الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ندوة صون التراث.. شهرزاد تروي حكاية الحكاية الشعبية في معرض الكتاب

ندوة صون التراث.. شهرزاد تروي حكاية الحكاية الشعبية في معرض الكتاب
21 مارس 2009 00:53
أوصت الندوة في ختام أعمالها بابتكار مشروع عربي لتوطين التراث المعنوي في التعليم المدرسي الرسمي، والاستفادة في ذلك من تجارب الرواد، إضافة إلى استنباط نظرة وخطة ونموذج لتوطين هذا التراث مع مواصلة الدعوة الى ذلك لدفع القائمين على شأن التربية إلى قبول هذا التوطين، خاصة وأن الترويج للتراث المعنوي يأتي عن طريق ادراج الحكايات الشعبية في المنظومات التعليمية وتقديم الحكايات الشعبية والأغاني والألغاز والألعاب الشعبية بطرق تربوية تراعي خصوصية هذا التراث وتراعي الوسائط التربوية التي تجعل الطفل يقبل على التراث ويتفاعل معه تفاعلا إيجابياً· وأوصى المشاركون بضرورة تدريب الطلاب على كتابة القصص وأداء الأغاني والرقصات الشعبية، واستخدام التقنيات الحديثة في مجالات الاتصالات والإعلام بصيغته المقروءه والمسموعة والمرئية، وعمل نماذج من التراث غير المادي في شكل إلكتروني يستطيع الطفل تحميلها على الكمبيوتر· كما أوصت الندوة بالتأكيد على أهمية إصدار سلسلة قصص الاطفال المبنية على التراث وتوزيعها على المدارس ومكتبات الأحياء، وتكثيف مادة التراث المادي والمعنوي في الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة، وتنظيم مسابقات موسمية في المدارس والجامعات وتخصيص جوائز لتوزيعها على الأعمال الفائزة· كما أوصى المشاركون بتحويل الأبحاث التراثية إلى أعمال مسرحية· وشددت الندوة في توصياتها على تأسيس دار نشر للأطفال، وعقد مسابقة كل عامين لاختيار أفضل عمل (فني أو أدبي) يصلح لطباعته في كتاب مصور لحكاية شعبية عربية، إضافة إلى منح جوائز لأفضل اختيار لحكاية شعبية، وأفضل رسومات تصور هذه القصة أو الحكاية الموجهة للأطفال· ورفع المشاركون في الندوة برقية شكر وتقدير إلى معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، على الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة لإنجاح فعاليات الندوة، كما أشادوا بجهود دولة الإمارات في إحياء التراث· فجوة خطيرة وعقدت في اليوم الثاني جلستان، الأولى أدارها الدكتور هاني فيصل الهياجنة، والثاني سعيد بن سلطان البوسعيدي، وعرضت خلالهما خمسة أوراق هي: ''العلاقة بين الطفل والتراث·· الحكاية والأغنية الطفلية نموذجاً''، للباحث إبراهيم جمعة سند الذي قام بدراسة شاملة للحكاية وأسباب حضورها في الذاكرة الشعبية، موضحاً الأسباب التي تجعل الطفل يحب القصص الشعبية، ويقبل على القصص الخيالية· كما تحدث سند عن أغاني الطفولة وأسباب الحب الجارف لأغاني الأطفال رغم بساطتها في اللحن والكلمة ومستوى الأداء الفني، مستعرضاً أهم مميزات الاغنية الطفلية وهي البساطة والتلقائية والخيال الواسع فضلاً عن الوظيفة الاجتماعية التي تؤديها· وخلص سند إلى أن بين الاطفال والادب والفنون المعرفية فجوة خطيرة تزداد اتساعاً مع ازدياد المطالب الثقافية والعلمية للأطفال، مؤكداً أن الاطفال ''ليسوا عالة على المجتمع بل هم أمل العالم''· وجاءت الورقة الثانية أيضاً حول الحكاية الشعبية وحملت عنوان: ''تراثنا علم وأدب وفن'' للباحث عبد التواب يوسف التي كان همه رد الشبهات على ما يشاع حول التراث من كونه ''ورقاً أصفر'' أو ''خرافة'' بتبيان الجوانب العلمية وأنماط الإبداع الأدبي والفني في الحكاية الشعبية، معتبراً إياها عاملاً محفزاً أدى الى تحقيق الكثير من الاكتشافات العلمية التي كانت سابقاً من الخيال، موضحاً كيف استفادت المخيلة الغربية من العوالم الساحرة للقصص التراثية العربية خاصة ألف ليلة وليلة، مبرزاً الجوانب الجمالية في القص وثراء الخيال، خالصاً إلى أن تراثنا فن رفيع المستوى بالإضافة إلى عراقته· مصائر الفولكلور وحضرت ''شهرزاد'' ومأثورها الحكائي عبر ورقة العمل الثالثة: ''شهرزاد في عالم متغير··الحكاية الشعبية جنس فلكلوري لا يموت''، وفيها عالج البروفسور محمد المهدي بشرى مآلات ومصائر الفولكلور في ظل المتغيرات المتسارعة كالتمدن والطفرة الاعلامية الفضائية من خلال قراءة واقع السرد خاصة للحكاية الشعبية وما حاق بشهرزاد في ظل العولمة· وتقصي بشرى ''الحضور الشهرزادي'' في العديد من الدراسات والأعمال البحثية مؤكداً أن واحدا من أكبر الاخطاء التي وقع فيها العديد من الباحثين هي النظر الى الفولكلور بوصفه محض بقايا (survivals) تمخضت عن ثقافات آبدة· وفي نهاية ورقته خلص إلى القول: ''إن الحكاية الشعبية ستظل خالدة بخلود الحياة، وعلينا الحرص على توثيقها وحفظها، ويمكن للعولمة والثورة التقنية أن تساعد في هذا الامر وهو ما يحدث في بعض الاحيان، فأفلام الخيال العلمي ما هي الا علمنة للخيال الواسع وهي من الوسائل التي يمكن أن يعيش بها الفولكلور ويكون قريبا من مزاج الطفل في عصرنا إذ يمكن عرض هذه الافلام عبر مختلف وسائل التقنية الحديثة مثل جهاز الحاسوب، ويبقى السؤال: كيف يمكن حماية السرد التقليدي والحفاظ على خصوصيته في وقت أخذت العديد من الوسائط الحديثة العصرية خاصة السينما والتلفاز دور شهرزاد في الحكي· عوالم ورموز ''الرموز والعوالم الممكنة في الحكاية الشعبية (النظرية والتطبيق)·· الإمارات نموذجاَ''، هو عنوان الورقة التي قدمها الدكتور السيد الأسود الذي يرى أن افضل وسيلة لتفعيل الحكاية الشعبية بغرض ترويجها هو أن ننظر اليها على أنها نوع من الفعل الاجتماعي، وهذا يتطلب التركيز على العناصر الجوهرية المؤلفة للبناء القصصي واقترح خطوات عملية منها: تحويل الادب الشفاهي الى نصوص مكتوبة، ومراعاة التنوع في الشكل والاسلوب، ودمج الحكايات الشعبية ضمن الانشطة الابداعية في مراحل التعليم المختلفة، وترويج الرموز المحورية في الحكايات الشعبية، وابتكار اشكال ورسوم لها علاقة بمضمون الحكايات الشعبية، وتصميم مواقع إلكترونية خاصة بالحكايات الشعبية، واقامة مسابقات تنافسية بين المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية في شكل مشروعات لتقوية الدافعية نحو اعادة صياغة الحكايات الشعبية، ومقترحات أخرى وجدت صدى لها في التوصيات التي خرجت بها الندوة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©