الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضرب الزوجات.. "لغة" الضعفاء

ضرب الزوجات.. "لغة" الضعفاء
14 نوفمبر 2011 11:49
يلجأ بعض الأزواج إلى استخدام لغة العنف البدني ضد زوجاتهم والتعدي عليهن بالضرب، وهو ما يؤثر سلباً على الحياة الزوجية التي تقوم بالأساس على الحوار والتفاهم.. ويحذر المتخصصون من التأثير السلبي لهذا السلوك على الأبناء الذين يدفعون ثمن العنف الأسري خلال الطفولة وبعد النضج. تشير دعاء عهدي، (36 عاماً)، إلى أن وصول العلاقة بين الزوجين إلى حد استخدام العنف من الدونية الذي يجعل لغة الحوار تتحول إلى ضرب وإهانة من قبل الزوج، يعني فشل هذه العلاقة تماماً. وتضيف دعاء أن أغلبية الأزواج الذين يعتادون على ضرب أزواجهم، دون أن تبدي الزوجة غضبها أو تعترض، تستمر العلاقة بينهما مهما تقدم بهما العمر بنفس هذا السلوك المشين. وترجع دعاء، المتزوجة منذ 12 عاماً، ضرب الأزواج لزوجاتهم إلى بعض النواقص في شخصية الزوج، حيث يرى بعضهم أن هذا السلوك له علاقة بـ"القوامة"، ومن ثم يصبح لغتهم في التعامل مع الزوجة بصرف النظر عن الذنب الذي اقترفته، وهل يستحق أصلاً المناقشة، لا الضرب، أم لا. وتقول ريهام، (25 عاماً) إنها تعرضت للضرب مرتين من قبل زوجها بسبب بعض المشكلات العائلية مع والدته التي كانت تحرضه دائماً على " تأديبها"، على حد قولها. وتضيف أنها واجهت هذا السلوك وكاد يحدث بينهما انفصال لولا تدخل الأهل من الجانبين. وتقول ريهام، وهي متزوجة منذ 5 أعوام: "لقد أدرك زوجي منذ يومها إنني لن أصمت على أي تجاوز تجاهي ومنذ ذلك اليوم لم يتكرر تعدي زوجي علي بالضرب". وترى ريهام أن لجوء الزوج لهذا السلوك "المشين" هو نتيجة لفقدان لغة الحوار بين الطرفين، بالإضافة إلى ضعف شخصية الزوج. وترجع روز غسان، 29 عاماً، أسباب اعتداء الأزواج بالضرب على زوجاتهم إلى طريقة التربية التي تربى عليها الرجل منذ الطفولة. وتقول إن الطفل الذكر يتعود دائماً أنه الأقوى من خلال لغة البدن وربما يشاهد والده وهو يرتكب نفس الفعل مع والدته فيترسخ في ذهنه هذا السلوك. وترفض روز، متزوجة منذ عامين، أن يلجأ زوجها إلى الضرب كلغة للتأديب أو للتفاهم بينهما، وتتساءل، ضاحكة، "إذا كان الضرب هو لغة الحوار بيننا فهل من حقي أن أضربه أيضاً أم أن هذا الأمر من حقه فقط؟". ويرفض خالد منسي، 42 عاماً، ضرب الأزواج لزوجاتهم، مؤكداً أن هذا السلوك ينعكس بشكل سلبي على العلاقة بينهما، كما يؤثر بالتبعية على الأطفال الذين يرون والدتهم تهان أمامهم، كما أن الضرب يمثل عجزاً شديداً في مواجهة المشكلة لأنه يعنى ضعف في شخصية الرجل. لكن منسي يقول إن له الكثير من الأصدقاء الذين يلجؤون لضرب زوجاتهم كثيراً، حيث أنهم اعتادوا على هذه السلوك، مشيراً إلى أن تقبل المرأة للإهانة، قد يجعل الرجل يتمادى في هذا الخطأ. وترجع د. بهيجة إسماعيل، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، أسباب ضرب الرجل لزوجته للعديد من الموروثات الثقافية والاجتماعية "البالية"، التي تكرس لهذه السلوك والذي يتخذه الكثير من الأزواج منهجاً في التعامل مع زوجاتهم، فيلجأ إلى الإيذاء البدني الذي يصل في بعض الأحيان إلى أحداث كسور أو تشوهات فى جسد المرأة. وتشير د. بهيجة إلى إحساس الزوج بالدونية في أحيان كثيرة بسبب الوضع الاجتماعي أو العلمي لزوجته يجعله يحاول معالجة هذا النقص عن طريق الاعتداء بالضرب لأتفه الأسباب، مستخدماً قوته الجسدية لتعويض هذا النقص، فضلاَ عن طريقة التربية في الصغر. وتقول إن معظم من كانوا يرون آبائهم يمارسوا هذا السلوك مع أمهاتهم يلجؤون إليه كوسيلة للتعامل مع زوجاتهم. وتطرح د. بهيجة سبباً أخر وراء تفشي هذه الظاهرة في المجتمع إلى فهم الدين بشكل خاطئ وتفسيره بما يتطابق مع أهوائهم رغم أن الدين برئ من هذه الممارسات اللاإنسانية. وتؤكد د. بهيجة أن خنوع المرأة في كثير من المواقف وتقبلها للغة الضرب قد يشجع الزوج على التمادي في هذا السلوك، رغم أن الزوجة قد تلجأ لتقبل الأمر بدافع إنساني بحت وهو المحافظة على أسرتها وزوجها خاصة إذا كان لديها أطفال، إلا أن هذا الصمت قد يفهمه الرجل على أنه تقبل لما يفعله ومن ثم يكرر ضرب زوجته. وعن الانعكاسات الاجتماعية لانتشار ظاهرة ضرب الأزواج لزوجاتهم، تشير د. بهيجة إلى أن الأطفال يصبحون الخاسر الأكبر في هذه المعركة حيث تشير الكثير من الإحصائيات إلى إن الكثير من الأطفال الذين يشاهدون أمهاتهم يتعرضن للضرب يصابون بالعديد من التشوهات النفسية ويمارسون نفس السلوك في الكبر سواء مع أزواجهم أو أطفالهم أو أقرانهم، وتضيف أن افتقاد لغة الاحترام بين الأزواج تخلق منزلاً مشوهاً تعيساً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©