الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ماذا يفعل بيكهام في بلاد العم سام؟

ماذا يفعل بيكهام في بلاد العم سام؟
24 مارس 2007 01:58
إعداد - أنور إبراهيم: بعد 32 سنة مما فعله نجم الكرة البرازيلية ''الجوهرة السوداء'' بيليه عندما وقع عقداً مع نادي كوزموس نيويورك الأميركي للعب له بهدف المساهمة في زيادة شعبية كرة القدم بالولايات المتحدة الأميركية، وها هو ذا نجم كروي عالمي آخر يفعل الشيء نفسه·· وهو هذه المرة إنجليزي وليس برازيلياً·· إنه نجم الشباك الأول في سوق كرة القدم العالمية اليوم ديفيد بيكهام لاعب ريال مدريد الإسباني· نقطة فارقة وإذا كان ''الجوهرة السوداء'' بيليه قد ذهب الى أميركا عام 1975 ليكون أول لاعب كرة قدم شهير يفكر في ذلك ولينهي مشواره الكروي في نيويورك، فإن الجوهرة الشقراء أو ''بيليه الأشقر'' على حد تعبير صحيفة ليكيب الفرنسية سيذهب الى بلاد العم سام في صيف هذا العام ،2007 ليس لمجرد إنهاء مشواره الكروي فيها وإنما بهدف أن يكون نقطة فارقة في تاريخ كرة القدم هناك وأن يكون جزءاً من تاريخ اللعبة في هذا البلد، واضعاً نصب عينيه تحسينها والارتقاء بها وجذب جماهير جديدة إليها لتنافس اللعبات الأخرى الأكثر شعبية هناك مثل كرة القدم الأميركية والبيسبول وكرة السلة والهوكي· ديفيد بيكهام ''الجنتلمان الإنجليزي'' الذي وقع عقداً قيمته 250 مليون دولار على خمس سنوات مع نادي لوس أنجلوس جالاكسي، بواقع 38,5 مليون يورو في الموسم الواحد، يأمل في أن يحقق مع هذا الفريق الأميركي شيئاً أفضل مما حدث مع كوزموس بيليه في السبعينات·· ففي سنوات السبعينات شهد كوزموس أجمل أيامه في دوري كرة القدم في أميركا مع قدوم لاعبين (نجوم آخرين غير بيليه) أمثال كارلوس ألبرتو وبيكنباور بخلاف النجوم الآخرين الذين ضمتهم أندية أميركية أخرى وقتها أمثال الهولندي الطائر كرويف ومواطنه كرول والألماني جيرد موللر والإنجليزي جورج بست وغيرهم·· وقتها تحول الدوري الأميركي الى فريق أحلام كبير وعملاق تراكمت فيه الدولارات وتكدست ولكن الجماهير لم تتزايد وكانت النتيجة سقوطاً مدوياً في عام ·1984 خطة طموح ولكن الوضع يختلف هذه المرة، فنادي لوس أنجلوس جالاكسي رتب على ما يبدو كل شيء بحيث يحقق أكبر قدر من المكاسب يعوض به المبالغ الكبيرة التي سيحصل عليها بيكهام من خلال خطة طموح يستغل فيها شعبية هذا النجم الإنجليزي المحبوب، ويكفي أن نعلم أنه بمجرد أن تمت رسمياً صفقة الانتقال أعلن نادي جالاكسي عن بيع خمسة آلاف اشتراك جديد في العام بخلاف مباراة سيلعبها الفريق الصيف المقبل في كاليفورنيا ضد فريق تشيلسي الإنجليزي، وأيضاً جولة في آسيا عام 2008 حيث يتمتع بيكهام هناك بشعبية طاغية ولا نظير لها· ماركة مسجلة وعلى أي حال فإن بلد مثل الولايات المتحدة بها - على حد قول صحيفة ''ليكيب'' - ما يقرب من 17 مليون ممارس لكرة القدم، فإن جاذبية بيكهام كلاعب كرة ونجم سيكون لها فعل السحر على زيادة شعبية وانتشار هذه اللعبة· وإذا كان فريق جالاكسي لم يصعد الى الأدوار النهائية في دوري كرة القدم الموسم الماضي، فإنه لم يشتر مجرد لاعب وإنما اشترى ''ماركة مسجلة'' تدر الملايين بفضل مبيعات فانلته وغيرها من المنتخبات التي تحمل اسمه أو صورته بخلاف عقود الدعاية الأخرى· ويعلم مسؤولو النادي الأميركي تمام العلم بأن بيكهام وزوجته الشهيرة أيضاً فيكتوريا آدامز النجمة السابقة في فريق ''سبايسي جيرلز'' الإنجليزي الشهير يشكلان سوياً كتلة نجومية أو ''مجرد نجوم''، والكل سيهمه أن يرى صورتهما معاً أو صورته هو وحده على صدر الصفحات الأولى للمجلات والصحف الأميركية من الآن وحتى شهر أغسطس المقبل وسيكون ذلك بداية جيدة للموسم الكروي الجديد للدوري الأميركي في شهر ابريل المقبل، ولعل هذا ما دفع عمدة لوس أنجلوس انطونيو فيلاريجوسا الى أن يقول: ديفيد بيكهام سيرفع مستوى الاهتمام بكرة القدم بين سكان المدينة بل وبين الأميركيين جميعاً بصفة عامة· ليس قائداً مثل زيدان أو رونالدينهو والحاقدون على ديفيد بيكهام وعقده الخرافي الذي يعادل عقود لاعبي فريق بأكمله وربما أكثر، يقولون إنه لا يستحق كل هذا الذي حصل عليه، بالقياس الى إنجازاته الكروية، فهو لم يحصل مطلقاً على جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب في أوروبا، كما لم يحصل على لقب أفضل لاعب في العالم، بل انه لم يكن بين الـ 50 لاعباً الذين رشحوا لجائزة الكرة الذهبية لعام 2006 وفوق ذلك فقد تم استبعاده من منتخب بلاده منذ مونديال ألمانيا الأخير· ويضيف هؤلاء قائلين: إنهم واهمون أولئك الذين يظنون أن بيكهام سيساهم في زيادة أعداد الجماهير في المدرجات بتكرار ألعابه الفردية واستعراض مهاراته في مراوغة أكثر من لاعب قبل أن يسدد قذيفة في مرمى المنافس من مسافة بعيدة، فحقيقة أمره انه لم يعد قادراً على ذلك منذ فترة·· فعل ذلك فقط في قمة توهجه وتألقه في نهاية سنوات التسعينات عندما كان لاعباً في مانشستر يونايتد حيث نجح وقتها في الفوز بالثلاثية (دوري الأبطال الأوروبي، دوري انجلترا وكأس انجلترا عام 1999)، ولكنه لم يكن قائداً لفريق مثل زين الدين زيدان أو رونالدينهو، وإمكاناته البدنية وسرعته محدودة وغالباً ما يعتمد على الآخرين، ولكنه كان من الذكاء بحيث كان يعرف كيف يركز على ما يتقنه ويجيده مثل الرفعات العرضية الرائعة أو تسديداته من الكرات الثابتة القاتلة· لاعب جيد نعم·· عظيم لا! ولعل رأي جراهام تايلور المدير الفني الأسبق لمنتخب انجلترا (من 90 الى 1993) في بيكهام يؤكد أنه لا يعد من اللاعبين العظماء في كرة القدم وإنما هو فقط لاعب جيد·· يقول تايلور في صحيفة ''ديلي تلجراف'': لاعب كرة عظيم؟ لا ليس كذلك على (الأقل بالنسبة لي ولكنه لاعب جيد بالتأكيد لأنه لعب لأفضل أندية أوروبا (مانشستر يونايتد وريال مدريد) وحمل لواء الدفاع عن منتخب بلاده 94 مرة وكان كابتن المنتخب ولكن عندما ننظر اليه من قرب - والكلام لتايلور - سنجد الآتي: انه لم يحصل على أي بطولة مع ريال مدريد، وطرد خلال كأس العالم ،1998 وأصيب في كأس العالم ،2002 وكان خارج الفورمة في مونديال ألمانيا ,·2006 كل هذا يؤكد بلا أدنى شك ان بيكهام ليس علامة كروية بارزة ولا نجماً عظيماً! وبعد هذا الرأي الفني المتخصص فيه، ترى ماذا سيفعل ''بيليه الأشقر'' في بلاد العم سام؟ وهل سينجح في أن يغير صورته عند معظم الناس الذين يرون أنه نجم إعلاني أكثر منه نجم كرة قدم، أم سيؤكد الرأي القائل إنه ذاهب الى أميركا لأنه أفلس تماماً كلاعب كرة قدم ولم يعد قادراً على الإجادة فذهب يبحث عن الشهرة في مجالات أخرى؟ أو ربما هو ذاهب الى الولايات المتحدة للبحث عن طبيب يعرض عليه ابنه الصغير روميو الذي يعاني من داء الصرع لكي يبرأ من هذا المرض الذي لم يجد له علاجاً شافياً في انجلترا·· أو أنه بالفعل قد ضاق به المقام في ريال مدريد بعد أن وصلت العلاقة بينه وبين الإيطالي فابيو كابيلو المدير الفني الى طريق مسدود وإن كان هذا الأخير قد عاد الى إشراكه في المباريات مؤخراً· وأياً كان السبب الحقيقي لرحيل بيكهام الى الولايات المتحدة الأميركية فإنه سيبقى حديث الناس والصحافة وشبكات التليفزيون والإذاعة طوال السنوات الخمس المقبلة فيما بين أغسطس 2007 و 2012 وهي فترة عقده مع فريق لوس أنجلوس جالاكسي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©