أعربت واشنطن أمس الأول عن «ثقتها» في مجلس الأعيان القبلي «لويا جيركا»، وفي أنه سيعيد التأكيد على العلاقات الوثيقة بين أفغانستان والولايات المتحدة. وكانت قوات الأمن الأفغانية قتلت أمس الأول انتحاريا قرب موقع مجلس «اللويا جيركا» الذي سيبحث اليوم الأربعاء استراتيجية التفاوض مع «طالبان»، والعلاقات مع الولايات المتحدة بعد عام 2014، بتكليف من الرئيس حميد كرزاي.
وقال مارك تونر أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأميركية إن «الولايات المتحدة وأفغانستان شريكان وحليفان ونحن على ثقة كبرى في أن «اللويا جيركا» ستعيد التأكيد على هذه الشراكة القوية». وتابع أن «اللويا جيركا في حد ذاتها، مؤسسة أفغانية نكن لها احتراما كبيراً». وأضاف «بالنسبة لموضوع الأمن، عليكم أن تتوجهوا بأسئلتكم المتعلقة بأمن الاجتماع إلى الحكومة الأفغانية».
ولا يزال قرابة 97 ألف جندي أميركي و45 ألف عنصر من القوات الأجنبية منتشرين في أفغانستان بعد 10 سنوات على اندلاع الحرب فيها. وفي أواخر عام 2010 قرر قادة دول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، ومن بينهم الولايات المتحدة تسليم كامل المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية بحلول أواخر 2014. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما سحب قوات إضافية بحلول صيف 2012 كانت أرسلت لتقديم الدعم في أواخر 2009، ويبلغ عديدها قرابة 30 ألف جندي.
وقال توماس راتنج، من شبكة المحللين الأفغانية في كابول إن اللويا جيركا «لا تملك رؤية واضحة حول عدد من الموضوعات، ومنها طريقة تعيين المشاركين، كما أنها لم تضع جدول اعمال دقيق، ولا يعرف بعد مدى إلزامية قراراتها». وقال دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه إن اجتماع مجلس الأعيان «لن يفضي إلى شيء يذكر». وأضاف أن «كرزاي لن يحصل سوى على العموميات. سيطلب تفويضا عاما جدا للتفاوض مع الولايات المتحدة» حول الشراكة الاستراتيجية التي ستحدد الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان بعد رحيل القوات القتالية التي يقودها حلف «الناتو» بنهاية 2014.
ويبدو أن الولايات المتحدة كانت حاسمة في ثني كرزاي عن السعي إلى فرض شروط عليها عبر اللويا جيركا. كما رفضت طالبان التفاوض مع الحكومة قبل مغادرة جميع الجنود الأجانب، واستنكرت اجتماع مجلس الأعيان معتبرة انه «سيعطي وجها قانونيا للاحتلال غير الشرعي لأفغانستان»، من خلال إقامة قواعد أميركية دائمة. ويرى الدبلوماسي الغربي أن التغيب لن يكون ملحوظاً. وأضاف أن هدف كرزاي بتكليف اللويا جيركا بالانعقاد هو الخروج من عزلته السياسية. ويقول المحلل الأفغاني هارون مير «باتت اجتماعات مجلس الأعيان روتينية بالنسبة لكرزاي في غياب برنامج سياسي لديه، وفي ظل عدم تصديه للمشكلات الأكثر جدية».
وأضاف أنه أمام الانتقادات التي تصف مجلس الأعيان بأنه «غير دستوري» و«غير قانوني» واتهام كرزاي بالسعي للالتفاف على البرلمان الذي لا يحظى فيه بتأييد كبير، أعلن المنظمون أن «قرارات اللويا جيركا لن تكون ملزمة وأنها ستطرح على النواب لاحقاً».
عدد اليوم
