أقامت المديرية العامة للآثار اللبنانية معرضاً في القاعة السفلية من المتحف الوطني، عرضت فيه مجموعة متنوعة من القطع الأثرية من مختلف الأنواع، تراوح بين فخاريات وخزفيات وحُلي من الذهب وقلادات وآنية مطلية ومزخرفة مثل الكؤوس وفناجين القهوة ولوحات من الفخار المطلي وغيرها، تؤرخ للفترة الممتدة من الحقبة الإسلامية حتى العصور الحديثة·
وسط القاعة التي جهزت حديثاً وضعت واجهات زجاجية تعرض قطعاً أثرية مجموعة وفراداً، تضم إحداها غليوناً مكوناً من إناء صغير ومقبض قصير يمثل نموذج الغليون الشعبي في المناطق العثمانية، يعود إلى القرن التاسع عشر، وقد عثر عليه في حفريات وسط بيروت· وإلى جانبه نبتة التبغ التي اكتشفت في القرن السادس عشر وانتشرت بسرعة في أوروبا والشرق الأوسط، ودخلت إلى المدن الساحلية بواسطة البحارة البرتغاليين· ويقال إنها وصلت إلى لبنان نحو عام 1625 ميلادية خلال حكم الأمير فخر الدين·
وإلى جوارها يعرض إناء للمساحيق والبهارات من العصر المملوكي المزين بالزهور وأشكال البط· وفي المقابل قلادة مع كتابة عربية تقول: ''عز دائم وإقبال لصاحبه''· وقد طليت القلادة بالذهب والتي تعود إلى القرن الثالث· وهناك فنجان قهوة من الفخار المطلي من القرن التاسع عشر من حفريات بيروت، والذي كان يصنع في تركيا· وأيضاً هناك كأسان من الفخار المطلي المزخرفان بواسطة تقنية السغرافياطو، حيث ينقش أولاً الزخرف على الطلاء ثم يغطى بعد ذلك بطلاء أصفر وتزاد عليه لمسات من الدهان البني والأخضر اللون·
وتلفتك لوحة من الفخار المطلي تعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر وجدت في صور تظهر أسداً شكله خرافي، إضافة إلى مطرة فخارية مزخرفة تعود إلى القرن الثالث عشر من صور، وأعطيت اسم مطرة الحاج· كما تتوزع عشرات غيرها من المعروضات تروي كلها تطور الصناعات الحرفية وأساليبها وطرقها وانتقالها من بلد إلى آخر على ضفتي البحر المتوسط وتأثرها بطابع كل واحد منها، وتبرز بالتالي التراث المادي المشترك الذي يجمع هذه البلدان·
وإلى جانب كل هذا، أقيم معرض بعنوان ''الزجاج في القدم'' يبرر تقنية نفخ الزجاج التي اعتبرت ثورة في حينه؛ لأنها سمحت بتنويع الإنتاج خصوصاً تكثيفه· وقد انطلق بعض الحرفيين من صيدا المدينة الجنوبية اللبنانية إلى روما بين القرنين الأول قبل الميلاد وبعده حيث فتحوا متاجر لبيعه·
وعُرض في أنحاء المعرض نحو أربعين قطعة من الزجاج تتوزع على واجهات المعرض، والتي تعود إلى الحقبة الممتدة بين القرنين الخامس قبل الميلاد والرابع الميلادي· واكتشفت في معظمها مع حفريات وسط بيروت الأخيرة، وبعضها من مقتنيات المتحف التي تتنوع بين آنية مختلفة الأحجام والأشكال متعددة الاستعمالات، والتي تظهر تقنية الزجاج المنفوخ وتطورها عبر العصور·
عدد اليوم
