الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أريام وشون يُلهبان رمال أبوظبي وبريتني تُشعل ساحة ياس

أريام وشون يُلهبان رمال أبوظبي وبريتني تُشعل ساحة ياس
13 نوفمبر 2011 15:29
بعد الحضور القوي والمهيمن للنجوم العرب في الليلة الثانية من ليالي “يا سلام” على كورنيش أبوظبي، جاءت الليلة الثالثة إماراتيةً - بريطانيةً صرفةً على الكورنيش، وأميركيةً على ساحة حلبة ياس. ألهبت نجمة البوب الأميركية بريتني سبيرز أكثر من 35 ألفاً من جمهور ساحة ياس ومشجعي سباقات “الفورمولا- 1”. وعلى الجانب الآخر، ألهب فنانون إماراتيون وبريطانيون جمهوراً يُقدر عدده بـ32 ألفاً على رمال شاطئ أبوظبي. أُعطيت النجمة الإماراتية أريام الشعلة لإلهاب حماس الحشود الغفيرة التي توجهت إلى كورنيش شاطئ أبوظبي الذي تميز هذه المرة بالحضور اللافت للمواطنين الإماراتيين والخليجيين، إلى جانب البريطانيين بالمقارنة مع الجنسيات الأخرى. وقبل أن تنزل من المنصة، لم تُسلم أريام الشعلة لغريب، بل سلمته لمواطنيها من فرقة “ذا ريسيبي” الإماراتية الذين أبهروا الجمهور برقصات الهيب هوب المحترف، تلاهم مغني الراب البريطاني جي شون، ثم مواطنه المغني “إكزامبل”، قبل الاختتام بالبريطاني نورمان كوك المعروف باسم “فاتبوي سليم”. أطلّت الفنانة الإماراتية أريام على جماهير كورنيش أبوظبي بفستان أصفر أنيق لم تملك الفتيات والنساء الحاضرات بُداً من إخفاء إعجابهن به واستدراج أريام من خلال إشارات أيديهن إلى التصريح باسم مصممته الإماراتية منى المنصوري في نهاية الحفل. وبعد كثرة التصفيق والصفير الذي تلى أغنيتها الأولى، رحبت أريام بالجمهور بحرارة باللهجة الإماراتية، وبطلاقة باللغة الإنجليزية، ودعت الجميع إلى الغناء معها بمن فيهم من لا يفهمون اللهجة الإماراتية. أطربت الجمهور بأشهر أغانيها واختارت أسرعها إيقاعاً، فغنت “لاموني” و”إنت نعم”، و”تسلب عيوني”، و”جنة جنة.. إمارات يا وطنا، يا وطن يا حبيب يا بوتراب طيب”، و”بشروني بلغوني تغيب عني”، و”ويش هالجمال اللي بدا، زينكم أبداً مالو مدى”، وأغان أخرى لم يغب عن أي منها كلمة “إمارات”، وكأن أريام تحتفل في الوقت نفسه بالذكرى الأربعين لليوم الوطني. وكون شباب إماراتيون من الجمهور سلاسل بشرية وطافوا رقصاً حول المنصة، وآخرون تراقصوا على أكتاف أصدقائهم ولوحوا بأياديهم إلى فنانتهم أريام، وبعض الفتيات لوحن بشيلانهن وحركن رؤوسهن وقلدهن من كانوا حولهم من الأجانب، فتحولت الساحة الرملية رقصاً إماراتياً خليجياً بامتياز، وهو ما أبهج أريام التي شكرت الجمهور على تفاعله وتشجيعه أكثر من مرة بالقول “يعطيكم العافية” وبطريقة غنائية “والله والله إنتو كذا (مشيرةً بإبهامها إلى الأعلى)”. عبدالله أحمد المهيري كان من بين الشباب الإماراتيين الحاضرين حفل أريام، يقول “هذا أول يوم أحضر فعالياته من مهرجان يا سلام هذا العام، وجئت مع أصدقائي خصيصاً لأحضر سهرة أريام وعرض فرقة “ذا ريسيبي”. استمتعت كثيراً، وأرى أن وجود فنانين إماراتيين في مهرجانات عالمية كهذه أفضل مناسبة لتعريف الآخرين بالتراث والفن الإماراتي. آمل أن يتكرر ذلك”. هيب هوب إماراتي أبهر أعضاء فرقة “ذا ريسيبي” الجمهور بعرضهم الشيق، رقصوا بالفردي والثنائي والجماعي، وكانت جميع رقصاتهم مثيرةً. فبأحذيتهم الرياضية الأرضية الملساء وقاماتهم الرشيقة، بدؤوا ملحمتهم على المنصة، فمنهم من يرقص على رأسه ويدور كالرحى، ومنهم من يتدحرج كالعجلة، ومنهم من يتلوى وينبطح أرضاً كالأفعى والقنفذ، فيما يقوم آخرون برفع سيقانهم في الهواء بتوازن عجيب. ومن بين الحركات الأكثر إثارةً، تلك التي يرقصون فيها رقصة الروبوتات، فيتحركون كالآلات ويتحولون كما تتحول سيارات فيلم “المتحولون” إلى روبوتات ضخمة. وما فاجأ الجمهور هو إخباره بعد كل تلك الحركات المذهلة أن العرض كان مجرد تسخينات! اعتبر الجمهور الأمر مُزحةً في البدء، لكن أعضاء، “ذا ريسيبي” كانوا جادين، إذ عادوا بعد عرض المغني جي شون بأزياء موحدة جديدة وعروض أخرى أكثر إثارةً وإبهاراً حاول العديد من الشباب تقليدها، لكن الرمال كانت تمنعهم. جي شون وصندوق مفاجآته بمجرد صعوده المنصة، صَخَب الجمهور وصرَخ وثار وارتفعت حناجره بالتصفير والهتاف، وأياديه بالتصفيق في الهواء. بدأ شون روائع أغاني الراب التي باع منها عشرات ملايين النسخ في أوروبا وأميركا وبقية دول العالم بأغنية “لا تلمس روحي”. وما زاد من تفاعل الجمهور هو روح الدعابة التي يتحلى بها جي شون، حيث تخللت أغانيه “نكات” ومواد مختلفة أضفت على الجو مزيداً من الإثارة، فمن أدائه إيقاع نقنقات الضفادع الصاخب، إلى إيقاع صوت محرك السيارة عند انطلاقها بسرعة وعند وقوفها فجأةً، إلى أدائه أغنيةً جديدةً يُقدمها حصرياً ولأول مرة لجمهور أبوظبي، إلى مفاجأته الجمهور بأداء مقطع غنائي بالأوردو والرقص بالهندي وكأنه يُذكرهم بأصوله البنجابية، فانتقاله إلى أسلوب الأداء الحر، ثم استئذانه الجماهير التي قدر عددها هو شخصياً بـ40 ألف بتصويرهم بهاتفه المتحرك الخاص جداً لمدة ناهزت الدقيقتين. وهكذا حطم عرض جي شون الأرقام القياسية في المفاجآت، لكنه أكد أنه لا يقوم بذلك إلا عندما يلتقي جمهوراً بهذا القدر من التجاوب والجنون الفني. أعرب شون عن فرحته بالانتقال من جو إنجلترا شديد البرودة إلى جو أبوظبي الربيعي الجميل، وعبر أيضاً عن رغبته في أخذ الجماهير معه إلى المملكة المتحدة بعد أن وجد فيه ما لم يجده في الجماهير الأخرى. وهو ما جعل هذه الجماهير تهيج هيجاناً غير طبيعي وتتقافز وتُثير الرمال عالياً في سماء شاطئ أبوظبي، وتفرض على الجميع استنشاق رائحة رمل وتراب أبوظبي الطيب الذي بدأت أريام سهرتها بالتغني به “يا بوتراب طيب”. واكتفت السيدة فاريبا من إيران بالابتسام والتصفيق، وأخبرت “الاتحاد” بأنها تحضر رفقة بناتها الثلاث، وتتحدث العربية بطلاقة بفضل انحدارها من منطقة الأهواز، وتقول “أحضر فعاليات يا سلام كل سنة أنا وبناتي وزوجي، حضرت بالأمس حفلة نجوى كرم الرائعة مع زوجي وأبنائي، وجئت اليوم مع بناتي لحضور حفلة جي شون الذي أحفظ بعض أغانيه والتعرف إلى أريام، وقد استمتعت كثيراً”. أما الشاب محمد لامين بناني، الطالب الموريتاني بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة سوربون أبوظبي، فيقول “هذه ثاني مرة أحضر فيها مهرجان يا سلام، وجئت اليوم خصيصاً لحضور عرض جي شون”. وغير بعيد عن محمد، يقف يافع تونسي لم يتعد عمره عشر سنوات، يقول أيضاً إنه جاء لحضور عرض جي شون ويتابع بإنجليزية طلقة أنه يحفظ له أكثر من أغنية! الكثيرون إذن جاؤوا من أجل جي شون، ولا غرابة إذن في تعلق شون بهذا الجمهور وطلب أخذه معه إلى دياره. «إكزامبل» و«فاتبوي» سليم بقميص مكتوب عليه أول حرف يبدأ به اسمه، صعد الفنان الإنجليزي متعدد المواهب إليوت كليف المشهور باسم “إكزامبل” إلى المنصة وهو يقفز منذ اللحظة الأولى. البعض حياه برفع لوحات مكتوب عليها اسمه، وآخرون راحوا يلتقطون صوره بكاميرات هواتفهم المتحركة، فيما اكتفى آخرون بالغناء والرقص معه. خاطب الجمهور قائلاً “تحدثي إلي أبوظبي.. إني أراك جميلةً هذه الليلة.. أريد أن أرى الجميع يغني”، فردوا برفع أصابعهم في السماء وتابعوا ذلك بمجاراة كلمات أغانيه السريعة والغناء معه كلمةً كلمةً، وأغنيةً أغنيةً إلى أن وصل إلى الختام بأداء أغنية “أعرف أنك ستفتقدني، غَيرْ طريقة تقبيلك لي”. وبعد فاصل منسق أغاني دي جي “داني نيفيل المذيع في إذاعة “راديو وان”، صعد الفنان البريطاني نورمان كوك المشهور باسم “فاتبوي سليم” إلى المنصة وسط مشهد بانورامي يعبق بالبخار الكثيف واللون الأخضر ومشاهد واقعية متسارعة على شاشتي المنصة. أرفق الأغاني التي نسقها بمواقف هزلية مضحكة كثيرة توثق العديد من الحوادث والقضايا وتحمل إلى العالم رسائل عديدة أبرزها رسالة السلام والمحبة. قالوا .. ? داني نيفيل: “نريد أن نُريَ العالم كيف تحتفل أبوظبي”. ? أريام: “شكراً لكم، شكراً لأعضاء الفرقة، شكراً للمصممة الإماراتية منى المنصوري على هذا الفستان”. ? جي شون: “إنكم في غاية الجمال.. يا إلهي أحبكم! أريد أن آخذكم معي إلى إنجلترا!”. ? إكزامبل: “أبوظبي.. أنظار العالم بأكمله تتطلع إليكم هذه الأيام”، “تحدثي إلي أبوظبي.. إني أراك جميلةً هذه الليلة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©