الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوغان يواجه تحديات عقب فوز غير متوقع

أردوغان يواجه تحديات عقب فوز غير متوقع
6 نوفمبر 2015 00:07
اسطنبول (أ ف ب) يمثل فوز حزب العدالة والتنمية، الذي أسسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الانتخابات البرلمانية تحولاً ملحوظاً ويعزز قبضته على السياسة التركية. بيد أن أردوغان يواجه، رغم ذلك الفوز غير المتوقع، تحديات جسيمة سيتعين عليه مجابهتها، منها تهديدات الحرب الأهلية المتجددة في جنوب شرق تركيا مع الأكراد، وموجة المهاجرين السوريين الذين يتدفقون عبر بلاده إلى أوروبا، وزعزعة الاستقرار على الحدود التركية بينما يؤجج تنظيم «داعش» الإرهابي المعارك في العراق وسوريا. وعاد حزب العدالة والتنمية إلى إحداث جلبة مرة أخرى عقب خمسة أشهر من خسارته الأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو، بعد أن سيطر على مقاليد الأمور لقرابة 13 عاماً، ليهيمن من جديد على موقعه حتى 2019. وبدت الانتخابات استفتاء على قيادة أردوغان، رغم أنه لم يكن مرشحاً انتخابياً، لا سيما أنه قامر عندما وجّه بإجراء انتخابات جديدة بعد محادثات غير مثمرة لتشكيل ائتلاف عقب انتخابات يونيو، ولو ترنّح حزبه كما كان متوقعاً، لتعين عليه دعوة أحد منافسيه لتشكيل الائتلاف، ولقضى ذلك على هيمنة أردوغان. واستغل الرئيس التركي الفترة بين الانتخابات الأولى والثانية في تعزيز سطوته على حزب «العدالة والتنمية»، من خلال تعيين الموالين في المناصب القيادية والدفع بهم على قوائم المرشحين، ولكنه لا يزال في وضع مربك كرئيس لأن المنصب لديه صلاحيات دستورية محدودة في تركيا. وحتى الآن، لا يزال مضطراً إلى الاعتماد على رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو من أجل استغلال السلطة لصالحه، ومن المتوقع أن يواصل الدفع لإجراء تعديلات دستورية تمنح المنصب الرئاسي صلاحيات جديدة كاسحة، غير أن الانتخابات تركته من دون الأغلبية الكاسحة اللازمة لفعل ذلك من دون مساعدة المعارضة. ومنذ يونيو الماضي، تواجه تركيا اندلاع أسوأ موجة عنف منذ سنوات، وخرجت عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني، التي بدت واعدة لبعض الوقت، عن مسارها، بينما قتل تفجيران انتحاريان في تجمهرين مؤيدين للأكراد نحو 130 شخصاً. وتشير الأدلة إلى أنه تم تنفيذهما على يد تنظيم «داعش» إلى أن فوضى الحرب في سوريا المجاورة بدأت تنتقل إلى الأراضي التركية. ويبدو أن المزاعم السابقة بأن السلطات في أنقرة لها نفوذ بين المسلحين على طرفي الحدود مجرد حسابات خاطئة. وكانت الانتخابات ذاتها مستقطبة، وخلفت تصدعات خطيرة في البيت التركي، فأثناء محادثات السلام خلال السنوات الأخيرة، بدأ أردوغان بناء علاقات مع الأكراد، واتخذ شريكاً من حزب الشعوب الديمقراطي اليساري المؤيد للأكراد في المحادثات. غير أن المحادثات انهارت عندما تجاوز «الشعوب الديمقراطي» عتبة العشرة في المئة في انتخابات يونيو التي مكنته من دخول البرلمان، ليحرم حزب أردوغان من أغلبيته الحاكمة، ويعلن أنه لن يؤيد تعزيز صلاحيات الرئيس. وفي الحملة الانتخابية الثانية، اتهم «أردوغان» «الشعوب الديمقراطي» بأنه ذراع سياسية لحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا ومعظم الدول الغربية منظمة إرهابية. وخلفت المعارك بين «العمال الكردستاني» والحكومة التركية مئات القتلى، لكن أردوغان تعهد أثناء الحملة الرئاسية باستعادة الأمن والاستقرار، وبات في وضع يمكنه من العودة إلى عملية السلام إذا اختار ذلك، لكنه لم يبد سوى إشارات محدودة حول تحركه في ذلك الاتجاه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©