الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدارس كورية في اليابان!

22 نوفمبر 2014 22:27
مثل كثير من الطلاب في اليابان، تمتطي «كيم يانج سان» دراجتها إلى المدرسة كل صباح. وعلى عكس الكثيرين، تغير ملابسها وترتدي الزي الكوري التقليدي وتدرس في فصول دراسية على جدرانها صور الزعيمين الكوريين كيم إل سونج وكيم جون إل. وبينما تبدو المدرسة الثانوية الكورية إلى حد كبير مثل أي مؤسسة يابانية، فإنها في الداخل تكتب كافة الملاحظات باللغة الكورية، وترتدي طالباتها ومعلماتها الملابس التقليدية المكونة من تنورة طويلة ومعطف قصير. وكان الكوريون قد أنشأوا مدارس بعد الحرب العالمية الثانية، إثر قدومهم إلى اليابان أثناء احتلالها لكوريا طوال 35 عاماً، ومكثوا بسبب زعزعة البلاد التي أدت إلى الحرب الكورية وانقسامها. وبسبب حرمانهم من تعلم لغتهم في ظل الحكم الاستعماري، أنشأ هؤلاء الكوريون مدارس لتأهيل أطفالهم للعودة النهائية لوطنهم، بينما أمدتهم كوريا الشمالية بالكتب المدرسية والأموال النقدية. وأكد مدير المدرسة الثانوية الكورية الشمالية، «شين جيل أونج»، أنها تعلم طلابها أن كوريا الجنوبية والشمالية هما «الوطن»، كما تعرّفهم على «الوضع الحقيقي» في كوريا الشمالية ونظامها الاقتصادي الاشتراكي. وأضاف: «للطلاب مطلق الحرية في تقرير ما إذا كانوا سيدعمون ذلك النظام السياسي أم لا، فنحن نتفادى إخبارهم بأن كل شيء في كوريا الشمالية يجري على النحو الصحيح». ويوجد في اليابان الآن نحو 70 منشأة دراسية كتلك توفر التعليم لنحو ثمانية آلاف طالب أو أكثر من رياض الأطفال وحتى الجامعة. وبينما تراجعت الأعداد من أربعين ألف شخص عام 1961 بسبب تراجع معدلات المواليد وحصول بعض الكوريين على الجنسية اليابانية، يُقابل ذلك أربع مدارس فقط تدعمها كوريا الجنوبية. وربما يتعلق مصير هؤلاء الكوريين بتقديم كوريا الشمالية لليابان معلومات بشأن المواطنين اليابانيين الذين خطفهم عملاء بيونج يانج قبل أكثر من ثلاثة عقود. بيد أن المحادثات في بيونج يانج الشهر الماضي بين الوفد الياباني ومسؤولي كوريا الشمالية أخفقت في إحراز أي تقدم بشأن قضية الاختطاف، ما يجعل كلتا الدولتين بعيدتين عن تطبيع العلاقات الدبلوماسية. وتوجد المدرسة الثانوية الكورية، التي تحصل على تمويل جزئي من كوريا الشمالية، وعلى تبرعات الآباء، في منطقة كيتا اليابانية. وخلال جولة داخلها شاهدت الطلاب يحضرون حصصاً في الرياضيات واللغتين الإنجليزية والكورية، بينما كان أحد الفصول يشاهد فيلماً تسجيلياً باللغة اليابانية عن الرئيسة الكورية الجنوبية «بارك جوين هي». وتعتمد المقررات على مناهج المدارس الثانوية اليابانية، وهو ما يتيح لـ40 في المئة من الطلاب الالتحاق بالجامعات المحلية. وقالت الطالبة كيم (18 عاماً): «يمكننا التعلم في هذه المدرسة بسبب الوطن، فقد ساعدتنا الحكومة في أحلك الأوقات بعد الاستعمار، وأعيش في اليابان، لكني لا أزال أشعر بالارتباط بوطني». وتناضل مدارس كتلك التي تحضرها «كيم» من أجل البقاء إذ قطعت عنها كل من طوكيو وبيونج يانج التمويل، بينما توفر التعليم للجالية الكورية البالغ عددها نحو نصف مليون نسمة. ويمنع رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» الآباء من الحصول على المعونات في ظل توتر العلاقات الناجم عن اختطاف كوريا الشمالية مواطنين يابانيين منذ ثلاثة عقود. وهناك أيضاً منتقدون لهذه المدارس، فـ«هيدشي تاكيسادا»، الأستاذ المتخصص في شؤون كوريا الشمالية بجامعة «تاكوشوكو» في طوكيو، أكد أن محتوى المناهج شديد الأدلجة، ويغرس في نفوس الطلاب طاعة الزعيم كيم جون أون. ومن جانبه، أشار «روبرت دوجاريك»، مدير معهد الدراسات الآسيوية المعاصرة لدى جامعة «تيمبل» في طوكيو، إلى أن المدارس عبارة عن كيان دعائي لنظام كوريا الشمالية، مضيفاً: «يبدو الأمر مثل إقامة مدرسة كوبية يدعمها كاسترو في ولاية فلوريدا الأميركية». ويتم حمل الطلاب في المدرسة الثانوية الكورية على عدم التحدث باللغة اليابانية، بينما يستخدمها كثيرون في الوطن الأم، ويدرسون مناهج مترجمة عن الكتب المدرسية اليابانية، وباستثناء التاريخ الحديث، يؤكد شين أنها تُدرّس من منظور كوري. وبينما كانت اليابان أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية حتى عام2001، توترت العلاقات بدرجة جعلت إجمالي حجم التجارة بين البلدين يصل إلى الصفر خلال العام الماضي. إيزابيل رينولدز - طوكيو يُنشر بترتيب خاص مع «خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©