«الصحة» تنتهي من الدليل الوطني لمكافحة السكري

كشفت وزارة الصحة عن إجراء ثلاثة مسوح مهمة حول مرض السكري، تتضمن المسح الوطني لتقييم معدلات الإصابة بالمرض، وعوامل الخطر المرتبطة به بالتعاون مع جامعة الشارقة، والدراسة الوطنية لتقييم الوضع الغذائي للفئات السكانية المختلفة بالتعاون مع جامعة الإمارات ومنظمة الصحة العالمية، ومسح ثالث بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول استهلاك التبغ لدى البالغين وما له من تأثير على وجود بعض الأمراض ومنها السكري. وانتهت الوزارة من إعداد الدليل الوطني لمعالجة السكري، والذي سيعتبر المرجع الأساسي داخل الدولة في مكافحة سكري الأطفال و البالغين، وكبار السن أو الذي يصيب الحوامل، وغيرها من الأنواع، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن النسخة النهائية للدليل في وقت قريب، وأنه سيتم تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للأطباء في الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات وخاصة المتعاملين مع داء السكري بهدف تدريبهم، وشرح آلية العمل بالدليل الموحد. وقال الدكتور محمود فكري وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون السياسات الصحية، رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة السكري، خلال مؤتمر صحفي أقامته الوزارة صباح أمس في الشارقة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السكري الذي يقام تحت شعار “فلنعمل على مكافحة السكري .. الآن”، إن اللجنة الوطنية لمكافحة السكري ستسعى للعمل على ضرورة توفير الأدوية المحددة بالدليل الموحد لمعالجة السكري في جميع المؤسسات الصحية في القطاعين العام والخاص داخل الدولة، مشيراً إلى أن الدليل شارك في إعداده كل من وزارة الصحة والهيئات الصحية العاملة في الدولة إلى جانب خبراء من بيوت الخبرة العالمية. وأكد خلال المؤتمر الذي حضره الشيخ محمد بن صقر القاسمي وكيل وزارة الصحة المساعد مدير منطقة الشارقة الطبية، والدكتور صلاح البدوي مدير البرنامج الوطني لمكافحة السكري، وعدد من المختصين في الوزارة والمناطق الطبية، أن الدولة، وبتوجيه من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، اعتمدت استراتيجية صحية وطنية تتضمن مكافحة الأمراض غير المعدية، وخاصة داء السكري، معتبرة ذلك ضمن أولويات العمل الصحي، لافتاً إلى أن الاستراتيجية، التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تجسد توجهات منظمة الصحة العالمية وتعزز إعلان قمة الأمم المتحدة حول مكافحة الأمراض غير المعدية، والتي تشمل أمراض القلب، والشرايين، والسرطان، والسكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة. وأشار إلى أن الاستراتيجية الصحية الوطنية تؤكد اعتماد الفحص المبكر لاكتشاف الأمراض في مراحلها الأولى، باعتبار أن ذلك عنصر أساسي ومهم في مكافحة هذه الأمراض والحد من انتشارها. وقال، إن وزارة الصحة تتطلع لأن يكون العام المقبل عاماً للمعلومات والأدلة المبنية على البراهين في مجال السكري، وذلك بتنفيذ العديد من الدراسات الوطنية والبحوث وتأسيس أنظمة الترصد المرضي لداء السكري وسجلات المرضى، وذلك بهدف بناء قاعدة بيانات حديثة وموثقة تساعد وتساهم في رسم الخطط الإستراتيجية الفعالة ورصد التقدم المحرز في مكافحة المرض وفق مؤشرات قياس معتمدة. وبيّن رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة السكري أن هناك ثلاثة مسوحات مهمة تجريها الدولة حالياً تتعلق بداء السكري مثل المسح الوطني لتقييم معدلات الإصابة بمرض السكري وعوامل الخطر المرتبطة به بالتعاون مع جامعة الشارقة، والدراسة الوطنية لتقييم الوضع الغذائي للفئات السكانية المختلفة بالتعاون مع جامعة الإمارات ومنظمة الصحة العالمية ومسح ثالث مع منظمة الصحة العالمية حول استهلاك التبغ لدى البالغين وما له من تأثير على وجود بعض الأمراض ومنها السكري. وقال، إن تلك المسوحات سيكون لها دور كبير في تصحيح أرقام المصابين بالمرض داخل الدولة بصورة عامة وهي تتم بالتعاون مع الهيئات الصحية المحلية ومراكز بحثية عالمية مرموقة خارج الدولة. ونوه الدكتور فكري إلى أن تقارير وإحصاءات الاتحاد العالمي للسكري ومنظمة الصحة العالمية للعام الحالي تشير إلى أن داء السكري من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى العالم حيث بلغ عدد المصابين به حوالي 366 مليون مصاب، وتقدر أعداد الوفيات بسبب المرض ومضاعفاته حوالي 4,6 مليون شخص كل عام أي بمعدل حالة وفاة كل 7 ثوان. وأَضاف أن متوسط الصرف على الرعاية الصحية لمرضى السكري بلغ حوالي 465 مليار دولار، ويأتي مرض السكري ضمن الأمراض العشرة الأولى المسؤولة عن الإعاقة الدائمة والعمى وبتر الأطراف، كما يأتي المرض في المركز الثالث أو الرابع في التسبب المباشر في الوفاة. وتابع: “ تشير التقديرات الإحصائية للاتحاد الدولي للسكري إلى أن معدل الإصابة الحالية في الإمارات بلغ حوالي18.7% ويتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 21.4 % في عام 2030 إذا استمر انتشار المرض بهذا المعدل وما لم تتخذ التدابير اللازمة للحد منه”. ودعا الدكتور فكري لبذل المزيد من الجهد والعمل في مكافحة المرض ودرء آثاره ومضاعفاته الخطيرة، موضحا أن وزارة الصحة، ومنذ تأسيس البرنامج الوطني واللجنة الوطنية لمكافحة السكري في عام2009 تولي اهتماما كبيرا بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السكري، ونفذت العديد من البرامج والمبادرات الصحية المهمة، كما أطلقت الحملة الوطنية لمكافحة داء السكري. وتابع أن الوزارة خصصت العام الماضي عاماً لتكثيف الجهود في بناء قدرات العاملين وتأهيلهم وتدريبهم على أحدث الطرق والوسائل في معالجة مرضى السكري والتعامل مع مضاعفاته بالقطاع الصحي العام والخاص، وفي هذا الإطار تم تنفيذ 3 دورات تدريبية للممرضات في مجال العناية بالمرضى والإرشاد والتثقيف في السكري، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه الدورات حوالي 152 دارسا ودارسة. 5 دول خليجية بين العشر الأول في الإصابة بالمرض أكدت الإحصاءات العالمية أن هناك 5 دول عربية خليجية احتلت خمساً من المراتب العشر الأولى على مستوى العالم في العام الماضي في انتشار مرض السكري بين مواطنيها، حيث حلت الإمارات ثانية عالمياً بنسبة 19,5 % بعد جزيرة نارو، التي وصل انتشار المرض فيها عالمياً إلى 30,8 %، ثم السعودية 16,7 %، فالبحرين 15,2 %، الكويت ( 14,4 % )، ثم عمان 13,1 %. كما أكدت الإحصاءات أن نسبة انتشار المرض في الإمارات بين أطفال المدارس تقدر بنحو 0,4 % من مجموع الطلاب في المدارس، وأن هناك طالبا أو طالبة مصاب بين كل 300 طالب في المدارس الحكومية. فعاليات متنوعة أكد الدكتور محمود فكري وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون السياسات الصحية، رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة السكري، أن هناك العديد من الفعاليات الخاصة بمكافحة داء السكري ستنظم خلال شهري نوفمبر الجاري وديسمبر المقبل في عدد من المناطق. وأوضح أن من بين تلك الفعاليات مسيرة تنطلق صباح اليوم بالشارقة في العاشرة صباحاً، وتنفيذ الدورة التدريبية الثانية بمشاركة 200 طبيب في دبي يومي 18 و 19 نوفمبر الجاري، وتنفيذ الدورة السابعة من برنامج حملات التوعية والعناية بالمرضى من خلال المدارس، وذلك بالمركز الثقافي بالشارقة يوم 15 الجاري، وعقد الدورة التدريبية لجامعي البيانات في المسح الوطني للسكري بالتعاون مع جامعة الشارقة، ومركز بيكر لدراسات السكري بأستراليا في يومي 26 و 27 الجاري. كتاب “السكري .. حقائق ومبادرات” استعرض الدكتور صلاح البدوي مدير البرنامج الوطني لمكافحة السكري خلال المؤتمر الصحفي، كتاب “ السكري .. حقائق ومبادرات” والذي أصدرته الوزارة بهذه المناسبة، تناول فيه واقع المرض محلياً وخليجياً وعربياً وعالمياًُ وأسباب الإصابة به ومضاعفاته. كما تناول الكتاب التعايش مع المرض وكيفية الحقن وضرورة ممارسة النشاط البدني والتغذية السليمة وغيرها من النصائح الطبية المهمة للمرضى.