الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريم المرزوقي تحصل على براءة اختراع لسيارة تخدم المعاقين

ريم المرزوقي تحصل على براءة اختراع لسيارة تخدم المعاقين
13 نوفمبر 2013 16:35
(العين) ــ كانت تفكر في طريقة للإجابة على التكليف الجامعي الذي طُلب منها والذي كان مضمونه اختيار منتج خاص والتحدث عنه وطريقة خدمته لذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن فهمها الخاطئ لذلك التكليف حوله إلى اختراع، حيث سارت في اتجاه آخر غير الذي كان يجب أن تسير فيه لإنجاز مشروعها الجامعي، فتوصلت بالصدفة إلى اختراع سيارة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين فقدوا أطرافهم العلوية.. إنها ريم المرزوقي، فتاة إماراتية شابة حصلت على براءة هذا الاختراع من إحدى الجهات الأميركية منذ شهرين وما زال يلاقي صدى كبيراً إلى الآن في جميع وسائل الإعلام. معاناة فتاة وكانت فكرة ريم المرزوقي المتخصصة في الهندسة المعمارية في جامعة الإمارات مبنية على قيامها بإنتاج منتج خاص لذوي الإحتياجات الخاصة وكيف يمكن لها من خلال هذا المنتج أن تُحدث تغييرا يخدم هذه الفئة. فدفعها ذلك إلى البحث الطويل في شبكة الإنترنت وعلى صفحات الكتب والشاشات الفضائية إلى أن وجدت بمحض الصدفة برنامجا تليفزيونيا على إحدى الشاشات الفضائية، كان يتحدث في إحدى حلقاته عن معاناة فتاة نتيجة عيبها الِخلقي، “ليس لها أطراف علوية”، حيث قام البرنامج بعرض تقريرٍ خاص بها عن طريقة ارتدائها للعدسات اللاصقة بدقة غريبة جدا وطريقة قيادتها للمركبة التي حصلت على ترخيصها بصعوبة بالغة، وبالرغم من كل ذلك كانت تتحدث هذه الفتاة عن حلمها في قيادة الطائرة من دون استخدام اليدين بشكل يوحي بالتحدي والعزيمة، ولعل ذلك ما شجع ريم في أن تبدأ في تنفيذ فكرة جديدة تخدم كل من يعاني مثلها من تلك المشكلة. اختراع رائع وبدأت ريم في تنفيذ التكليف المطلوب، ولكونها فتاة في مجتمع مقيد نوعا ما بالعادات والتقاليد واجهتها صعوبات، كالوصول إلى مناطق تصنيع السيارات المكتظ بالرجال والعمال الآسيويين والحصول على القطع المطلوبة لتنفيذ ما يعرف اليوم بالاختراع الرائع. ولكن تلك الصعوبات لم تمنعها من التكاسل عن فكرتها المنشودة، فقامت بالتواصل مع الدكتور المشرف على المشروع واثنين من زملائها في نفس التخصص، ولم تمض أيام إلا وباشرت عملها في التنفيذ. وعندما حان موعد تسليم درجات التكليف صُعقت ريم بدرجتها النهائية وذهبت إلى الدكتور المشرف على المشروع فعرفت حينها بأن ما فهمته كان عكس ما طُلب منها في التكليف ولكنه أكد لها بأن هذا المشروع ستعرضه الجامعة لما يحتوي من أفكار تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة. وبعد سنة لم تتوقف ريم من تجاهل فكرة اختراعها بل واصلت التفكير بأن تجعل هذا الاختراع ليس فقط لذوي الاحتياجات الخاصة بل للشخص السليم أيضا، فتولدت لديها أسئلة مثل: لماذا لا تكون السيارة للشخص السليم الذي من خلاله يمكن أن يقود السيارة من دون استخدام أطرافه العليا؟ وفعلا وبعد البحث المكثف في شتى المصادر وجَدت بعض التطبيقات التي تشابه هذه الفكرة، فوجدت أن هذه الفكرة بالفعل موجودة بشركة “بينك بول” وإن كانت سيارة ترفيهية، إلا أنها تقترب من المواصفات التي تبحث عنها. واستمرت ريم في أفكارها التي لم تتوقف يوما حول ما قدمته فقررت أن تحول ما قامت به من تكليف على الورق إلى سيارة على أرض الواقع للمشاركة بها في معرض الجامعة العلمي، وبالرغم من أن جميع الإحباطات التي تعرضت إليها فور بدء المشروع إلا أنها لم تعر أي انتباه لها وواصلت جهودها. وكانت تصمم على الاستمرار مهما كانت النتيجة، لما تمتلكه من حافز للنجاح. المخترعة الإماراتية ولم تعلم ريم بأن ما قامت به إنجاز يحق لها كفتاة إماراتية شابة أن تتباهى به. حيث تفاجأت بانتشاره على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وهي كما يقال آخر من يعلم. ووجدت على حسابها الشخصي في توتير عدة رسائل تهنئها على ما قامت به من إنجاز تفخر به الإمارات وتفخر بها عائلتها أيضا. واليوم أصبح اسمها يُسبقه لقب المخترعة الإماراتية وهو ما لم تتوقعه في يوم ما، فأصبح بسببه يكتظ جدولها اليومي بين اللقاءات التليفزيونية والصحفية وبين دراستها الجامعية. فتعددت الأسئلة وتكررت الكثير منها فبادرت بالرد من دون خجل وبكل عزيمة وتحدٍ أمام عينيها نحو تحقيق المزيد وبشكل عالمي فعوائقها الكثيرة ترجع مراراً وتكراراً لتتبلور في ذهنها على هيئة أسئلة.. مثل لماذا لا تكون مشروعاتي المستقبلية في دولتي الإمارات؟، ولماذا لا تكون هناك هيئة مخصصة للمخترعين الشباب الذين يلازم أغلبهم الخوف والخجل من الظهور والتحدث عن ابتكاراتهم التي تفوق الروعة؟ فتكمن اقتراحاتها بعد وهلة من التفكير في الإجابات بأن تقوم دولة الإمارات بتخصيص هيئة أو مؤسسة تنظر في شأن المخترعين وتبحث عنهم في المدارس والجامعات وتشجعهم وتتبنى وتنظم أفكارهم كما يحدث في دول أخرى حتى نصل في يوم ما إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي والإنتاج الوطني الذي نادراً ما نراه هذه الأيام. إضافة إلى الحاجة في تخصيص صندوق خاص يدعم المخترعين مادياً وحملات تدعهم معنوياً. أفكار وطموح اتخذت ريم عهداً على نفسها بأن تواصل جهودها، فالتقت عددا من الجمعيات والمؤسسات الخاصة المهتمة بالأمر كنادي دبي للسيدات الذي ستعمل فيه وسيطاً لفتيات الإمارات ليبهرن العالم بما يجوب في مخيلتهن من أفكار قد تصل بالإمارات مصاف الدول في عالم الاختراع. ومنذ أن ظهرت تلك البراءة بدأت تتوافد عليها المشاريع والاقتراحات في مباشرة التطبيق في الدولة فتوسعت بأفكارها وزاد طموحها بخلق مشاريع جديدة ومنتجات محلية وأمنية تكبر معها في المشاركة بتلك الإنتاجات في الخارج باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن لن يحدث ذلك بصورة فردية لها فقط بل بعدد من شباب الوطن وفتياته وهو الهدف الحقيقي لجميع ما تقوم به الآن. ولكن تصدرها الصحف والأخبار التليفزيونية لم يمنعها من ممارسة هوايتها المفضلة وهي “الغوص” أو نسيان حلمها بأن تصبح يوما ما متخصصة في مجال تصميم الأزياء ورسوم الكرتون والعمل على إنهاء دراستها الجامعية من دون كلل أو ملل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©