الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإنترنت» وطريق الحرير.. العظيم

14 نوفمبر 2011 12:22
معظم من أعرف من التجار المصدرين من الصين يؤكدون أنهم ربطوا علاقاتهم مع مورديهم هناك عبر “الإنترنت”، وبعضهم لم يكن ليصبح تاجراً محترفاً أو هاوياً، لولا شدة الإغراء الذي وقع فيه عندما بدأ يتعرف إلى مصنعين أو موردين صينيين من خلال “الويب” وافتتانه بما رأى من منتجات وأجهزة أصلية أو مقلدة وأسعار وتسهيلات، بما لم يكن ليحلم به أي تاجر على شبكة “طريق الحرير” الشهيرة التي وصلت قديماً الصين مع بقية الحضارات وضُربت حول معجزتها التجارية قصص وأحلام تُرجم جزء منها في حكايات الرائعة الخالدة “ألف ليلة وليلة”. بتسهيل ودفع من “الإنترنت” انتشرت وانتعشت المعجزة الصينية وغزت العالم تجارياً إلى أن بلغت قمة الجبل، كما يبدو منذ عامين أو يزيد، ليس لأن العالم الحقيقي والافتراضي على حد سواء، قد شبع من المعرفة بالصين وبما لديها، ولكن لأن مفاعيل الطفرة التجارية بدأت تكشف الاقتصاد الأميركي وارتهان الجزء الأكبر من سندات ديونه للصين، ولأن العجز التجاري الأميركي مع العملاق الأصفر وصل حداً لم يعد يمكن معه أي من البلدين ولا للعولمة تحمل تبعاته حتى فرض في النهاية على سلطات بكين، حفاظاً على التبادل وعلى قيمة السندات نفسها القبول برفع تسعير عملة اليوان، مخففاً بذلك من حركة صادرات الصين وجاعلاً منها بشكل أو آخر شريكاً في الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون الأميركية. من شأن هذا التراجع دون شك “فرملة” وتيرة نمو تدفق الصفقات وأموالها من بوابة الصين العظيمة ليس مع الولايات المتحدة فقط، بل مع مختلف الدول العاملة بنظام العملة الخضراء. إلا أن ذلك لا يعني أن دور “الإنترنت” في صناعة المعجزات الاقتصادية سينتهي. فالأسبوع الماضي، تم الكشف عن مبادرة مشتركة بين الفرع الهندي لعملاق “الإنترنت” (جوجل) وبين شركة “هوستجاتور”. (HostGator) الأميركية لمساعدة المشاريع الهندية الصغيرة والمتوسطة على تأسيس وإنشاء وإدارة مواقع لها على شبكة الإنترنت. اللافت في هذه المبادرة أنها ستقدم خدمات الشركتين “مجاناً” لتأسيس وإطلاق واستضافة وإدارة خمسة ملايين موقع إنترنت خلال السنوات القليلة المقبلة لخمسة ملايين مشروع هندي صغير ومتوسط الحجم، بحيث يستفيد مستخدمو “جوجل” والشبكة عموماً من المعلومات عن هذه المشاريع المحلية، ويستفيد أصحاب المشاريع بالتعريف عن منتجاتهم لدى أي زبائن محتملين في العالم مما يعطي دفعاً جديداً لطريق الحرير الرقمية يمكن للعصر الرقمي أن يقوم بدور قاطرة التنمية الحقيقة لاقتصاديات شعوب ودول تتمتع ببنى وظروف موضوعية تؤهلها لذلك، ولكنه ما زال عاجزا عن القيام بمثل هذا الدور لدى شعوب ودول كثيرة، ربما لأن الأخيرة لم تتهيأ لها مثل هذه الظروف وربما لأنها تُعتبر غالباً مجرد سوق للجني السريع للأرباح ومن وحي ذلك يجب مثلاً التمعن جيداً في ظاهرة اكتساح إعلانات شركات التداول الإلكتروني - في أسواق الأسهم والعملات والبورصات الافتراضية – لمعظم أهم المواقع العربية أو المواقع الموجهة للعرب، حيث يوجد ما يشبه الغزو الفعلي ويبدو الانتشار وفحوى الإعلانات دون حسيب أو رقيب. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©