عشنا ثلاثة أسابيع من الإثارة والتشويق في واحدة من أنجح بطولات كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة لكرة القدم التي استضافتها إماراتنا الحبيبة، كما أجمع على ذلك بلاتر ورجال «الفيفا» والمشاركون والضيوف، وعاشت كل مدننا أفراح هذا العرس الكروي وسجلت أرقاماً جديدة في كل جوانبها وخرجت عن المألوف في التتويج الختامي، حيث احتلت منتخبات المجموعة السادسة المراكز الثلاثة الأولى في ظاهرة غير مسبوقة، كما كان التشفير عن الدولة المستضيفة غير مألوف كذلك إلا أن إعلامنا استطاع مجاراة ذلك بالكلمة المكتوبة والمسموعة وكأننا نؤكد مقولة تسمع كأنك ترى.
أفرزت البطولة إيجابيات لا حصر لها تمثلت في إعداد كوادر مواطنة قادت وستقود دفة الأحداث الرياضية التي تستضيفها إماراتنا في المستقبل بعد أن صقلتهم تجربة الأمس بجانب التجارب السابقة في المدن التى استضافت أحداثاً مماثلة مع «الفيفا» في البطولات الخمس التي استضفناها خلال العشر سنوات الماضية.
وتخللت البطولة أحداث أخرى عالمية منها سباق «الفورمولا- 1» ومؤتمر «واي اسكوت» الذي استضافه مجلس أبوظبي الرياضي قبل ثلاثة أيام من ختام البطولة وغيرهما التي شدت أنظار العالم إلى الإمارات مع البطولة، فيما استمرت جولتان من دوري الخليج العربي وكأس المحترفين بخلاف دورى الدرجة الأولى.
ولم يكن درب تنظيم البطولة سهلاً ومفروشاً بالورود لولا وقفة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة رئيس اللجنة المنظمة العليا للبطولة الذي سابق الزمن بعد توليه رئاسة اللجنة قبل أقل من شهرين من إقامة الحدث والذي استطاع بحنكته إدارة الدفة وهيأ لها كل أسباب النجاح، كما كان لتشجيعه الدائم للعاملين في اللجان المختلفة وجولاته المكوكية إلى المدن الست ولقائه بالقائمين على التنظيم ونقل الصورة الحقيقية من على أرض الواقع لأصحاب القرار في المدن الست، حيث سجل نجاحاته في الأسبوع الأول من توليه المهمة وزرع الثقة في نفوس العاملين، بعد أن دب فيهم اليأس من تباطؤ في اتخاذ القرار وتوفير متطلبات البطولة وتنفس المنظمون الصعداء بتولي معاليه مسؤولية العمل وظهرت ملامح النجاح قبل انطلاقة البطولة ومع مرور أيامها تفنن المنظمون في المجموعات أساليب مبتكرة في التنظيم والاحتفاء بالمشاركين والضيوف وتسارعت وتيرة تصريحات رجال الفيفا مع بداية الجولة الأولى وحتى يوم الختام وتوديع المشاركين والملفت أن حماس المنظمين بدأ في التصاعد وعلى غير العادة في مثل هذه الأحداث، رغم خروج منتخبنا منها مبكراً وما الزحف الجماهيرى للمباراة الختامية بين نيجيريا والمكسيك إلا دليل على نجاح البطولة رغم تخوفنا من الإحجام عنها.
وللحقيقة والتاريخ فإننا نسجل عميق شكرنا وتقديرنا لربان البطولة رئيس اللجنة المنظمة العليا معالي الشيخ نهيان بن مبارك وأعضاء اللجنة ولمدير البطولة محمد بن بدوة، الذي كان الساعد الأيمن لمعاليه والمنفذ لتوجيهاته المستمرة لتحقيق الهدف المنشود، ولرؤساء ومدراء المجموعات للجهود الكبيرة التي بذلت وأثمرت بطولة ناجحة بكل المقاييس ومميزة كتميز أبناء الإمارات على عادتهم في تنظيم الأحداث الكبرى.
شكراً معالي الشيخ نهيان بن مبارك من الأعماق لكل جهد بذلته وشكراً لزرع الابتسامة على وجوهنا منذ توليكم مسؤولية العمل على طريق النجاح الذي بكم اكتملت ملحمته وبشهادة الجميع.
عبدالله إبراهيم | Abd lla Binh ssain@wafi.com
عدد اليوم
