السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بلال البدور يستعرض محطات ثقافية في تاريخ الإمارات

بلال البدور يستعرض محطات ثقافية في تاريخ الإمارات
15 نوفمبر 2011 14:17
استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول بلال البدور المدير التنفيذي لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في محاضرة بعنوان «أربعون عاما من الثقافة في الإمارات» أدارتها الشاعرة جميلة الرويحي عضو مجلس إدارة الاتحاد مسؤول النشاط الثقافي. وتوقف البدور في محاضرته عند العديد من المحطات المفصلية في تاريخ الثقافة في الإمارات بوصفها تاريخا اجتماعيا يتقاطع مع الأوضاع التاريخية والسياسية التي مرّت بها دولة الاتحاد وما بعده والفرق بينهما. واستهل البدور حديثه بالإشارة إلى أنه، وبمناسبة مرور أربعين سنة على تأسيس الاتحاد، ينبغي التوقف كي ندرك أين كنّا وإلى أين سرنا وأين وصلنا الآن، متمنيا لو أن بين الحضور شبانا من الجيل الجديد الذي ما تزال الكثير من مناطق التاريخ الإماراتي مجهولة بالنسبة إليه، ليختار بعد ذلك الدخول إلى موضوعه من بوابة المعرفة. وهنا رأى البدور أن المعرفة وتراكمها هي نتاج التعليم الذي يمثل الركيزة الأساسية في اكتساب الثقافة، ثم تطرق إلى تاريخ التعليم خلال النصف الأول من القرن الماضي حيث كان التعليم التقليدي هو السائد ثم التعليم النظامي وشبه النظامي’ حيث استمرت هذه الأنواع من التعليم متجاورة حتى العام 1953 حين بدأ التعليم الحديث ليمثل تلك المرحلة التي شكلت إرهاصا للنقلة المعرفية التي أسست للمنجز الثقافي. ثم تطرق البدور إلى التعليم بدءا من الخمسينيات وحتى تأسيس الاتحاد بالتجاور مع الحراك الثقافي الذي كان سائدا آنذاك والذي أسهم في بلورته أبناء الإمارات العائدين من دول عربية وأجنبية بعدما فرغوا من اكتسابهم شهادات متقدمة، لكن البدور أكد أن المؤسسية لم تظهر في تجربة التعليم في الإمارات إلا مع نشأة الدولة مترافقا مع نشأة مؤسسات معنية بالعمل الثقافي بمستويات مختلفة: كالمؤسسات الإعلامية والثقافية التي أنشأتها الدولة وظهور أخرى مقابلة لها على المستوى المحلي لكل إمارة والمؤسسات الأهلية كاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات وكذلك المعنية مباشرة بالعمل الثقافي كالتشكيليين والمسرحيين وسواهما، وأيضا المؤسسات الثقافية التي أنشاها أصحاب رؤوس أموال مثل العويس وجمعة الماجد وبرزت على مستوى الوطن العربي، حيث ساهمت هذه المؤسسات جميعا في إثراء المشهد الثقافي’ مشيرا إلى أنه من الممكن لو أقامت هذه الجمعيات والمؤسسات نشاطا واحدا في الأسبوع فإن القصباء ستشهد 13 فعالية ثقافية أسبوعيا ما يغني المشهد الثقافي ويثريه بالمزيد من الطاقات والمواهب المخضرمة والشابة. أما عن الإعلام بوصفه أداة لترويج الثقافة بين مختلف أوساط وشرائح الجمهور أشار البدور إلى «إننا كنا نتخاصم مع هذه المؤسسات لكننا سرعان ما نعود لنتصالح، لكن نبقى نطالب الإعلام بدور أكبر في دعم الثقافة والمؤسسات القائمة عليها». في هذا السياق الإعلامي – الثقافي، استعاد البدور ذلك الزمن، بكل جماليته وطرافته، عندما ظهر الراديو وبدأ يشيع في أوساط الناس هنا وهناك، وحكايا محاولات إعادة اختراعه من قبل بعض الإماراتيين المولعين بالالكترونيات ممن لديهم القليل من المعرفة بهذه المهنة، ففي واحدة من هذه الحكايا اشتكى الانجليز من إحدى الإذاعات التي تشوش الإرسال على سفنهم فما كان إلا أن عُهِد للرجل بتأسيس أول إذاعة في دبي، وكذلك عددا من حكايا الإذاعة في المقاهي التي كان يأتي إليها الشعراء’ حيث كان الاعتقاد السائد أن السبب في وصول الصوت عبر الإذاعة هو ضخامة الصوت البشري ما دفع احد أصحاب المقاهي إلى إدخال أصدقائه الشعراء في برميل ليطلب منهم قراءة أشعارهم فيتضخم صوت الواحد منهم وهكذا يتحدثون للجمهور عبر إذاعة محلية. غير أن هذه الحكايا قد تخللها الحديث عن النشأة الجادة لمحطات إذاعية محلية واتحادية رسمية. ومن بين المحطات الأخرى البارزة التي توقف عندها البدور كانت حركة الطبع والنشر، فأشار إلى أن كلفة طباعة كتاب في العام 1963 كانت تفوق بكثير ثمنه وكذلك شهد العام 1968 طباعة أول ديوان لشاعر إماراتي وكان بعنوان حصاد السنين. فلاحظ البدور أن حركة النشر تجاوزت المطابع إلى المؤسسات الثقافية غير أنه أكد غياب ذلك النوع من المؤسسات القائمة على الطباعة والنشر تحديدا وليست جهة للنشر أو سداد تكاليف الطباعة تحديدا فتسهم في توزيع الكتاب الإماراتي في الوطن العربي إذ أنّ الكاتب الذي لا يقوم بتوزيع كتابه مجانا على زملائه فإنه سيبقى في المخازن. أيضا توقف البدور في ختام ندوته عند محطات أخرى مثل الجوائز التي تمنحها الإمارات فأكد أنها ليست مفتوحة أمام الإماراتيين وحدهم بل والعرب أيضا، فضلا عن أن عدد الجوائز التي يتم منحها وصل إلى الخمس والثلاثين جائزة دون تعداد لفروع هذه الجوائز ما يعني أن نسبة ما تمنحه الإمارات من جوائز يفوق ما تمنحه الدول العربية مجتمعة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©