الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حل الواجبات المدرسية هَمٌ يومي يزعج الآباء والأمهات

حل الواجبات المدرسية هَمٌ يومي يزعج الآباء والأمهات
14 نوفمبر 2011 12:20
ما أن يبدأ العام الدراسي، ويستهل الطفل حياته المدرسية يفرض عليه بعض المعلمين وخصوصاً مدرس الرياضيات حل بعض الواجبات المنزلية، وحينما تكثر عليه الواجبات يتضايق الطفل ويشعر بأنها أصبحت عبئاً ثقيلاً عليه مما يؤدي إلى تجاهلها، والتكاسل في إنجازها، ورغما عن توبيخ المعلم له وتعرضه للعقاب ولكنه يظل يتمادى في العناد مما يؤدي إلى نتائج سلبية في مستواه الدراسي. وعندما يكون الطفل بالمراحل الأولى فإنه عادة يقضي عدداً أقل من الساعات بالمدرسة، بالتالي سوف يتاح له وقت أكثر للعب وقضاء الواجب المدرسي، بالتالي لن يجد صعوبة في تنفيذه، أما بالنسبة للطفل الذي تقدم في المدرسة وأصبح يجلس نحو السبع ساعات بالصف المدرسي، فمما لا شك فيه بأنها فترة طويلة، لذا حينما يرجع لمنزله فإنه يصبح في حالة من الإرهاق والتعب، ويكون مشتت البال، متخماً بالمعلومات التي داهمت ذهنه. لهذا فإنه يحاول أن يهرب من هذا الجو بأن يخرج من المنزل للعب مع أقرانه أو الجلوس أمام شاشة التلفزيون، أو يحاول أن يؤديها، لكن بلا تركيز يذكر. لا يخلو حديث عن الشأن التربوي أو التعليمي إلا وتطرق لأهمية تفاعل أولياء أمور الطلاب والمدرسة لإثراء العملية التعليمية بما ينعكس في النهاية على مخرجات التعليم ومحصلته الأساسية المتمثلة في الطلاب. ويعتبر تواصل أولياء الأمور مع المدرسة من العوامل الأساسية لتحقيق النجاح والتفوق وتقوية العلاقة بين أفراد الأسرة أيضاً، ومن المقومات الأساسية التي تساعد المدرسة على القيام بدورها وتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية. تقول هالة عموش”ربة بيت”:”من المفيد”أن نوفر للأبناء أسس النجاح والتفوق إلى أن تصبح عادة لديهم ثم تنسحب من مسؤولياتها شيئاً فشيئاً لتعزيز الاعتماد على الذات والبحث عن المعلومة، مشيرة إلى أنها تساعدهم في الحالات المستعصية عليهم وتحتاج إلى تبسيط وشرح”. وحول تحمل الأب معها مسؤولية متابعة دراسة الأبناء تؤكد أنها وحدها من تتحمل المسئولية والسبب أن الأب عصبي سرعان ما يتذمر من متابعته لدراسة أبنائه كما أنه يرى أن التربية والتنشئة هي من المسؤوليات الجليلة التي تفلح فيها الأم بينما تكمن مسؤوليته في الإشراف والمحاسبة حين الإخفاق بالعقاب وحين التفوق بالمكافأة، تصمت قليلاً تؤكد أن المناهج الجديدة أجبرته في الآونة الأخيرة على متابعة دراسة الأبناء خاصة في مادة الرياضيات فكثير من المسائل الحسابية متشعبة التفاصيل يعمد إلى متابعتها مع أبنائه وفقاً لتخصصه” انزعاج الوالدين يشير الأخصائي التربوي ماجد الدعيج إلى أن:” نصف الآباء يتضايقون ويجادلون أطفالهم بحدة لعدم أدائهم للواجبات، وينصح الآباء والأمهات بالابتعاد عن لغة الزجر والتهديد والوعيد، وتشجيع الطفل وتحفيزه، والصبر عليه، ويمكن تحفيزه بالهدايا إذا التزم بحل الواجبات، على أن تكون الهدايا متدرجة من الأدنى قيمة للأعلى”. ويضيف الدعيج:” إن إهمال بعض الطلاب لواجباتهم المنزلية قد يرجع للطالب نفسه، كالحالات المرضية أو القدرات العقلية “بطء التعلم”، كذلك عدم إدراك الطالب لأهمية الواجب المنزلي، ونتائج إهماله، نظراً لصغر سنه ونقص وعيه حيث يفضل اللعب واللهو على الجدية والالتزام، وهذا غالباً ما يكون عند تلاميذ المرحلة الابتدائية، أو وجود أمور تصرف الطالب عن الاهتمام بأداء واجباته المنزلية كمشاهدة التلفاز، وقد تكون من المعلم كعدم متابعته لحل الواجبات المنزلية، والضغط النفسي المدرسي على الطالب، وعلاقة الطالب بمعلمه وزملائه بالمدرسة، عدم تشويقه للطالب وتشجيعه لإنجاز الواجب المنزلي، وقلة التعزيز الذي يعطيه المعلم للطالب المجتهد والذي ينجز واجبه بإخلاص، وكذلك إهمال معاقبة الطلبة المهملين لأداء واجباتهم، وعدم مراعاة المعلم لتكليف الطلبة بواجبات حسب مستواهم الدراسي وقدرتهم الفردية حيث ينبغي أن يختلف الواجب المطلوب من الطالب المتفوق عن الواجب المطلوب من الطالب الضعيف أو المتوسط، أيضاً إهمال البعض من المعلمين لعنصر المتابعة الفورية للواجبات المدرسية الأمر الذي يدفع الطالب نحو الإهمال، كما أن نمطية الواجب المنزلي والذي لا تجديد فيه، يزرع الملل في نفس الطالب أو إذا كان الواجب صعباً ويشق على الطالب إنجازه، مما يحبط الطالب فيمهله، أو على العكس من ذلك إذا كان الواجب سهلاً للغاية لا يراعي مستوى الطالب، فيجعله ينصرف عنه”. أهمية المتابعة تضيف الأخصائية الاجتماعية حليمة السعد:” إن البعض يخفى عليه سبل المتابعة من قبل المدرسة، فأحيانا تكون طرق التواصل مع المدرسة غير متاحة أو غير متيسرة. وهنا يكون السبب بالدرجة الأولى ناتجاً عن قصور دور المدرسة في هذا المجال. أو عدم تشجيع الأولاد على بذل مزيد من الجهد في الدراسة. وعدم سؤالهم عن تحصيلهم ونتائج اختباراتهم، وعدم إظهار القلق من تدني مستواهم العلمي أو التربوي”. وتكمل السعد: “ إن مسؤولية متابعة الأولاد دراسياً مشتركة بين الأم والأب لا يستأثر بها طرف دون الآخر مؤكداً أن ذلك يعمق الترابط الأسري ويشيع السعادة في قلوب أفراد الأسرة، فرغم انشغالي إلا أنني أتابع أبنائي دراسياً خاصة بينما زوجتي تتولى مسؤولياتها الأخرى، فاهتمامنا مناصفة بيننا، فالأبناء يسعدون كثيراً ويشعرون باهتمامنا وحبنا لهم أثناء متابعتهم لدراستهم، ونحن نشعر بقلق الأبناء أيام الامتحانات وكأننا من سيؤدي الامتحان، ومخطئ من يعتقد أن مسئولية متابعة دراسة الأبناء هي من مهام الأم فقط كأي مهمة في المنزل بل إنها مهمة تربوية تحتاج من الزوجين تكامل الأدوار”. تأثيرات إيجابية استقطب موضوع “ تأثير المناخ الأسري على التحصيل الدراسي” للأبناء اهتمام كثير من الباحثين في مجال العلوم التربوية والتعليمية. وفي دراسة منشورة للباحثة نعيمة الدويسان، ذهبت إلى أن نسبة (20.5 %) يقوم أولياء أمورهم بالزيارات المدرسية في حين أن أكثر من نصف العينة بنسبة (52.5 %) يقومون بزياراتهم من الحين إلى الآخر أما متابعتهم لأعمالهم الدراسية الأسبوعية والشهرية فكانت نسبة (35 %) يتابعون أبنائهم بإنتظام ونسبة ( 37 % ) يتابعونهم بشكل غير منتظم، وبالرغم من اهتمام الأسرة بنجاحات وتقديرات التي يتحصل عليها أبنائها فنسبة ( 56 % ) من الأسر تولي اهتماماً كبيراً بالتقديرات العالية لأبنائها ونسبة ( 36 % ) من الأسر تمكن أبنائها من الاشتراك في الدورات الدراسية لرفع مستواهم التحصيلي ونسبة (29.5 %) أحياناً تدعم أبنائها بهذه الدورات .
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©