أبوظبي (وام) ــ أكدت نشرة “أخبار الساعة” ان دولة الإمارات تولي اهتماما كبيرا لدعم الشراكات الاقتصادية البينية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوجه خاص والبلدان العربية والعالم بوجه عام انطلاقا من المبدأ العام أنه كلما اتسع حجم بناء الشراكات الاقتصادية فيما بين الدول ترسخت المصالح المشتركة بينها أكثر فأكثر وتضاعف حجم العائد المردود لمصلحة هذه البلدان.
وقالت النشرة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها أمس تحت عنوان “نحو دعم الشراكات الاقتصادية الخليجية”.. ولئن كانت دولة الإمارات تعمل منذ وقت طويل ولا تزال مع الأشقاء في الدول الخليجية على اقرار نظام جديد للمشتريات الحكومية الخليجية يعطي الأولوية لشراء المنتجات الوطنية الخليجية فإن أهمية مثل هذا العمل تكمن في العديد من الاعتبارات الأساسية على سبيل المثال توسيع الأسواق أمام المنتج الوطني لكل دولة عبر تمكينها من الوصول إلى أسواق دول الخليج العربية كافة وبالشروط نفسها وهو ما يعظم العائد الاقتصادي لهذه الصناعات قبل أن يحسن من قدراتها التنافسية وهكذا يمكن أن نفهم القيمة الاقتصادية المترتبة على تفعيل التجارة البينية لدول “مجلس التعاون لدول الخليج العربية”.
وأكد ان الدول الخليجية ومن خلال بناء شراكات اقتصادية وتفعيلها ستوفر فرص عمل لأعداد كبيرة من العاطلين عن العمل وهو ما سيزيد من حيوية الاقتصادات الخليجية ويمكنها من زيادة مؤشرات الاستقرار والنمو بشكل عام.
وقالت إن الأمر الآخر الذي ينبغي الحرص عليه في الدول الخليجية الشقيقة هو تشجيع الصناعات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وخاصة لفئة الشباب ولاسيما أن مثل هذه المشروعات وفي ظل الحاجة الكبيرة إلى أسواق الخليج الواسعة من السلع والخدمات يمكن أن تعزز التجارة البينية بين دول “مجلس التعاون لدول الخليج العربية”. وأشارت الى ان مثل هذه المشروعات ومع مواصلة دعمها من قبل الجهات المعنية ستعمل على التوسع في خطوط إنتاجها وفي الوقت نفسه على الاندماج مع نظيراتها لتصبح كيانات صناعية أكبر وأكبر.
وأكدت ان اندماج شركتي الإمارات للألمنيوم “إيمال” ودبي للألمنيوم “دوبال” في كيان واحد تمخض عنه كيان هو الخامس عالميا من حيث الإنتاج يمثل تجربة حية على أهمية الاندماج بين المشروعات أيا كان حجمها بل إن الاستراتيجية التي تعمل عليها وزارة الاقتصاد الإماراتية خلال الفترة المقبلة تركز على تعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة ورفع إسهام تلك المشروعات في الاقتصاد الوطني الإماراتي إلى المستويات العالمية لتتراوح ما بين 90 و97 وفقا لكلمة معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد التي نشرت الخميس الماضي. واختتمت “أخبار الساعة” افتتاحيتها بالإشارة الى ان دعم التجارة والشراكات البينية الخليجية سيشكل بيئة مشجعة وحاضنة استثمارية لأبناء الخليج العربي ولرجال الأعمال العرب والأجانب وبالتالي سيسهم في زيادة معدلات الناتج القومي الإجمالي لهذه الدول. ولفت إلى أنه في حال اعتماد الدول الخليجية على الإنتاج الأجنبي ومدخلاته بدلا من الدول الخليجية ذاتها فإن ذلك سيزيد من تكاليف الإنتاج في دول المجلس بشكل أعلى من مثيلاتها خارج هذه الدول وهو أمر مع ارتفاع تكاليف الإنتاج سيضعف الوضع التنافسي للمنتجات الخليجية أمام مثيلاتها غير الخليجية وبالتالي سيعوق حركة التجارة ومسيرة التكامل الاقتصادي الذي ننشده.
عدد اليوم
