الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تتبرع بجسمها لاختبار أدوية السرطان

10 نوفمبر 2013 13:32
تتوارى بعض السيدات المريضات بالسرطان خلف الخوف أحياناً، بينما تفضل الأخريات الاختفاء عن الأنظار في أحيان كِثيرة، تجنباً لنظرة المجتمع التي يعتبرنها قاسية.. إنهن يحملن أوجاعهن بين ضلوعهن، وقطرات الدمع تشوي جفونهن، يسحقهن الفزع يومياً، ويرمي بحياتهن إلى حتفها أكثر من المرض، بينما هناك منهن من تتحلى بالشجاعة والقوة، ترسم ابتسامة الأمل على محياها، تؤمن بقدرها وتقفز فوق محنتها، تجابه المرض وغطرسته، تشرك أقرباءها محنتها فيخف ثقلها، وتنساب حياتها عادية، برغم ما يخلخل نظام بيتها وسير يومياتها. هن لسن كثيرات، لكنهن موجودات، خبرن المرض وواجهن الموت، وقررن أن يرسمن البسمة على وجوه المريضات الأخريات، فكانت هناك نفين عبد الله المريضة بسرطان الثدي، حيث استأصلت رمز أنوثتها، لكن ما زالت تحتفظ بابتسامتها، وترى الجانب المشرق من حياتها، قررت نشر التوعية، وباتت تشارك بشهادتها الإيجابية في كل المحاضرات والجلسات التي تخص المرض، وتتحدث مع اليائسات اللواتي يواجهن صدمة المرض الأولى ويبحثن عن بلسم الشفاء في صدر من يزرع الأمل، تغسل نفوسهن وتشفي وجعهن بتقاسم أحلام غد مشرق بعد علاج قد يدوم سنوات وتدوم معه الحياة. وكانت هناك أيضاً لمياء حسن التي لم تترك نفسها تنغمس في الألم، فقررت نقل تجربتها مع زرع الثدي أثناء عملية استئصال أخرى بعد اختبارها لكل معاني المعاناة، إذ لم يكن قرار زرع الثدي الجديد إلا بعد تحاليل مخبرية كثيرة تؤكد قابلية جسمها لذلك، وكانت النتيجة مفرحة وكان الزرع أثناء العملية مباشرة، وخرجت بأقل الخسائر، بحيث استيقظت بعد العملية على جزء غير مبثور منها، وكان ذلك شعورا إيجابيا جدا زاد من ثقتها بنفسها وساعد إلى حد بعيد في تعافيها. وهناك من اتخذت بادرة قوية جداً في منح جسمها تطوعا لإجراء التجارب المخبرية عليه، وهي البطلة مليكة علي التي أصابها مرض سرطان الثدي قبل عشر سنوات، واستأصلت ثدييها وخضعت لعملية استمرت 5 ساعات، حيث كانت إصابتها متأخرة، ولكن وجودها في دولة أوروبية جعلها تسترجع ثقتها بنفسها إلى حد كبير، كونها تتلقى جرعات يومية من الدعم النفسي ومن المعاملة الرائعة كإنسانة وكأنثى، وبعد أن تعافت أصبحت لديها إمكانية مساعدتها لأخريات مصابات بالمرض نفسه، بل منحت جسمها لاختبار وتجريب بعض العقاقير التي قد تساهم في تغيير مفهوم علاج سرطان الثدي لمدة 5 سنوات، ولم تتردد لحظة واحدة، وبدأت تناول هذه العقاقير قبل 3 سنوات، وتخضع دوريا لفحوص مراقبة وتحليل لمعرفة مدى فاعليتها من حيث تأثيرها وقابلية العلاج بها مستقبلاً، إلى جانب اختبارات تتعلق بمرضها، وهي مؤمنة بما تقدم، وقالت إنها تساهم في علاج غيرها، على الرغم من مغامرتها في ذلك الاتجاه، حيث يمكن أن تتأثر الكبد أو الطحال أو أعضاء أخرى نتيجة تناول عقاقير لمدة تفوق 5 سنوات كاملة. المحررة | lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©