الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منطقة العيينة بالفجيرة تحولت إلى مقصد للزيارة والإقامة

منطقة العيينة بالفجيرة تحولت إلى مقصد للزيارة والإقامة
16 نوفمبر 2011 00:12
أكد عبدالله بن علي بن محمد الزيودي أحد أعيان منطقة العيينة في الفجيرة أن هناك تحولاً سريعاً شهدته هذه المنطقة، بعد أن كانت مجرد أماكن مجهولة على الخريطة الجغرافية إلا على سكانها، إلى أماكن أصبحت مقصداً للزيارات والإقامة والزراعة وإقامة المشاريع التجارية منها أو الصناعية. وقال إن ذلك بفضل رعاية واهتمام حكومة الإمارات منذ بزوغ فجر الاتحاد، على يد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حيث وضع رحمه الله اللبنة الأولى لاتحاد دولة الإمارات. أشار عبدالله بن علي بن محمد الزيودي إلى أنه بدأت منذ يوم الثاني من ديسمبر عام 1971 مسيرة البناء والنهضة التي لم تتوقف منذ وقتها حتى الآن، حيث يحمل راية تقدمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وبجانبه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. المياه العذبة وقال الزيودي إن منطقته الواقعة قرب مدينة دبا، كانت تشتهر قديماً بالمياه العذبة، لذلك ازدهرت بالزراعة، وبعد قيام الاتحاد تم إنشاء سد في قرية الحلاة، وهو من السدود التي أقيمت على نفقة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وقد سمي سد البصيرة، وتتجمع فيه مياه الأمطار التي تنزل من الجبال وتمر من أودية الطيبة والصومدي وعشامة والحلاة، بالإضافة إلى ثمانية أودية أخرى، حيث تتجمع الأمطار التي كانت تستمر قديماً في السقوط لفترة تتراوح بين عشرة إلى عشرين يوماً، لذا فالمنطقة بيئة زراعية يحرص الكثير من أهلها على العمل بالزراعة، واستثمارها بشكل جيد، حيث تحوي العديد من الثمار والنخيل المثمرة الى جانب أشجار الليمون والمانجو والرمان والتوت، وغيرها من أنواع الحمضيات والفواكه المختلفة. ومن ذكريات عبدالله الزيودي أنه كان قبل الاتحاد قد قام بزيارة عديدة للبلدان والمناطق المجاورة، زادت خبراته في الحياة، وأعطته الكثير من معارفها، وعرف بين قومه بالزود والشجاعة، مشيراً إلى أن تلك كانت وقت بداية مرحلة اتحاد الإمارات التي حملت معها البشرى بالخير الوفير، حيث ظهرت سريعاً حكمة القيادة الرشيدة في استغلال ثروات البلاد في توفير الحياة الكريمة للمواطنين في شتى أنحاء الإمارات، وتعددت زياراتهم الميدانية وكانوا يتلسمون احتياجات أبناء شعبهم بأنفسم، وبالتالي. حكمة القيادة ويكمل الزيودي إن الامارات أصبح لها شأن لأسباب عدة من أهمها قيام الاتحاد، وحكمة القيادة الرشيدة بأن تكون الإمارات صفاً واحداً من أجل توحيد الكيان في دولة واحدة، والسبب الثاني أن خيرات الدولة تم توجيهها لأجل خدمة الوطن والمواطن، وكان تأسيس البنية التحتية أحد أهم منجزات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث لم يدخر وسعا في تسخير أموال الدولة وخيراتها لإنجاز شبكة من الطرق قصرت المسافات، ووفر الآلاف من الوظائف لأجل أن يبدأ البناء، وأن تحظي كل أسرة بالحياة الكريمة. كما تغير حال الكثير من المرضى وأصبحت لديهم الفرص للعلاج، بينما كان يموت المئات في الماضي، إما لأن الطريق إلى أقرب مستشفى غير معبد، وربما يغلق بسبب الأمطار، فيتوفى الرجل أو تموت المرأة الحامل أثناء الولادة، لأن المنطقة ليس بها أي مراكز أو عيادات صحية قريبة. نهضة التعليم وفيما يتعلق بالتعليم ذكر الزيودي أن أبناء جميع المناطق دون استثناء كانوا يعتمدون على الحرف اليدوية والمهن المختلفة التي تتوفر في إطار مناطقهم، ولم تكن هناك مدارس تستوعب أبناءهم، ولذلك فالطالب الذي كان يتعلم فإن أهله يخرجونه من المدرسة بعد الإبتدائية أو الإعدادية لأجل أن يعمل ويساعد والده في تحمل أعباء المعيشة، ولكن بعد حملات التوعية المتعلقة بالتعليم، تغير الحال وكثر بناء المدارس وأقبل عليها أبناء المواطنين ينهلون من علومها، حتى أولئك الرجال الذين لم يكملوا تعليمهم، وتركوا الدراسة للعمل قد أتيحت لهم الفرصة من أجل إكمال تعليهم عن طريق المراكز المسائية، وحصل الكثير منهم على الماجستير أو الدكتوراة. ويهوى عبدالله الزيودي مشاهدة قطع الآثار، لذلك هو دائما ما يجد نفسه متجها إلى المناطق الأثرية، حيث يخبرنا إن الامارات تشتهر بالآثار المرتبطة بحضارات مختلفة، لأنها كانت ولا تزال تشكل مرافئ ومواني لطرق التجارة من اوروبا إلى اسيا والعكس، مشيراً إلى أن رجال الامارات من الخبراء في الطرق وخبايا المناطق الصحراوية. ويتذكر الزيودي أن والده كان قبل قيام الاتحاد وتقريبا في الأربعينيات، يذهب به ضمن القافلة في رحلات إلى الفجيرة ودبي و الشارقة وعجمان، وكانت أقل رحلة تستغرق ستة أيام في الذهاب والعودة، وهو لايزال يذكر تلك الرحلات إلى قمم الجبال لجمع العسل وصيد الوعول والضباء وأحيانا يتم صيد الوحوش التي تغزو القرية وتهاجم المواشي والطيور. مدينة دبا ويعود عبدالله الزيودي للحديث عن مدينة دبا التي تضم مناطق عدة ليخبرنا عن أهم ما اشتهرت به، وهو موقعها الاستراتيجي الذي جعلها من أشهر مواقع صيد السمك في العالم، لذلك اشتهرت ببيئتها الخصبة المليئة بالأصداف البحرية الكبيرة، والتي يصنع منها الخزف والنقوش التي تزين المباني، وتصنع منها الأزرار الخاصة بالملابس وغيرها من الاستخدامات التي كانت تدخل في الصناعات الأوروبية في العصر القديم . وأضاف: لتجارة الأصداف في دبا قديما أصول وقواعد تتبع حيث كانت تباع بالوزن، ويصل سعر المن حينذاك حوالي 25 روبية، وكانت السفينة تجلب في رحلة واحدة حوالي من ألف إلى ألف وخمسمائة من الأصداف، وكان المن الواحد من تلك الأصداف يساوي حوالي حوالي 4 كيلوجرام. وقال إن تلك المرحلة ربما تكون قد مضت إلى عمق الماضي، حيث أصبح الآن للإمارات شأن آخر في مجال التجارة والتصدير، فتوجد العديد من البضائع التي تصدر للخارج، كما أصبحت طرق التجارة وأساليبها أسهل بكثير من الماضي، ففي خلال 24 تصل البضائع إلى أصحابها التجار، وهم يرشفون فنجان القهوة في مكاتبهم أو مجالسهم عبر طائرات الشحن، التي تنافس في أعدادها الطائرات التي تقل المسافرون من وإلى الامارات، إلى جانب البواخر التي تملئ الموانئ بالبضائع الصادرة والواردة. وولد عبدالله بن علي بن محمد الزيودي في قرية العيينة، وسط حياة لا تعرف الضوضاء ولاكثرة الأنوار، حيث لاتوجد آلات وأجهزة، ولم تكن هناك خدمات كهربائية أو مائية، فكانت الأصوات المألوفة هي للبشر والمواشي والدواجن التي ترتع من حولهم، وكان والد عبدالله يعمل قائداً على قوافل من الإبل التي يرحل بها إلى أماكن كانت تعتبر بعيدة. وكانت الطرق محفوفة بالمخاطر، وقد كان والد عبدالله رحمه الله، يتاجر ببيع وشراء المنتجات، كما كان يؤجر الركاب أو النوق للآخرين، ليوصلهم مع بضائعهم إلى الإمارات الأخرى البعيدة من موطنة، المستقر وسط جبال الفجيرة ووسط قرى دبا. قرية الحلاة ويضيف الزيودي: انتقلت الأسرة فيما بعد إلى قرية الحلاة الواقعة مابين الفجيرة وحبحب على سد الذي أنشئ في وادي متسع، وتحيط بهذه القرية جبال ومزارع تضج بأشجار النخل بأنواعه الكثيرة والشهيرة مثل الخلاص والنغال وبومعان، ويزرع أهل المنطقة البصل والبطاطا الحلوة الفندال وكانوا يزرعون الغليون، وعمل الأهالي في مهن مختلفة كالرعي والزراعة، كما كانوا يهتمون بالإبل التي كانت تشكل عاملا أساسيا في حياتهم. ويخبرنا عبدالله أن الزيود من القبائل الشهيرة التي استوطنت الأماكن الجبلية، والأراضي الواقعة حول الأودية أو الأراضي الجبلية المنبسطة، كما توجد كثيراً من الأسر التي تنتمي لهذه القبيلة في مناطق كثيرة من الدولة، بحكم تحول الأجيال الجديدة إلى العمل في المدن، بعد أن انضم رجالها وشبابها للعمل في المجالات العديدة إثر قيام الاتحاد، وتشتهر منطقته بوقوعها قرب مدينة دبا التي يكثر فيها الصيد، وتصدير الأسماك إلى الدول المجاورة وداخل الدولة.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©