«ليالي الفن».. إذا اللوحةُ أزْهَرَت!

نوف الموسى (دبي) جاء الافتتاح السنوي لأمسيات (ليالي الفن) الذي ينظمه مركز دبي المالي العالمي، مساء أول من أمس، احتفاء متجدداً بأيقونة التخيل الإبداعي في تبنيها للحركة في اللوحة الفنية، وتجسيداً للنضج المعرفي الذي تشهده الساحة الثقافية في الدولة بشكل عام، ومدينة دبي بشكل خاص، لا سيما أن الخيارات الفيزيائية على مستوى المادة، والحدسية على مستوى الشعور، في الأعمال الفنية المعروضة، جاءت ممثلة لتطلعات مركز دبي المالي العالمي في تبني التجربة الفنية. خيول الفنانة الإماراتية خديجة مالك التي تصهر الذهب لإنجازها، و (تخيل فرنسا) للفنانة الفرنسية العالمية مايا فلور في أول ظهور لها في منطقة الشرق الأوسط، والتناقض الأنثوي الأخاذ للفنانة العالمية ليتا كابليوت، كلها ساهمت في تجسير علاقة التقنية بالإنسان الفنان، ليأتي عرض (الرجل الخفي)، نوعاً من الفيض الروحي تجاه مفاهيم الجسد، ولتزهر اللوحة، إيذاناً بمرحلة مهمة للمشهدية البصرية في بيئات الجذب الفني في المنطقة. عندما انشغل الإعلاميون بسماع أحاديث المصور الفوتوغرافي فارس جمال، عن سحر الغرفة المظلمة، وماهية صناعة الصورة، استمرت إسقاطات الإضاءة المختلفة على بقع متوازية، فيما أحاديث متذوقي الفن تنساب حول سر الدهشة في أعمال الفنانة ليتا كابليوت التي أسمتها (ألوان الندى)، وعملياً، فإن الندى يستدرجك إلى مواقع الزهور، ورائحة الصباح المتماسك بالزهر، كالمحيط إذا ما تطاير بفعل الريح، وتحول إلى نسمة. وفي التجوال بين المنعطفات المتوازية لصالات العرض في (ليالي الفن)، حضرت 24 صورة فوتوغرافية للمصورة مايا فلور، وكأنها المتخيل بين الكائن البشري والمكان، حيث تتصاعد المعالم المكانية بين اعتباراتها التاريخية والثقافية، وصولاً إلى جعلها مفردة حيّة، تحمل فلسفتها وصوتها الخاص. وأكثر ما يمكن رصده في اللوحة الفوتوغرافية للفنانة مايا، الإحساس المسرحي في تكوين الصورة، التي كتبت قصصها بجانب كل لوحة، ومنها قصة مرآة الماء، التي تروي الفنانة أنها موجودة في مدينة بوردو الفرنسية، ومبدعها هو المهندس المعماري ميشيل كوراجو، وهو مكان للاسترخاء على ضفاف نهر جارون، لكنه ليس معلماً سياحياً كغيره، إنه الحياة.