الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صالح يتوسط لإنهاء الصراع الطائفي بين الحوثيين والسلفيين شمال اليمن

11 نوفمبر 2013 23:54
عقيل الحـلالي (صنعاء) - تدخل الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، أمس الاثنين، لإنهاء المعارك الطائفية في محافظة صعدة شمال اليمن، وذلك بعد ساعات من تجدد القتال بين الحوثيين الشيعة والسلفيين السنة غداة إعلان رئاسي هو الثالث لوقف الصراع المستمر منذ 30 أكتوبر المنصرم. وقُتل أكثر من 100 شخص، بينهم مدنيون، بمعارك عنيفة بين أقلية سلفية تتمركز في منطقة دماج جنوب صعدة، وجماعة الحوثي الشيعية المتمردة على الحكومة في صنعاء منذ تسع سنوات، والتي تسيطر على أغلب مناطق محافظة صعدة الحدودية منذ مارس 2011. وقالت مصادر في الجماعة السلفية في دماج ، إن وسطاء قبليين مبعوثين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وصلوا، مساء أمس الاثنين، على متن موكب كبير من السيارات، إلى بلدة دماج، مشيرة إلى أن وساطة صالح هي الأكبر منذ نشوب الصراع المسلح بين “الحوثيين” و”السلفيين” أواخر 2011، على خلفية تنازعهما مناطق جبلية حدودية. وأوضحت أن وفد وساطة الرئيس السابق وصل بمعية “مراقبين من الجيش” سيتم نشرهم في المناطق المضطربة، بموجب اتفاق المصالحة بين “الحوثيين” و”السلفيين” الذي أُبرم في 22 سبتمبر الماضي، برعاية الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي. وكان هادي اُنتخب، أواخر فبراير 2012، رئيساً مؤقتاً لليمن خلفا لسلفه المخضرم، علي صالح، الذي أجبر على التنحي تحت ضغط الشارع، وبموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية في 2011. ولفتت إلى أن مبعوثي الرئيس صالح، الذي مايزال يحافظ على جزء كبير من نفوذه السياسي والقبلي في اليمن، التقوا فور وصولهم زعيم الجماعة السلفية، الشيخ يحيى الحجوري، وعددا من وجهاء وأعيان منطقة دماج”، الواقعة على بعد سبعة كيلومترات من مدينة صعدة، معقل الجماعة الشيعية المذهبية. وبدت المصادر متفائلة بإمكانية نجاح وساطة الرئيس السابق في إنهاء الصراع المذهبي في شمال اليمن بعد أن انهار قرار وقف إطلاق النار ثلاث مرات في ظل اتهامات متبادلة بين الجماعتين الدينيتين المتصارعتين حول الجهة المسؤولة عن خرق الهدنة. وتعد جهود صالح لإنهاء الصراع الطائفي المتفاقم في شمال البلاد أول نشاط سياسي غير حزبي له منذ تنحيه بعد قرابة 34 عاما من السلطة. وكان شخص قُتل وأصيب آخر، صباح أمس، بتجدد القتال بين “الحوثيين” و”السلفيين” في منطقة دماج، غداة إعلان اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء الصراع المذهبي في صعدة وقف إطلاق النار تمهيدا لنشر مراقبين من الجيش في المناطق المضطربة. وقال سكان محليون ومسؤول إعلامي في الجماعة السلفية، لـ”الاتحاد”، إن المقاتلين الحوثيين قصفوا بقذائف هاون ورشاشات ثقيلة مناطق متفرقة في بلدة دماج، مشيرين إلى أن القصف استهدف خصوصاً منازل قريبة من مركز “دار الحديث” لتعليم العلوم الشرعية، والذي يقصده سنويا مئات الطلاب بعضهم يأتون من بلدان عربية وأجنبية. وقالوا إن شخصا قتل وأصيب آخر برصاص قناصة جماعة الحوثي، التي درجت مؤخرا على اتهام السلفيين في دماج بتجنيد آلاف المقاتلين الأجانب للاستعداد لمهاجمتها. وقال متحدث باسم الجماعة السلفية إن القتيل، واسمه عبدالسلام السماوي (25 عاما)، هو طالب في مركز “دار الحديث”، لافتا إلى أن الجريح، واسمه عبدالله الخولاني (16 عاما)، هو أيضاً ملتحق بالدراسة في المركز الديني السلفي. واتهم المتحدث، عبدالقادر الشرعبي، “الحوثيين” بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وقال :”لم يتوقف القصف على دماج منذ مساء الأحد”، محملا الجماعة الشيعية تبعات هذا “العدوان”. إلا أن جماعة الحوثي، التي نصبت في مارس 2011 حاكما إداريا لمحافظة صعدة، حملت الأقلية السلفية مسؤولية تجدد القتال، حسبما أفاد متحدث باسمها في صنعاء لوكالة فرانس برس. وقال المتحدث، فيصل احمد قائد حيدر، إن “المعارك استؤنفت بعيد الإعلان عن هدنة من جانب اللجنة الرئاسية”، موضحا أن اللجنة طالبت القوى المتنازعة بسحب مسلحيها من “المواقع التي يحتلونها لإعادتها إلى الجيش، إلا أن السلفيين رفضوا التسليم”. وأعلنت الجماعة السلفية مؤخرا رفضها الانسحاب من جبل “البراقة”، المطل على بلدة “دماج”، قبل انسحاب الحوثيين من المواقع التي يسيطرون عليها إلى الدولة والجيش. وكان موكب رئيس لجنة الوساطة الرئاسية، يحيى أبو إصبع، تعرض الليلة قبل الماضية، لإطلاق نيران من جهتين مختلفتين، دون أن يسفر عن وقوع إصابات، حسب وسائل إعلام يمنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©