الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليمن.. كيمياء النقطتين!

22 نوفمبر 2014 22:10
لم يحقق المنتخب اليمني فوزاً في «خليجي 22» بالرياض، ولم يسجل هدفاً، ولم يتأهل للمرحلة التالية، لكن مشاركته حملت معها كيمياء من المحبة العجيبة والمناصرة اللافتة التي شاهدناها من جماهيره في السعودية، وشاهدناها في استقبال عناصره في مطار صنعاء استقبال الفاتحين. كل الذي عمله هو أنه كسر حاجز النقطة التي لازمته، وقدم عروضاً رجولية وشيئاً من الإثبات بأنه صار يمتلك هوية وشخصية أجبرت المراقبين على احترامه، وهو يجتهد ويبدع رغم الظروف الموضوعية التي أحاطت به، وجعلته أحياناً يلاقي صعوبة في التدريب والتجريب داخل اليمن بسبب الظروف الأمنية والسياسية. وهكذا يمكن القول، إن المشاركة الأخيرة كانت مشاركة استحضار الثقة، وإعطاء إشارة أن بالإمكان أفضل مما كان، ما جعل المشاعر تتدفق في صورة انفعالات صادقة وانطباعات إيجابية شاهدناها في مدرجات أكبر ملاعب الخليج، وشاهدناها في الاستقبال الشعبي والرسمي الكبير في صنعاء. الناس هنا يتحدثون عن فريق متجانس ومتناغم حقق الرضا العام وألهب الحماسة - ليس في الشارع الرياضي - وإنما في الشارع السياسي الواقع تحت طائرة التهمة، ويتحدثون حول كيفية أن يكون لمنتخب كروي القدرة على التحول إلى خلايا إيجابية في النسيج الاجتماعي والسياسي رغم كثرة النافخين في الفتن. أما من رصدوا التقاء المغتربين اليمنيين في السعودية حول فكرة الوطن في مشاركة استحضار الثقة وبارقة الأمل فيسألون، هل من دروس مستفادة تحرج السياسيين، وتدفعهم للوفاء بحلول المبادرة الخليجية، بعد أن أسهم المنتخب والجمهور في إنجاح «النسخة 22» من بطولة كرة القدم الخليجية. الأمر الآخر أن لوحة المؤازرة، وشحذ الهمم ستبقى مجرد حاله انفعالية إذا لم تتحول إلا احتلال الرياضة اليمنية الوضع اللائق على قائمة اهتمامات الحكومة، والجمهور وإن تفاعل مع العروض المشرفة لن يرضى بالتراجع لأنك إذا لم تتقدم فأنت تتراجع. ثمة الكثير من الأحلام الرياضية اليمنية المؤجلة لن يكتب لها تصدير البدايات دون إعادة النظر فيما يقدم من دعم يأخذ في الاعتبار أن بمقدور لاعب أو منتخب أن يقدم مالا تستطيع تقديمه عشر سفارات وخمسين قنصلية!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©