانتقادات التي وجهت له بخصوص الطريقة التي تم بها معالجة ظاهرة التحرش الجنسي في الفيلم والتي لا تمت بصلة لما يقع في المجتمع المغربي، لكن هناك من النقاد من رأى أن كاتب السيناريو كان موفقاً في تناول تيمة التحرش الجنسي، واعتبره آخرون واحداً من بين قلة من كُتاب السيناريو الرجال الذين أصبحوا يعبرون بشكل جيد عن معاناة المرأة. ودافع بطل الفيلم الممثل كريم الدكالي الذي أدى دور المدير المتحرش عن فيلم “خلف الأبواب المغلقة” وقال إن المخرج اشتغل على الفيلم بطريقة احترافية وبمهنية كبيرة، وأضاف أنه قبل بالفيلم لأنه يحمل رسالة ويدافع عن قضية، رغم أن المشاهدين في المغرب مازالوا لا يفرقون بين الدور الذي يؤديه الممثل وبين شخصيته الحقيقية، وأضاف كريم الدكالي أنه تعمد في أداء دوره على أن يبدو شريراً جداً حتى يوصل رفقة المخرج قساوة الفكرة للمتفرج. انتقادات حادة رغم أن قضية التحرش الجنسي في الوسط العملي هي العامل الرئيسي الذي ساهم في نجاح الفيلم إلى حد كبير غير أن الفيلم لم يسلم من سهام النقد بسبب التركيز على هذا الموضوع إضافة الى طريقة معالجة المخرج له، حيث اعتبر بعض النقاد أن تناول الظواهر المسكوت عنها داخل المجتمع المغربي، لا يعكس قيمة هذه الظواهر وحجمها، بينما قد يتسبب في الاساءة للمجتمع خاصة اذا اعتمدت المعالجة السينمائية على مشاهد إثارة مجانية. وانتقد البعض تركيز المخرج على تيمة الفيلم على حساب الجانب الجمالي والفني واعتبروا أن الفيلم يفتقر للعمق في معالجة قضية التحرش ويخلو من مشاهد تظهر مدى التأثر الكبير الذي يمكن أن تعانيه البطلة من التحرش، كما اتهم النقاد المخرج بتوجيه رأي المشاهد وإعطاء دروس للجمهور وعدم تركه يتفاعل مع الفيلم ويستنتج ما يريد. واعترض بعض النقاد على التّركيز على الظّاهرة لدى طبقة راقية من المجتمع، واعتبروه إنسلاخاً ظاهراً عن الواقع المعيشي. ورد المخرج على هذه الانتقادات بالقول إن تركيزه على شخصية نسائية من الطبقة الراقية، راجعا إلى كون هذا النوع من النساء هن القادرات على التحدث عن التحرش الذي يتعرضن له وفضحه علناً عكس النساء اللواتي ينتمين إلى طبقة فقيرة ولم يحصلن على مستوى دراسي مهم، خاصة أن تهم التحرش الجنسي في أماكن العمل ليس من السهل إيصالها للمحاكم نظراً لصعوبة إثبات حصول ذلك. واعتبر المخرج أن فيلمه مركب فنياً ويجمع بين تقاطعات تضمن فرجة إيجابية وتخدم الموضوع في آن واحد، ودافع المخرج عن فكرة الفيلم وقال إن موضوع الفيلم ليس خاصاً بالمغرب فقط، كما أن مسألة التحرش الجنسي بالعاملات ليست جديدة على المجتمع المغربي فقد كانت موجودة في المغرب منذ القدم بحيث كانت تتعرض لها الخادمات الصغيرات والفلاحات، لكن المسألة تطورت مؤخراً لتشمل مستويات أخرى كالنساء الموظفات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©