روسيا وأوكرانيا تبدآن جولة جديدة من حرب الغاز

يبدو أن النزاع الدائر حالياً بين الشركة الروسية العملاقة ''جازبروم'' وأوكرانيا سيشكل جولة جديدة من ''حرب الغاز'' الدائرة بين الطرفين منذ أعوام، بعدما خفضت المجموعة العملاقة إمداداتها إلى أوكرانيا بالنصف في حين هددت هذه الأخيرة بالتأثير على مرور صادراتها إلى أوروبا ثم تراجعت بسرعة عن تهديداتها· وأكدت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا تيموشنكو في تصريح نقلته وكالة أنباء إنترفاكس الأربعاء أن اوكرانيا لن تمنع مرور الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضيها، بالرغم من الخلاف مع ''جازبروم''، وفي وقت سابق، حذرت شركة ''نفتوجاز'' الحكومية الأوكرانية من أنها لن تتمكن ''من ضمان مرور (الغاز) من دون انقطاع إلى المستهلكين الأوروبيين إلا عندما لا يعرض ذلك امن أوكرانيا في مجال الطاقة للخطر''· ويمر 80% من إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، وسبق أن دخلت روسيا وأوكرانيا في نزاع شديد حول الغاز خلال يناير ،2006 وفي ذلك الوقت تأثرت بالفعل إمدادات الغاز الروسي لأوروبا· وقال الناطق باسم جازبروم سيرجي كوبريانوف أمس الأول إن الشركة خفضت بنسبة 25% إضافية إمدادات الغاز إلى أوكرانيا، وقال ''في حال لم يعد الطرف الأوكراني إلى طاولة المفاوضات لا استبعد خفضا جديدا لإمدادات الغاز''· وسبق للشركة الروسية أن أعلنت أنها خفضت إمداداتها يوم الاثنين الماضي بالربع (35% على ما يفيد الأوكرانيون) لحمل أوكرانيا على دفع متأخرات مستحقة تبلغ قيمتها 600 مليون دولار، ومجموعة مطالب أخرى· ودخل ديمتري مدفيديف رئيس مجلس إدارة جازبروم الذي انتخب مؤخراً رئيسا لروسيا على الخط مساء الثلاثاء الماضي معلناً في اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو أن روسيا ''تأمل في أن تكثف كييف جهودها لحل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن''· وفشل الطرفان كذلك في بلورة اتفاق مبدئي أبرم في 12 فبراير بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفيكتور يوتشينكو ينص على تبسيط نظام الإمدادات· وفي الجانب الأوكراني، أكد فالنتين زمليانسكي الناطق باسم الشركة العامة ''نفتوجاز'' لوكالة فرانس برس الخفض الجديد موضحاً أن أي موعد لم يحدد لبدء مفاوضات جديدة· ودعت المفوضية الأوروبية إلى اجتماع خاص لمجموعة التنسيق حول الغاز يعقد في 11 مارس للبحث في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا على ما أعلنت ناطقة باسمها، ويأتي ربع الغاز المستهلك في الاتحاد الأوروبي من روسيا· وتضم لجنة التنسيق خبيرا في شؤون الطاقة من كل دولة في الاتحاد الأوروبي (27 دولة) وممثلين عن المفوضية، ويتوقع أن تدعو اللجنة ممثلا روسيا وآخر من أوكرانيا إلى الاجتماع على ما أضافت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية· ويشدد جيفري سميث المحلل في مصرف ''رنيسانس كابيتل'' على انه رغم وجود أوجه شبه، فان النزاع الحالي ''ليس نسخة معادة من النزاع في العام ،''2006 وأوضح ''برأينا لا تواجه أوروبا أي كارثة مرتبطة بهذا النزاع''· وزبائن جازبروم الأوروبيون أكثر تيقظاً الآن من مخاطر حصول اضطرابات ويقومون بتكوين الاحتياطات تحسباً· وبالنسبة لأوكرانيا فان خفض الإمدادات في مارس عندما تكون الحرارة خمس درجات مئوية فوق الصفر لا يطرح مشكلة مثل ما حصل في كانون يناير 2006 عندما كانت الحرارة 28 درجة مئوية تحت الصفر''· وتجدر الإشارة إلى أن جازبروم وأوكرانيا في خلاف منذ عام 2007 بشأن حجم فاتورة الغاز الأوكرانية والمبالغ التي يتعين على أوكرانيا دفعها مقابل كل وحدة وقود وكذلك المبالغ التي يجب على جاز بروم أن تدفعها مقابل نقل الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية، بالإضافة إلى ملكية احتياطيات الغاز لدى أوكرانيا، وعما إذا كانت الاموال التي تدفعها كييف لشركات التوزيع تحسب على جازبروم· وفي سياق متصل قالت بينيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي أمس الأول إن دول الاتحاد ''تحتاج فعلا'' لإمدادات غاز من الجزائر وتطوير شراكة استراتيجية في مجال الطاقة يعد من أهم الأولويات· وأبلغت فيريرو الصحفيين خلال زيارة للجزائر أن الاتحاد الذي يضم 27 دولة ويعتمد على روسيا في ربع إمداداته من الغاز يسعى إلى تنويع مصادر الطاقة· وقالت ردا على أسئلة في مؤتمر صحفي في أعقاب محادثات مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ''نحن نطور شراكة استراتيجية في مجال الطاقة وقد قررت اعتبار ذلك من أهم الأولويات''، وأضافت ''نجري محادثات بشأن مذكرة تفاهم عن الطاقة''· وتابعت ''نحن نحتاج فعلا للغاز· لدينا روسيا كمورد لكننا نسعى لتنويع مصادرنا''، ولم تورد تفاصيل عن ما تشمله المذكرة لكنها أضافت أن النفط والغاز من أهم أولويات الاتحاد الأوروبي في تعاملاته مع الجزائر التي وصفتها بأنها ''مورد يعتمد عليه''· والجزائر هي ثالث أكبر مورد للغاز للاتحاد الأوروبي ورقم 13 في توريد النفط