الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«إن غابت السدرة وإن ابتعد البحر».. لإيمان محمد نصوص نثرية مهجوسة بالقلق اللماح

«إن غابت السدرة وإن ابتعد البحر».. لإيمان محمد نصوص نثرية مهجوسة بالقلق اللماح
11 نوفمبر 2013 01:01
احتفت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بتوقيع الإصدار النثري الأول للكاتبة الإماراتية الشابة إيمان محمد، بعنوان «إن غابت السدرة وإن ابتعد البحر» في إطار فعاليات معرض الكتاب. الكتاب من منشورات «اتحاد كتاب وأدباء الإمارات» ويقع في 124 صفحة من القطع الوسط، تضم تسعة وثلاثين نصاً نثرياً، تتوزع على خمسة فصول، تحت عناوين: «منطق أو شيء منه»، و»ما بعثته الريح» و «ما أسكنه الليل» و»أطياف مدن» و»يجدل حبل الود». نقرأ من نص بعنوان «ريح قديمة»: لماذا يأتون الآن؟ يتدفقون فرادى على العتبة غير مكترثين بالعَفَر، الذي يغطيهم بعد سفر مضن... يقفون بصمت تحت شباكك المغلق على حزنك، والمغلق عن حنينهم... لهم سحنة واحدة من تعب وخجل وعار، ووجيب واحد من فزع... يعلقون عيونهم على عتمة الخشب، وكأن خلاصهم يتحقق فقط لو انفرج عن ظلك.. عن حفيف الحرير.. عن شذا كان يفوح منك.. عن صدى ضحكة صافية اعتقلتهم خلف باب يخفي اليوم كل طيب الأوقات التي سرقوها منك. إن نص إيمان محمد مهجوس بالقلق اللماح، الذي يتيح لها القبض على الفكرة، بالمعنيين الفني والجمالي للنثر، أي الفكرة المحملة بالأسئلة المشروعة ببعدها الإنساني الشفيف، أو الأسئلة المشغولة بالمآلات أو النهايات، المفتوحة على أقصى الاحتمالات التراجيدية، وهي كما في النص الآنف ذكره على الأرجح نهايات أنثوية في الغالب، حيث يتسع حيز ظلم المرأة في المدى الشرقي عموماً. وتجيد إيمان إلى حد ما، مسألة اللعب في مدار الفكرة أو فضائها، لتعطيها أكبر قدر ممكن من الجذب أو التشويق لملاحقتها. أما على مستوى البناء اللغوي فالواضح أن إيمان لم تقبض على عنان المفردات، بالمعنى الذي يتيح لها تنزيلها في مكانها المحكم، للإحاطة بالمعنى أو الدلالة كما يجب، وتحتاج إلى الكثير من الدُربة والقراءات المركزة في النصوص التي تنطوي على قدر معين من البلاغة والبيان. على هامش الاحتفالية بتوقيع الكتاب، التقينا الكاتبة في حوار خاص بـ «الاتحاد» وسألناها عن جدوى الكتابة أو الرسالة التي تود توصيلها للقارئ أو للمجتمع؟ فقالت: «ليس لي هدف محدد على المستوى الشخصي، وإنما أحاول التعبير عن مدى تفاعل الإنسان مع الوجود بدءاً من الأمكنة والأشياء وصولاً إلى التفاصيل الحياتية بمساراتها المتعددة، والكتاب على العموم هو بمثابة نصوص «مفتوحة» وعلى القارئ أن يستشف الرسالة التي تنطوي عليها النصوص». وعن مدى تفاؤلها بشأن ما تظنه وجود القارئ الجاد المترف بالوقت الكافي، للإقبال على القراءة الورقية في مرحلة تتميز بالسرعة واللهاث وراء الفضائيات والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي؟ قالت: «الشيء الطبيعي أن نقرأ، رغم كل التغييرات التي تحصل بحياتنا، لا بد من القراءة في الكتاب لتحصيل المعرفة المركزة، التي تساهم بفعالية في تحقيق أحلامنا وطموحاتنا، وترسم طريقنا، أو على الأقل تحدد مساراتنا إلى أين نمضي في هذا الوجود، هذا فضلا عن كون القراءة من أهم الوسائل التي تؤهلنا لمعرفة الآخر على المستوى القريب أو البعيد. فالاعتقاد أن الجيل الجديد لا يقرأ الكتب ليس دقيقاً، ومع ذلك لا يجب التقليل من أهمية القراءة في الإعلام الجديد، فهو يتيح فرصة كبيرة للتعرف على توجهات الشباب أو تطلعاتهم وأحلامهم ومشاكلهم وإلى أين يتجهون وماذا يريدون؟ ولا ننسى أن الإعلام الجديد في المجتمع الافتراضي الذي أقامه، وفر للناس فرصة الكلام بكل ما يشغلهم أو يثير اهتمامهم من دون مواجهة أو صدام مع الواقع الاجتماعي وخصوصياته، المتكلسة أحياناً، أو التي تجاوزها جيل الشباب».
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©