الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بالفيديو.. الفنان جمال سليمان: رحيل الأسد هو الحل

10 نوفمبر 2015 21:24

نبرة من الحزن والاستياء لما آلـت إليه الأوضاع السورية.. تكتسي صوته حينما يتحدث عن سوريا. وبانفعالِ غاضب لا يخلو من الأمل، يعرب عن تطلعه لإيجاد حلول سياسية للأزمة، واصفاً المشهد من خلال صور الأطفال السوريين، وأبرزهم صورة «إيلان»، على الشواطئ التركية التي هزت مشاعر العالم، فـكونه فناناً لا يمنع الجالس معه أن يشعر بأنه سياسي ودبلوماسي محنك علمته الأيام والتجارب.

الفنان السوري جمال سليمان عضو وفد لجنة متابعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، أكد أن من أولويات مصر والخليج وحدة وتماسك الشعب السوري، مؤكداً على ضرورة التغيير الجذري الديمقراطي في سوريا، ومطالباً بضمانات إقليمية ودولية للحل السياسي وعدم قبول مباديء الانتقام أو المحاصصة.

خلال حواره مع "الاتحاد".. أكد على أهمية محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وأن الجميع ستنهكه الحروب ويجلس إلى طاولة المفاوضات، واصفاً داعش بأنه الخطر الذي يهدد المنطقة.

 ما خفايا لقاء وزير الخارجية المصري مؤخرا ووفد المعارضة السورية بالقاهرة؟ - تبادل لوجهات النظر حول مجريات الأحداث خاصة بشأن التحرك العسكري في سوريا، وحول اجتماعات فيينا من نقاط احتوت أفكاراً هامة تتفق مع مخرجات مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، ومصر متمسكة بوحدة التراب السوري والعملية السياسية لإيجاد حل سياسي للقضية السورية بما في ذلك الاحتمالات القادمة للعملية على المستويين الإقليمي والدولي.

 ماذا الذي طالب الوفد السوري المعارض به خلال اللقاء؟

- بداية، أكد الوزير المصري أن الدولة المصرية ستقف دائماً بجانب بناء الدولة الديمقراطية، ومن جانبنا كوفد للمعارضة أكدنا التزامنا بمخرجات مؤتمر القاهرة والتي تركز بشكل أساسي على التغير الجذري والشامل، فسوريا وطن للجميع بصرف النظر عن انتماءات أهله  السياسية، وأكدنا أيضاً على قيم المواطنة وأن تتم العملية السياسية بتفاوض كل الطوائف ما عدا تلك المصنفة بأنها إرهابية. والتأكيد كذلك على أهمية محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وهذا ما أكد عليه الجانب المصري والبيان الذي صدر عن اجتماعات فيينا.

 هل الجانب المصري واضح في مسألة «التغيير الجذري الديمقراطي»؟-

- هناك تطابق في وجهات النظر، والإخوة في مصر متفهمون لسبل ممارسة الحل السياسي العادل، الذي يحقق الإطار والبيئة التي تجعل السوريين يصطفون لمحاربة الإرهاب لإنقاذ البلاد منه. والموقف المصري واضح وداعم للمطالب المشروعة للشعب السوري، ولا يمكن أن يكون هناك نصف حرية ونصف ديمقراطية ونصف دستور ، فالديمقراطية سيدها الدستور وإرادة الناس في اختيار ممثليهم وليس نظاماً ديكتاتورياً.

في المواقف الجادة يعتبرون أن هناك مبادئ أساسية يجب العمل عليها ولا يعتمدون فقط علي بقاء بشار أو عدم بقائه، فهو أمر متروك للسوريين وحدهم، ونتفق مع الإخوة المصريين في ضرورة وحدة سوريا وبناء مؤسسات الدولة ومنع التفكك، فالجيش السوري ضمانة أساسية في الحل السياسي، وإذا لم يكن هناك جيش فمن يحمي سوريا من كل التنظيمات الإرهابية والمقاتلين الغرباء.

 المشهد كله حروب في سوريا .. فكيف تتم المفاوضات في ذلك المناخ السياسي والأمني؟

- مما هو معروف أنه لايمكن الدخول في المفاوضات وأنت لديك شروط من هذا النوع، ومن أجل مستقبل سوريا الديمقراطي على النظام أن يثبت خلال المفاوضات أنه يعلي المصلحة السورية، وأنه حريص على البلد أكثر من حرصه على البقاء في السلطة، وإنقاذ البلاد ووقف الحرب.

وكذلك يجب محاربة الإرهاب وإعادة تشكيل الاصطفاف الوطني لكونها مسألة هامة مع ضرورة إلغاء البيئة الحاضنة للتنظيمات الإرهابية والتطرف، وذلك كله لا يتم إلا من خلال الحل السياسي.

وفي نفس الوقت، يجب أن يكون الحل العادل مستنداً لضمانات إقليمية ودولية لكل الأطراف، وألا يتم أي إقصاء لأي فئة اجتماعية على خلفية قومية أو طائفية، مع اليقين بأن سوريا لن تقبل بأي حال من الأحوال مبدأ الانتقام أو المحاصصة الطائفية لأن «لنا في العراق مثالاً مؤلماً»، حول المحاصصة وهذه النقاط يتفق معنا الإخوة المصريون حولها بشكل إيجابي.

ونشكر كل الأصدقاء والأشقاء الذين يدعموننا سياسياً من أجل المطالب المشروعة للشعب السوري في أن يعيش في ظل نظام ديمقراطي سليم.

 اختفت فجأة تظاهرات الشعب السوري التي بدأت مع ثورته 2011.. هل تسلل الإحباط الى نفوسهم؟

- أعود إلى المشهد منذ بداية الثورة، على الرغم من العنف والقتل إلا أن عشرات الآلاف من السوريين خرجوا في مظاهرات سلمية في البداية لم تطالب بإسقاط النظام وطالبت بالإصلاح الديمقراطي، إلا أن استخدام العنف ضدها جعلها تفقد الأمل في أن تجد آذاناً صاغية وأدت إلي مطالبات بإسقاط النظام ومزيد من العنف والقتل والاعتقالات ضدهم.

شيئاً فشيئاً بدأ يظهر السلاح من جانب قوى المعارضة والرد على العنف بالعنف، وأفلتت الأمور من أيدي الجميع، لا أحد يطمئن أن السلاح سيكون بالأيدي الوطنية فقط، ولا أحد يطئمن لكونه يستخدم لخدمة القضية السورية، وكثير من المؤشرات على أن النظام كان سعيداً بهذا المشهد لأنه أراد للثورة أن تظهر «عنيفة» واستحسن أن تنطبع بطابع إسلامي متشدد، مما طرح علامات استفهام وأخرج السوريين  من ساحة الصراع، وأصبحت الكاميرات ترصد القتل المتبادل ما بين مسلحين بعضهم وطني والآخر جاء لخدمة أجندات غير سورية والنظام.

كل ذلك أدي إلى الحراك الشعبي السلمي، يجب ألا تنسى أن آلاف الشباب السوريين المدنيين السلميين الذين لم يمتلكوا إلا حناجرهم مطالبين بالحرية، هم الآن قابعون في السجون أو في القبور أو هاجروا إلى أصقاع الدنيا، وما نزال حتى الآن نسمع أخباراً مؤلمة عن تنظيم داعش والإعدام بحق كثير من الناشطين الذين ضحوا بكل شيء من أجل حرية سوريا.

 لكن ماذا عن "الأمل" السوري؟

- ليست الدماء وحدها فقط هي التي تضيع سدى وإنما أيضاً «الأمل» يبدأ بالتلاشي، وظهر ذلك مع موجات الهجرة الكبيرة، فقد كنت في ألمانيا وزرت مراكز اللاجئين واستمعت إليهم، فالشيء الوحيد الذي دفعهم للعيش بالمراكز هو فقدانهم الأمل، فالكثير ليس معارضاً ولا موالياً، فهم مجرد سوريين يريدون لأطفالهم أن يعودوا إلي مدارسهم سالمين».

وقد صبر السوريون 5 أعوام، متمسكين بالأمل، معتقدين أنه سيأتي يوم للحوار السياسي الوطني الذي يعيد سوريا للوقوف على قدميها .. ولكن عبثاً.

 المفاوضات السياسية لا تجدي نفعاً مثلما أثبتت التجارب.. ما رأيكم في الحل العسكري؟

- في أي حرب ينتهي الوضع بالجلوس إلى طاولة المفاوضات ولكن العبث في طول أمد هذه الحرب وتكاليفها سيذهب الجميع إلى الطاولة منهكين.

 هل تؤمن بنظرية المؤامرة وأن "داعش" صناعة مخابراتية؟

- تنظيم داعش هو صناعة جهات متعددة وهو لغز محير وليس من المنطقي أن ترجعه لجهة واحدة، وأعترف شخصياً بنظرية المؤامرة، والتاريخ أثبت ذلك.

ولا تخرج المؤامرة عن ما يحدث داخل منطقتنا العربية وهي استغلال ظروف الغير لتحقيق منافع، لكن لا بد من مواجهتها بأنفسنا وأعتقد أننا أعنا المؤامرة على أنفسنا.

  وماذا عن التدخل الروسي وقصف الطائرات الروسية في سوريا؟

- قبل التدخل الروسي كان التحالف الدولي وقصفت طائراته مواقع مختلفة، ولا يمكن الاعتراض عليه ما دام لمحاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وأخطرها "داعش" الذي ليس خطراً علي سوريا وحدها وإنما يمثل خطراً إقليمياً، وبدون المفاوضات ستبقى الأمور مجرد حرب مفتوحة علي احتمالات لا منتهية.

وبعد التدخل الروسي، لم يلمس العالم ولا حتى روسيا تغييراً جوهرياً قد حصل، والمنطق يقول إنه اذا لم يحقق الروس انتصاراً سهلاً في سوريا فلن يتم منحهم ذاك الانتصار، وهناك فرق شاسع بين كلام المنابر الدبلوماسية وما يجري على الأرض.

لكنكم كنتم تؤيدون نظام بشار في البداية؟

- كنا متحمسين لبشار شخصياً.. في بداية حكمه، ولم أكن دائماً أميل للنظام السياسي، ولا يمكن أن أكون استبدادياً إقصائياً، وكنت مثل كثيرين من السوريين يرون مع وفاة حافظ الأسد عصراً انتهى «بماله وما عليه».

وأنه لا يمكن لأي شخص آخر أن يحكم سوريا بالطريقة التي حكمها حافظ الأسد، وعندما بدأ بشار بالصعود كنت واحداً من المؤيدين لصعوده بناء على مشروعه الذي أعلن عنه وهو الإصلاح السياسي.

المشكلة الأساسية أن بشار تنكر لهذا المشروع وبالتالي تآكلت قاعدته الشعبية، فسوريا نظامها جمهوري وليست وراثية، وإذا جاء شاب إصلاحي يحمل مستقبلاً جديداً لسوريا سنكون معه، إلا أن الأمور سارت بما لا تشتهي السفن، وحصل التباعد الشديد مع الشعب وتوج الأمر مع ما يسمي  بالربيع العربي، فخرجوا رغم النظام الأمني الشديد وتم قمعهم بدلاً من الاستماع إليهم.

ومع مطالب الحوار الوطني ورسم ملامح جديدة، ووجود بشار شخصياً كجزء أساسي &ndash آنذاك &ndash حتى هذه الفرصة تم إهدارها للانخراط في هذا الحوار ورسم المصير المشترك، إلى أن وصلنا لما نحن عليه الآن.

صورة إيلان المأساوية هزت العالم بأجمعه .. ماذا شعرتم حينها؟

- قبل صورة إيلان على الشواطئ التركية كانت هناك آلاف الصور الكثيرة لمعاناة الأطفال السوريين الذين يموتون تحت ركام بيوتهم مع ألعابهم، لكن صورة إيلان كانت الجرس الذي أراد أن يقرعه الإعلام الغربي فيما يتعلق بمسألة الهجرة.

وبرز سؤال عن ضمير العالم في هذه المأساة وتم الاهتمام بصورة الطفل السوري، ولم تحظ صور الأطفال الآخرين بذاك الاهتمام.

ما رأيكم في مسألة أزمة أوروبا وتعاملها مع ملف اللاجئين؟

- لا شك أن مسألة اللاجئين وضعت أوروبا في مأزق شديد ووضعت مبادئها الإنسانية على المحك، وبالتالي نشأ ذلك الصراع الكبير بين المصلحة والمبدأ ومحور النقاش داخل برلمانات وصحافة تلك الدول، ولا شك أن بعض الدول الأوروبية تعاني أزمات اقتصادية حادة وقد لا تسطيع هذه الدول أن تتسق مبادئها على حساب مصالحها.

خلال لقائي باللاجئين بألمانيا، سمعت كثيراً أنهم يتوقون للعودة إلى سوريا في حال أن الحرب توقفت، واستطاعوا ضمان حياتهم وحياة أطفالهم.

هل المسلسلات السورية خدمت النظام السوري؟

- الدراما السورية منذ نشاتها كانت تنويرية وتطرقت لقضايا النضال الوطني، وعلى الرغم من تفاوت فترات متباينة لهامش حرية التعبير إلا أن الكاتب والفنان السوري عبر كل تلك المراحل استطاع أن يبقى مخلصاً في انحيازه للناس ولقمة عيشه.

وكانت هناك أعمال تمثلت بالجرأة وأخرى طرحت تلك الأفكار على استحياء، ولم تكن منحازة أبدا للنظام، وما تزال الدراما السورية قادرة على إنتاج أعمال تسير على نفس النهج رغم كمية التفاهة الموجودة.

 هل الدراما التركية والهندية بدأت في سحب البساط من الدراما المصرية والسورية؟

- تنافسها بالطبع، وأعتقد أن هناك عدة أسباب بعضها متعلق بمزاج المشاهد وليس بمستوى الأعمال نفسها، والآخر متعلق بنوعية الأعمال لاشك أن الإنتاج كبير نسبياً ومواقع التصوير مميزة والقصص بسيطة، وبالتالي كان المشاهد أمام صور مختلفة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©