الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خليفة: الحكمة سبيلنا إلى تحقيق الرخاء ونشر السلام والعدل في العالم

خليفة: الحكمة سبيلنا إلى تحقيق الرخاء ونشر السلام والعدل في العالم
9 نوفمبر 2013 11:17
باريس (وام) - أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، قناعة الإمارات بدور الثقافة والتربية والتنمية في تحقيق التفاعل الإيجابي بين الحضارات واحتواء بؤر النزاعات وتوطيد السلام والوئام العالمي. وقال صاحب السمو رئيس الدولة إن الحكمة هي سبيلنا إلى تحقيق الرخاء الاقتصادي ونشر السلام والعدل والتسامح في ربوع العالم كافة. جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عن سموه.. معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أمس الأول في “منتدى القادة” أحد المحاور الأساسية ضمن برنامج الدورة الـ37 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو”. ونقل معاليه في البداية تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة للمشاركين وتمنياته الطيبة لهم بالنجاح في هذا الملتقى، معربا عن تقدير سموه لدور منظمة اليونسكو في تعميق التعاون والعمل المشترك في مجالات التربية والثقافة والعلوم في كافة ربوع العالم. وفيما يلي نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم أصحاب الفخامة والسعادة السيدات والسادة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته “إن هذا الملتقى العالمي للقادة يذكرنا بالتحديات الكبرى التي يواجهها العالم في: الاقتصاد والبيئة والمناخ وقضايا المياه الغذاء الطاقة الفقر التطرف والإرهاب الصراعات الدولية والتغيرات السكانية. . كل ذلك يتطلب منا أن نحدد دور الثقافة في مجابهة هذه القضايا والمشكلات وأن نحدد مسؤولية اليونسكو في الاعتماد على العمل الثقافي من أجل ترشيد ظاهرة العولمة وسد الفجوات بين الدول في التربية والصحة وحقوق المرأة والتقنيات الحديثة والتوصل للمعلومات وكذلك في مجال التقدم الاقتصادي بشكل عام. إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نعتز بأن حضارتنا قد وفرت لنا على مر التاريخ منظومة متكاملة من التقاليد العريقة والقيم الأصيلة التي تشكل الإطار الملائم لحياتنا وتدعم الفهم والتفاهم بيننا وبين شعوب العالم ـ إن ثقافتنا في الإمارات هي ثقافة عالمية تعزز انتماءنا الإنساني ونؤكد من خلالها مكانتنا اللائقة بنا بين دول العالم. ومن هنا ونحن نستشرف آفاق العمل في المستقبل لمنظمة اليونسكو فإني أرى بعض النقاط التي تتعلق بدور الثقافة على وجه الخصوص أستقيها من خبراتنا في الإمارات. النقطة الأولى هي قناعتنا القوية بدور العمل الثقافي في تشجيع التفاعل الناجح بين الحضارات والثقافات بل وبناء العلاقات الدولية على أسس التعاون والتعايش والتخلص من الصور الذهنية النمطية عن الشعوب ـ لابد أن تهتم منظمة اليونسكو بأن يكون العمل الثقافي حول العالم وسيلة للانفتاح بين دوله وأقطاره بحيث يتعرف كل منها على تاريخ الآخر وحضارته ويتعايش الجميع معا في سلام وتقدم ووئام. النقطة الثانية هي أن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة إنما يؤكد اعتمادها على تقنيات المعلومات والاتصال كموارد مهمة للتنمية الثقافية الناجحة. . إن أمام منظمة اليونسكو دورا محوريا في تعميم الاستخدام الحصيف والمستنير لهذه التقنيات في مجال العمل الثقافي في كل مكان. . إن من واجبنا في هذا الملتقى تشجيع الترابط القوي بين سكان العالم من خلال التقنيات الحديثة وأن نعمل سويا لتوفير كافة المتطلبات اللازمة لنجاح هذا الترابط واستمراريته. النقطة الثالثة إننا ندرك تماما العلاقة التبادلية القوية بين التربية والعلوم من جانب والثقافة من جانب آخر ـ التربية والعلوم تعكس القيم الثقافية في المجتمع بل إن المدارس والجامعات ومراكز البحوث هي بطبيعتها مؤسسات ثقافية لايمكن لها أن تعمل بمعزل عن ثقافة المجتمع ومقوماته. من جانب آخر، فإن علينا أن ندرك أن العلاقة القوية بين التعليم والثقافة تكتسب أهمية خاصة في هذا العصر الذي يتطلب التعلم المستمر والذي يتم جزء كبير منه الآن على نحو غير نظامي خارج المدارس والكليات وفي إطار توقعات وإمكانات مجتمعية ترتبط على نحو وثيق بمستويات التنمية الثقافية في المجتمع. النقطة الرابعة إنه في ضوء ذلك كله فإنني أدعو منظمة اليونسكو إلى أن تكون قائدة في تأكيد مكانة الثقافة في مواجهة التحديات العالمية في القرن الواحد والعشرين. إنني أدعو منظمة اليونسكو إلى أن تكون ضمير العالم تتخذ من العمل الثقافي أداة لتشجيع التطبيقات السلمية والتنموية لكافة العلوم والتقنيات. إنني أدعو منظمة اليونسكو إلى مساعدة الدول المختلفة في الحفاظ على تراثها وعرض ثقافتها أمام العالم ـ إن الثقافة والتراث يمثلان دون شك مجالا لما نطلق عليه الآن الدبلوماسية الشعبية التي تهدف إلى بناء الثقة والتفاؤل والتعاون بين جميع دول العالم. إن أمام منظمة اليونسكو دورا هاما في جعل الثقافة في موقع القلب في حياة البشر وفي حماية العمل الثقافي من الضغوط التي تؤدي إلى تهميشه في كثير من الأحيان ـ إن لدى اليونسكو فرصة مواتية لمساعدة الدول المختلفة على الحفاظ على تراثها مع تشجيع التبادل الثقافي ودعم الإبداع والابتكار في كافة دول العالم. أيها السيدات والسادة: إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة سوف نحتفل بعد ثلاثة أسابيع بمرور / 42 / عاما على تأسيس الدولة، وأود بهذه المناسبة أن أشير إلى أن مؤسس الدولة: المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان معروفا بأنه “حكيم العرب”: قائد يتمتع ببعد النظر وكانت لديه رؤية واضحة لمستقبل بلده وموقعه بين الدول تنبع من ثقافته الوطنية وخبرته العملية في شؤون العالم. إن العالم اليوم بحاجة ماسة إلى “الحكمة “ لدى القادة والمواطنين على السواء ـ لأن الحكمة هي سبيلنا إلى تحقيق الرخاء الاقتصادي ونشر السلام والعدل والتسامح في كافة ربوع العالم ـ إنني أدعوكم في هذا الملتقى إلى أن نكون حكماء في تأكيد دعمنا لمنظمة اليونسكو ودورها المرموق في تعميق مبادئ الأمل والتعاون والاستقرار والرخاء عبر العالم “. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وعبر معالي الشيخ نهيان بعد إلقائه الكلمة عن سروره بحضور هذا الملتقى وقدم شكره وتقديره للجميع. وكان في استقبال معاليه لدى وصوله إلى المقر الرئيسي لمنظمة اليونيسكو، عدد من السفراء والمندوبين الدائمين العرب والأجانب لدى المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة، إضافة إلى إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو وعدد من كبار الموظفين. ويشغل “منتدى القادة” حيزا واسعا من اهتمام ومتابعة إدارة اليونسكو، واختار منظموه محورا رئيسيا للمناقشة هو “تعبئة ومساهمة اليونسكو في مفكرة ما بعد 2015 عبر التربية والعلوم والثقافة والاتصال والإعلام”. ويستجيب هذا المحور للنقاش الذي أطلقته الأمم المتحدة، لتحديد آليات وديناميكيات التنمية بعد العام 2015.. ويستند إلى تراكم الخبرة التي تجمعت من خلال خطة “أهداف الألفية للتنمية” التي اعتمدت في العام 2000. ويشارك في المنتدى أكثر من ألف مشارك من 195 دولة، بينهم رؤساء دول ووزراء وممثلون لقادة بلدانهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©