الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ربيعة الكواري: أنشأت متحفاً في بيتي ·· و القروض صنعت مني صحفياً

ربيعة الكواري: أنشأت متحفاً في بيتي ·· و القروض صنعت مني صحفياً
20 مارس 2009 00:00
يعد الدكتور ربيعة بن صباح الكواري من أبرز الأكاديميين والمفكرين في قطر والخليج العربي نظراً لتاريخه في العمل الصحفي، فهو أحد مؤسسي جريدة الشرق، ويعمل حالياً كأستاذ مساعد في قسم الإعلام بجامعة قطر، وتخرج من تحت يده كثير من الإعلاميين والصحفيين، كما أنه ترك العمل كصحفي ورئيس لقسم المحليات بجريدة الشرق منذ تأسيسها 1987 م، من أجل إكمال دراساته العليا والحصول على الدكتوراه في مجال الإعلام، وللدكتور ربيعة الكواري اهتمامات فكرية وأدبية من خلال كتابة المقالات وإصدار العديد من الكتب المهمة والدراسات· وقد أصدر دراسات إعلامية ومعاجم لغوية على وشك الصدور وبعضها الآخر طور الإنجاز وقيد الطبع، ويتسم أيضاً بنقده اللاذع للظواهر السلبية والقضايا التي تهم الناس، بالإضافة إلى رؤيته المتطورة لتطوير الإعلام العربي والخليجي والحفاظ على الهوية الثقافية، كما يرى أن مشكلة الصحافة الخليجية تحتاج إلى كفاءات وطنية لتطويرها، مشيراً إلى أن الدراسة الأكاديمية في جامعات الخليج تخرج إداريين وليس صحفيين·· وهو لا يتوانى عن مناقشة المواضيع المهمة بكل جرأة من خلال عموده الأسبوعي ''علامة استفهام''، الأحد بجريدة الشرق القطرية، وربما تجدون أكثر من ذلك·· في هذا الحوار· ؟ د· ربيعة الكواري·· تحمل مسيرتك الإعلامية والأكاديمية تاريخاً طويلاً من الإنجازات·· فهل يمكن أن تطلعنا على بعض من هذه الرحلة الشاقة والممتعة والجديرة بالاطلاع عليها؟ كنت أعمل في أواخر السبعينات ومنتصف الثمانينيات في جريدة ''الراية''، وأجريت حوارات مع كبار الكتاب والوزراء وانفردت بنشر بعض الأخبار على الصفحات الأولى، وما زلت أذكر نشري لخبر قروض كبار الموظفين الذي تقاضيت عليه مكافأة مالية من إدارة الجريدة، وهي أول مكافأة أتقاضاها، وهذا ما شجعني على مزاولة العمل الصحفي والاستمرار في صقل تجربتي بالدراسات العليا والحصول على الدكتوراه، وقد تخرجت في عام 1987 من جامعة قطر قسم الإعلام وانتقلت أنا والأستاذ سعد الرميحي لتأسيس جريدة الشرق في نفس العام، وعملنا بجد ومثابرة حتى توليت مهمة رئيس قسم المحليات في ذلك الوقت واستفدنا من تجربة التأسيس ومن ثم عملت كمعيد في الجامعة، وكما تعرفون أن الإنسان يطمح للدراسات العليا أكثر من العمل، ولا أنكر أني أعشق الصحافة ولكن الدكتوراه أخذتني منها فسافرت إلى بريطانيا وعدت بشهادة الدكتوراه والآن عدت للتدريس في الجامعة، كما أني أكتب زاوية أسبوعية بعنوان ''علامة استفهام'' وبعد الدكتوراه أصابني التشبع من العمل الصحفي كالحوارات والتقارير والتحقيقات والتزمت بكتابة العمود الصحفي الذي يقدم زاداً ثقافياً، وأفتخر أن مقالتي يقرأها جمهور عريض وأجدها منشورة في الإنترنت خاصة المقالات التي تمس قضايا الهوية الثقافية في الخليج وقضايا التنمية أيضاً والتوطين والرواتب وهموم المواطنين وشؤون المرأة، وكل هذه القضايا مهمة، وقد تكن رؤيتي أكاديمية ولكن العمل الأكاديمي عندما يكون مصقولاً بالتجربة ينعكس ذلك إيجاباً على المجتمع· تدريس الإعلام ؟ يلاحظ الجميع أن هناك حالة من الجفاء بين الدراسة الأكاديمية والجامعات والمجتمع، وأن الأكاديميين يطرحون رؤى بعيدة عن المجتمع·· فما هو رأيك؟ السبب أن قسم الإعلام عندنا يقدم الجانب النظري أكثر والمؤسسات الصحفية عليها أن تقدم الجانب التطبيقي وليس لدينا نحن إلا الجانب الأكاديمي والتدريس، وهناك اتفاقيات مع العديد من المؤسسات لأخذ الطلبة وتدريبهم ونحن أيضاً مطالبون بالتطوير من خلال اختيار الكفاءات للتدريس وتوفير المطبخ الصحفي في الجامعة لكتابة التقارير والأخبار والتصوير التلفزيوني، وفي المرحلة المقبلة بالجامعة هناك خطة لتطوير قسم الإعلام، ونحن الآن نسعى للاعتراف الأكاديمي والاهتمام بالخريجين، وأعترف بأن هناك نقصاً وسلبيات يجب تغييرها وقسم الإعلام خرج حتى الآن بعض الصحفيين والمخرجين الذين أخذوا مكانه مرموقة في قناة الجزيرة وهذا يجعلنا نفتخر بهم· الصحافة موهبة ؟ برأيك، هل من الضروري أن يحمل الصحفي شهادة جامعية في الإعلام والصحافة؟ الصحافة موهبة في المقام الأول وليست عملاً تجارياً، ولكن الدراسة تصقل الموهبة وأنا عندما كنت طالباً في الإعلام كنت أركز على صقل نفسي بالعمل المهني والكتابة والخروج للشارع واستفدت من ذلك من خلال عملي في صحف الراية والعرب والشرق ومجلة العهد في الثمانينينيات، وهذا كان قبل الدراسات العليا، أما العمل في الصحافة فيحتاج إلى صبر ورغبة؛ لأنه عمل شاق وكل صحفي يدرك ذلك، ولذلك من الصعب أن نجد الكثيرين يصمدون في ميدان الصحافة بسبب المشقة في هذه المهنة· ؟ ماذا تحتاج الصحافة لكي تكون متطورة وتلبي تطلعات المجتمع؟ بالنسبة للصحافة القطرية، تعتبر صحافة متطورة تكنولوجيا ولو أن تاريخها لا يزيد على الأربعين سنة، ولكن هذا لا يغني عن تسميتي لها ''متطورة''؛ لأنها تحتاج إلى المزيد من الحرية والتنظيم لقانون الصحافة والطباعة وعلى الرغم من أن الرقابة ألغيت عن الصحافة سنة 1995 م، إلا أننا نعيش في عصر الانفتاح في مجال الكتابة والتحرير إلى حد ما، ولكن لدينا ندرة في طرح القضايا التي تهم المواطن وأغلب ما يطرح هو ''مجرد خواطر''، ودون المستوى أحياناً وليس عندنا صحفيين مواطنين محترفين، كما أن إدارات المؤسسات الصحفية لا تسير نحو الاتجاه المهني والصحيح وبعضها تجارية صرفة إن لم تكن معظمها، كما أنها مطالبة بالاهتمام بـ''التقطير'' وتدريب كوادرها الصحفية· ؟ ألا تحن للعمل الصحفي؟ أحن كثيراً للعمل الصحفي وأحس عندما أكتب مقالاً عن قضية ما، برغبة في عمل تحقيق صحفي عنها أو عمل حوار مع وزير أو مسؤول كبير يتعلق بهذه القضية أو الظاهرة· ولكن أقترح ذلك على طلابي وطالباتي في الجامعة أو على الزملاء في الصحافة ورغم حنيني الشديد للصحافة والكتابة، فأنا أحس أن عملي كصحفي هو الذي دعمني في حياتي؛ لأن الصحافة كما ذكرت لك موهبة وممارسة ورغبة قبل كل شيء· عشقي للتراث الشعبي ؟أصدرت عدة كتب في مجال التراث الشعبي·· فلماذا أحببت هذا المجال؟ لديّ مؤلفات عن الإعلام والصحافة وعندي اهتمامات في الإعلام والتراث الشعبي وعلم الأنساب، ولكن التراثيات تأتي في المقدمة، حيث كنت أجمع منذ الصغر الأمثال الشعبية والأشعار والألغاز، كما أدون وأوثق عنها مما جعلني أستطيع توفير مادة كبيرة والمعلومات متوافرة عندي، وقد ألفت كتباً عن الشعر الشعبي في قطر ونشرت دراسة عن الشاعر المعروف محمد الفيحاني، وجمعت أشعاره وجمعت المقالات والدراسات التي كتبت عنه لكبار الأكاديميين في الخليج، وأعكف على تأليف ''موسوعة الأمثال الشعبية في قطر''، ويحتوي على آلاف الأمثال المتداولاة في قطر، كما أعكف على إنجاز معجم للتعابير الشعبية والكنايات والأقوال السائرة، وهي تختلف عن الأمثال وجمعتها منذ سنوات وتقع في ثلاثة مجلدات وهي يجب أن تحفظ وتورث وعلى الرغم من تحيزي للغة العربية الفصحى، إلا أنني أسعى دائماً إلى أن أوثق تراثنا للأجيال القادمة؛ لأن تراثنا بدأ يندثر بوفاة الرواة من كبار السن· قصتي مع المتحف ؟ وماذا عن المتحف الذي أنشأته في بيتك؟ هذا المتحف لم أفتتحه حتى الآن، وأنا أجمع فيه التحف القديمة و ''الأنتيك''، كما أجمع الأدوات القديمة كالتلفزيونات والراديوات القديمة والهواتف أيضاً وكاميرات التصوير وجمعتها من خلال أسفاري على مدى العشرين سنة مضت، بالإضافة إلى كتب ومخطوطات نادرة سترى النور قريباً· ؟ ما الذي يشغل بالك كأكاديمي ومفكر عربي فيما يخص الحرية والإعلام؟ تشغلني دائماً مسألة الحرية، وأن يكون لدينا إعلام حر ووجود صحف متطورة، وهي قليلة في الخليج، وأغلب الصحف تخضع للرقابة، وأتمنى أن تهتم الصحف بتطوير مواقعها الإلكترونية وغربلة مواقعها؛ لأن الناس لجأوا للإنترنت كمتنفس، وفي نفس الوقت أتمنى تطوير الفضائيات والاقتداء بتجربة قناة الجزيرة، ولو أني أرى مثل هذه النجاحات والإنجازات تحتاج الى كفاءات وطنية لبنائها؛ لأن الأوطان لا يبنيها إلا أبناؤها·
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©