الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الخيال الإبداعي وحقائق الحرب والإرهاب والخطف

الخيال الإبداعي وحقائق الحرب والإرهاب والخطف
5 نوفمبر 2015 22:17
عصام أبو القاسم (الشارقة) استضاف ملتقى الأدب في معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس الأول ندوة، تحت عنوان «الكتابة في مواجهة الراهن»، أدارها الكاتب المصري محمد غباشي، وشارك فيها الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ والروائية الباكستانية موني محسن والإعلامي والكاتب جوني ماكارثي. السؤال الذي طرحته المحاضرة، هو: كيف للكتابة أن تلعب دوراً مؤثراً في مجتمع يجابه جملة من الأفكار الهدامة والعدوانية، كما يحدث الآن في المنطقة العربية، بحيث تدفع المجتمع لتجاوز الواقع وعبور هذا النوع من المآزق؟ في مداخلته، قال الصايغ إن الموضوع المقترح شديد التعقيد ويصعب حصره في وقت محدود وقصير، طارحاً أسئلة عدة، مثل: أهو سؤال عن الكتابة أم عن القراءة، أيمكن معرفة الكتابة من دون القدرة على القراءة، أهي أزمة قراءة في المجتمع العربي أم أزمة كتابة؟ ومن ثم، تكلم الصايغ عن سمات الكتابة العدوانية، فهي فجة وسطحية، مشيراً إلى أن المنتج الإبداعي العربي الحديث، بخاصة المنشور منه في وسائط التواصل الاجتماعي على الإنترنت، يزدحم بمثل هذه الكتابة التي تبدو أكثر انتشاراً مقارنة بكتابة الحياة والإنسانية، الكتابة.. المتسامحة والبناءة. وأشار الصايغ إلى الطابع المميز للكتابة المنتشرة الآن في المواقع الافتراضية، وقال إنها تُكتب جماعياً وتقرأ كذلك، وهي تكتب لأجل الموت، داعياً إلى إعادة صياغة للمناهج التربوية والتعليمية وخطب المساجد في البلاد العربية لتبين مكامن الخلل فيها، منادياً إلى تمثل حقيقي لمفاهيم العدالة والعصرية والحداثة والوعي بتحولات الواقع، وخصوصاً وسط الفئات المستنيرة والمتعلمة. ووقف الصايغ عند حوادث عدة شهدتها بلدان عربية وآسيوية، لافتاً إلى الاستجابات العدوانية لبعض الاتجاهات المتطرفة والتي ذاعت في الإنترنت،قائلاً إن هذا الخطاب العدائي الذي رافق ما عرف بثورات الربيع العربي زاد من نعرات وفتن التطيُّف والطائفية في المجتمعات العربية. واختتم الصايغ منوهاً إلى المشاريع والاستراتيجيات النموذجية التي ظلت دولة الإمارات تجسدها على أرض الواقع لتعزيز مجتمع السلم والتسامح والتفاعل الحضاري. من جانبها، قالت الكاتبة الباكستانية موني محسن إنها تهتم بنوع من الكتابة يحاول أن يقدم الحقيقة، مشيرة إلى أنها ستركز مداخلتها في الحديث للحديث عن كتابها «مذكرات فراشة اجتماعية» المتكون من سلسلة مقالات صحافية، وقالت إن هذا الكتاب يعكس، عبر صوت امرأة باكستانية بسيطة ومحدودة التعليم، جانباً من ملامح المجتمع الباكستاني، هذا المجتمع الذي رزح طيلة العقود الثلاثة الماضية تحت حكم الانقلاب العسكري، حيث أصبحت الحياة غير آمنة. وقرأت محسن مقطعاً من كتابها، مبرزة صوت المرأة وهي تعبر عن ضيقها من زوجها الذي ثبت التلفاز على قناة تغطي حادثة تفجير برجي التجارة في الولايات المتحدة 11 سبتمبر 2001، فالمرأة غير معنية بالحدث ولا تظن أن على زوجها الاهتمام به أو بأميركا التي حرمتهم فيزا الدخول إليها واحتلت بجنودها بلداناً عدة، ولا بد أنها لفقت حادثة تفجير البرجين لأجل تبرير تدخلها في بلد آخر على حد تعبير الرواية. وفي إجابتها على سؤال لـ«الاتحاد» نفت الكاتبة الباكستانية أن تكون متبنية لمنظور الرواية في «مذكرات فراشة اجتماعية»، وقالت: «لا أظن أن الشر جاء إلى باكستان من الخارج، وحتى لو جاءنا فعلاً ممن هم سوانا، فلا بد أنه وجد عندنا تربة خصبة لينمو ويتوسع على النحو الماثل الآن». أما جون مكارثي، فبدأ حديثه بوقفة على واقعة اختطافه في بيروت عندما زارها 1986 كصحافي أيام الحرب اللبنانية الأهلية (1975 - 1990)، حيث سجن خمس سنوات ولم يكن يظن أنه سينجو. وقال مكارثي إن انتقاله من الصحافة إلى الكتابة الإبداعية جاء نتيجة تجربته في السجن، حيث لم يكن متاحاً له أن يرى العالم إلا عبر الكتب التي كان يقرؤها، وذكر أنه قرأ كثيراً وأعاد قراءة بعض الكتب التي رآها سابقاً ولم يكترث لها أو لم تؤثر عليه. ومضى الكاتب البريطاني في حديثه مبرزاً كيف أثرت تجربة سجنه على منظوره للحياة ومنطقة الشرق الأوسط الذي لم يكن يعرفه إلا عبر ما يقرأه في الصحف الغربية، مبيناً أن كثيراً من المشاكل التي يشهدها العالم في الوقت الراهن سببها سوء الفهم، وتوقف عند الوقائع التي تعكسها الميديا الغربية عن المجتمع الفلسطيني، وقال إن تلك التغطيات تبدو له ضعيفة الصلة بما يجري، وأن في مقدور الكتابة الإبداعية لكاتب مثله عاش في المنطقة أن تعكس الأشياء في صدقية أكثر ويمكن أن تحدث فرقاً في تصورات المجتمعات الأخرى حول هذا المجتمع أو ذاك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©