إنها حقاً ليلة الذهب في أهم بطولة على سطح الكرة الآسيوية، حيث اللقاء الساخن بين اليابان وأستراليا للفوز باللقب الخامس عشر في تاريخ البطولة والتي انطلقت قبل 55 عاماً، وسيكون كأس آسيا على موعد الليلة مع حدث جديد، فإما أن يكسب اليابان البطولة فيسجل رقماً قياسياً، حيث سيكون أول منتخب ينال اللقب أربع مرات، وإما أن تكسب أستراليا اللقب فتنضم إلى قائمة الشرف لأول مرة في تاريخها.
وعلى الرغم من أن المنتخبين يتفقان في العديد من الظواهر المميزة بالبطولة، من بينها أنهما الوحيدان اللذان لم يخسرا حتى الآن، والوحيدان اللذان حققا أكبر فوزين بالبطولة، أستراليا على أوزبكستان بسداسية نظيفة، واليابان على السعودية بخماسية نظيفة، إلا أن ظروف وملابسات المباراة النهائية ترفض أية أحكام مسبقة أو تكهنات، فإذا كان منتخب اليابان قد قدم خلال البطولة نموذجاً للمنتخب المحترف القادر على مواجهة تقلبات المباراة، مهما كانت صعوبتها، فإن المنتخب الأسترالي يجمع بين القوة البدنية والديناميكية والقدرة على استثمار الهجمات السريعة المرتدة، وهو ما أنهك قوى المنتخب الأوزبكي الذي أسقطه الأستراليون بالستة في نصف النهائي.
وإذا كان البعض يرجح كفة المنتخب الياباني من منطلق أنه اعتاد أن يكسب اللقب طالما صعد إلى النهائي، وهو ما حدث في بطولة 1992 و2000 و2004، فإن حلم الفوز باللقب لأول مرة من شأنه أن يفجر طاقة إضافية لدى لاعبي أستراليا، وهو ما ينعش الأمل في الاستمتاع بنهائي من الوزن الثقيل.
تأهل منتخبي اليابان وأستراليا إلى المباراة النهائية، انتصار للكرة الاحترافية الحقيقية، وكان من نتيجة ذلك أن منتخب اليابان بات شريكاً أساسياً في نهائيات كأس العالم، وهي النجاحات نفسها التي حققتها الكرة الأسترالية في السنوات الأخيرة.
لم تشهد البطولة الحالية إخفاق المنتخبات العربية فحسب، بل شهدت أيضاً تراجعاً في أسهم المدرب الوطني على مستوى القارة، حيث يقود الفريقين الصاعدين للنهائي مدربان من خارج القارة، فالإيطالي زاكيروني نجح في الوصول بالمنتخب الياباني إلى المحطة الأخيرة وربما أكمل مشواره إلى اللقب، كما تمكن المدرب الألماني هوليجير أوسيك من قيادة المنتخب الأسترالي إلى النهائي بعد أن تصدر المجموعة الثالثة ثم الفوز في ربع النهائي على العراق حامل اللقب، قبل أن يسحق أوزبكستان في نصف النهائي، بينما اصطدم المنتخبان الكوري الجنوبي والأوزبكي، بمدربيهما الوطنيين، بحاجز نصف النهائي!.
ترى كم عدد الذين خسروا في المراهنات بسبب الهزيمة “التاريخية” لأوزبكستان في نصف النهائي، بالمناسبة المراهنات منتشرة بشكل واسع في شرق القارة، ويصل الأمر إلى درجة المراهنات على الأمطار، وهل ستسقط أم لا؟ !
عصام سالم | issam.salem@admedia.ae
عدد اليوم
